مجلة المسرح تحتفي بأعمال من المغرب إلى مصر والإمارات

الشارقة - يضم العدد الخامس والأربعون من مجلة “المسرح” الشهرية (يونيو 2023) التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة، مجموعة متنوعة من المقالات والتقارير والحوارات حول النشاط المسرحي المحلي والعربي.
ورصدت المجلة في مدخلها أبرز ملامح الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي الذي نظم في شهر مايو الماضي وشهد مشاركة 61 عرضا مدرسيا قدمها أكثر من 600 طالب وطالبة من المراحل المدرسية الثلاث، وأكثر من 150 معلما ومعلمة في مدينة الشارقة، والمنطقتين الوسطى والشرقية.
وجاءت الدورة العاشرة من المهرجان لتتوج رحلة حافلة بالتجارب والمنجزات، نجح خلالها المهرجان في ترسيخ حضوره، وتعميق أثره إلى أبعد مدى، وهو ما يعكسه هذا الإقبال المتزايد من المدارس على منصته، من دورة إلى أخرى وعلى مدى دوراته الماضية، مثل المهرجان للطلبة مدخلا للاتصال الحي والملهم بعوالم المسرح الزاخرة بالحكايات الدالة والمناظر المعبرة والأداء المبدع، ومنهلا عذبا لشحذ الخيال وتنمية المدارك واكتساب الخبرات، وفسحة رحبة للاحتفاء بمواهبهم ومهاراتهم في التأليف والتعبير والتمثيل والتفكير النقدي.
واستطلعت المجلة عددا من الفنانين حول راهن ورهانات “المسرح الكوميدي” في الإمارات، تفاعلا مع تحضيرات بعض الفرق المسرحية لتقديم عروض فكاهية خلال عطلة العيد.
وتزخر الإمارات بمواهب مسرحية هامة في الكوميديا وهو الجنس المسرحي الأكثر جماهيرية، بينما تواكب هذه العروض العديد من القضايا الاجتماعية وتساهم في تحقيق المتعة دون إسفاف.
في باب “رؤى” كتب المخرج والباحث المسرحي العراقي قاسم بياتلي تحت عنوان “تأملات في المسرح بصفته حياة”، وكتب الباحث السوداني اليسع حسن أحمد عن “المرأة في المسرح السوداني بين الغياب والحضور”.
وفي “قراءات” تطرق خالد رسلان إلى مضمون النص، وخصائص الأداء التمثيلي، والرؤية الإخراجية في عرض “غُرب” الذي قدمته أخيرا فرقة مسرح دبي الوطني، وهو من تأليف عبدالله صالح وإخراج محمد سعيد السلطي.
وحول انحياز المسرح للحياة ودوره في نشر ثقافة الأمل، كتب إبراهيم الحسيني مسلطا الضوء على عرض “بعد آخر رصاصة”، أحدث أعمال المخرج المصري شريف صبحي، ويتناول العرض قضية الحروب العشوائية التي تؤثر على البشرية نفسيا واجتماعيا واقتصاديا، ويعطي رسالة سلام إلى كل شعوب العالم.
وكتبت كريمة كربيطو عن الامتزاج المبدع بين السرد والحوار والغناء والشعر في عرض “تكنزة.. قصة تودة” من تأليف إسماعيل الوعرابي وطارق الربح وأمين ناسور، ودراماتورجيا وإخراج أمين ناسور.
ومن خلال حكاية معروفة ومتوارثة، استطاع العرض أن يقدم لنا تجربة مسرحية فريدة، تحتفي بالموروث المادي واللا مادي للجنوب الشرقي، وتمزج روافد الهوية المغربية في لغة درامية واحدة تجمع اللهجة العامية باللغة الأمازيغية، فضلا عن مقاطع الزجل والأشعار الأمازيغية والموسيقى الأمازيغية التي ظلت ترافق العرض منذ بدايته.
وكتب يسري حسان عن حدود العلاقة بين المخرج والكاتب وحواجزها، منطلقا من مشاهدته لعرض “اغتصاب” الذي كتب نصه سعدالله ونوس وأخرجه أخيرا المصري إبراهيم الفرن الذي يعبر عن إيماننا بالقضية الفلسطينية، موضحا من خلال الأحداث أن هناك عدالة دائما مهما غابت فإنها تنتصر، فالجميع سيسقى بما سقى، من خان ستتم خيانته ومن اغتصب سيغتصب.
وينتمي العمل إلى المسرح السياسي، وتبدأ المسرحية بحكاية ضابط صهيوني يقوم بتعذيب مناضل فلسطيني ويستشهد وزوجته تتعرض للاغتصاب أمامه في مشهد موجع يذكرنا بالنضال من أجل القضية.. ويبرز الصراع السياسي على تلك الأرض المقدسة، وكذلك الصراع النفسي الإنساني من خلال عقدة الذنب التي يصاب بها الضابط الصهيوني فيما بعد، خاصة بعد أن يتم اغتصاب زوجته من قبل زملائه! الأمر الذي يجعله يفكر في الانتقام من ذلك الكيان الذي كان يتمنى إليه.
وتضمن باب “رؤى” مجموعة من القراءات الأخرى في عدد من الأعمال المسرحية العربية، ما يوفر نظرة على آخر الإنتاجات وأبرزها بأقلام تقاربها نقديا من زوايا متنوعة.
وفي باب “حوار” نشرت المجلة مقابلة أجراها عبدالكريم الحجراوي مع المخرج المصري انتصار عبدالفتاح، تحدث فيها عن بداياته وتجاربه في اكتشاف فضاءات جديدة لعروضه، وكذلك مشروعه الموسوم بـ”المسرح الصوتي”.
وعن دار الأوبرا التي بنيت منذ نحو عقدين في العاصمة السورية، كتب جوان جان في “صروح” معرفا بجمالياتها المعمارية، وإمكاناتها التقنية، وأبرز العروض والتظاهرات المسرحية التي شهدتها.
وسرد المخرج العراقي كاظم نصار في “أسفار” رحلته إلى مدينة كلباء في إمارة الشارقة عام 2016، بغرض المشاركة مع فرقتها المسرحية في إعداد عرض يقدم في أيام الشارقة المسرحية.
وتضمن “مطالعات” قراءة لأحمد نظيف في كتاب “المسرح والحياة: الأخلاق والمشاهد المعاصرة” للفرنسية راشيل راجالو. وتضمن باب “رسائل” تقارير وتغطيات من الجزائر وتونس وسوريا والمغرب والشارقة.