مجلة "إيكونوميست" خصم لأردوغان مجددا

الردود المتشنجة لأردوغان وحاشيته وحتى الصحافة التركية الموالية تثير تساؤلات عن سبب كل هذا الهجوم على مقال واحد.
السبت 2023/05/06
حقيقة يكابد أردوغان لإخفائها

أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح بتوجيه سياستها الداخلية عبر أغلفة مجلات عالمية، وذلك تعليقا على ما كتبته مجلة "إيكونوميست" البريطانية على صفحتها الأخيرة، وقالت إن الانتخابات التركية هي "أهم استحقاق انتخابي في 2023"، واصفةً الرئيس أردوغان بـ"الدكتاتور"، كما طالبت برحيله.

وانتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تصرف الصحيفة البريطانية خلال زيارته إلى الغرفة التجارية والصناعية بولاية أنطاليا، قائلا "إنهم يتخذون قراراتٍ نيابة عن الشعب التركي أو يحاولون إرشاد الأمة التركية".

وأوضح جاويش أوغلو أن المجلة دعت في صفحتها الأخيرة إلى "وجوب رحيل" الرئيس أردوغان عن السلطة، وتساءل "لماذا يجب أن يرحل الرئيس أردوغان عن السلطة؟ ما هو الضرر الذي يُلحقه أردوغان بكم؟ أو بم يضر أردوغان بريطانيا مثلا؟".

وأضاف "لولا الرئيس أردوغان على رأس السلطة في تركيا، لكان العالم سيعاني أزمة غذاء حقيقية، ولولا تركيا لكان أمن أوروبا في خطر، لماذا تتدخلون في السياسة الداخلية لهذا البلد؟".

المجلة البريطانية تؤكد أن الانتخابات التركية هي أهم استحقاق انتخابي في 2023 واصفة الرئيس أردوغان بـ"الدكتاتور" كما طالبت برحيله
◙ المجلة البريطانية تؤكد أن الانتخابات التركية هي أهم استحقاق انتخابي في 2023 واصفة الرئيس أردوغان بـ"الدكتاتور" كما طالبت برحيله

وأشار إلى أنه كان قد كتب مقالة لنشرها في العدد القادم لمجلة "إيكونوميست"، مضيفا "امتنعت عن نشر مقالتي في هذه المجلة؛ فنحن لا نتعامل مع من يتدخل في الشؤون الداخلية لتركيا. هؤلاء سيتلقّون الرد المناسب من شعبنا يوم 14 مايو".

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن في تغريدة كتبها ردا على المجلة البريطانية، مخاطبا الأتراك "كونوا هادئين، فقد ولّت الأيام التي كانت تعطى التعليمات فيها لبلدي، الكلمة الأخيرة للشعب في صندوق الاقتراع". وتصدّر اسم المجلة الترند في تركيا مساء الخميس، حيث تداول كثير من الناشطين والكُتاب مقال "إيكونوميست".

وهذه ليس المرة الأولى التي ينتقد فيها الرئيس التركي مجلة "إيكونوميست" الأسبوعية بسبب تقرير صدر في يناير يحذر من "انزلاق تركيا إلى دكتاتورية كاملة في ظل حكم أردوغان"، وقال الرئيس التركي إن "مجلة بريطانية لا يمكنها أن تقرر مصير البلاد".

وتضمن غلاف المجلة حينها علم تركيا وصورة مظللة لوجه أردوغان، وعنوانا رئيسيا يقول "دكتاتورية تركيا التي تلوح في الأفق: تقرير خاص عن إمبراطورية أردوغان".

ويجادل التقرير بأن تركيا على شفا كارثة في ظل "رئيسها غير المنتظم بشكل متزايد" وأن سلوك أردوغان مع اقتراب الانتخابات "يمكن أن يدفع ما هو اليوم ديمقراطية معيبة بشدة إلى دكتاتورية كاملة". وينص المقال أيضا على أن أردوغان يستوعب تدريجيا أدوار رئيس الوزراء ورئيس الحزب ومحافظ البنك المركزي في سلطته.

وأثارت الردود المتشنجة لأردوغان وحاشيته وحتى الصحافة التركية الموالية تساؤلات عن سبب كل هذا الهجوم على مقال واحد. ويعتقد مغردون أن المجلة أصابت كبد الحقيقة التي يحاول أردوغان إخفاءها بأي ثمن.

5