مجتمع الميم يتعرض لخطر متزايد في أفغانستان

كابول - يواجه مجتمع الميم (إل.جي.بي.تي)، الذي يضم المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا، في أفغانستان وضعا يائسا بشكل متزايد، وسط تهديدات خطيرة على سلامتهم وحياتهم، منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة.
وأجرت منظمة هيومان رايتس ووتش وأوت رايت أكشن انترناشونال الحقوقيتان مقابلات مع 60 أفغانيّا من مجتمع الميم، في الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر الماضيين.
وتحدث الكثيرون الذين تم إجراء مقابلات معهم عن تعرضهم للاعتداء أو التحرش الجنسي أو التهديد من قبل أفراد من حركة طالبان، بسبب ميولهم أو هويتهم الجنسية، طبقا لما ذكره ملخص التقرير الذي ورد بعنوان “حتى لو ذهبت إلى السماء، سنجدك”.
وتحدث آخرون عن تعرضهم للإساءة من قبل أفراد أسرهم وجيرانهم وشركائهم.
وكانت أفغانستان مكانا خطيرا على مجتمع الميم، حتى قبل إعادة استيلاء حركة طالبان على كابول العام الماضي.
وكان البعض من أفراد مجتمع الميم قد تعرضوا بالفعل لتحرش جنسي وعنف جسدي من قبل أفراد أسرهم.
أفغانستان كانت مكانا خطيرا على مجتمع الميم، حتى قبل إعادة استيلاء حركة طالبان على كابول العام الماضي
ومن المتوقع أن تنفذ حركة طالبان حكما صارما بحق أفراد مجتمع الميم؛ وقد تطبق قوانين الشريعة الإسلامية المتعلقة بالمثلية الجنسية، مما يعني تنفيذ عقوبة الإعدام بحق كل من يثبت أنه غير مغاير جنسيّا.
وفي التعامل مع أفراد مجتمع الميم صرح قاضي طالبان جول رحيم في يونيو 2021 بأن هناك عقوبتين فقط للمثلية الجنسية: الرجم أو السحق تحت جدار، فيما قال وحيدالله الهاشمي، أحد كبار صانعي القرار في حركة طالبان، أثناء مقابلة مع رويترز في أغسطس الماضي إن البلاد ستحكمها “الشريعة وهذا كل شيء”.
والكثير من أفراد مجتمع الميم – عين يخططون لترك البلاد لأنها أصبحت غير آمنة. وتعليقا على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس “الولايات المتحدة ملتزمة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية لأفراد مجتمع الميم. ونحن نعلم أنه في المراحل الانتقالية غالبًا ما يواجه الأشخاص من مجتمع الميم – عين ضعفًا شديدًا في مواجهة التمييز والعنف”.
وتسعى حركة طالبان للحصول على اعتراف دولي بـ”إمارة أفغانستان الإسلامية”، لاسيما بعد تشكيل حكومة جديدة لإدارة البلاد، ولكن لم تمنح أي دولة مثل هذه الثقة، رغم استعداد بعض الحكومات لفتح قنوات اتصال.
وفي ظل حكم طالبان الذي امتد من عام 1996 إلى 2001 كانت هناك تقارير عن رجال مثليين رجموا حتى الموت في إعدامات تمت الموافقة عليها رسميا.
وفي الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي وصلت مجموعة من المثليين الأفغان الذين فروا من وطنهم إلى بريطانيا كدفعة أولى من أبناء مجتمع الميم في أفغانستان، تقول لندن إنها ستجليهم بعد تلقي مكالمات تحذر من اضطهاد حركة طالبان لهم.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية آنذاك إن “29 شخصا، بمن فيهم طلاب ونشطاء تحدثوا علنا عن حقوقهم في أفغانستان، هم أوائل من وصلوا إلى المملكة المتحدة”. ولم توضح بالتفصيل كيف تمكن هؤلاء من المغادرة.
ويدعو المجتمع الدولي إلى الالتزام بإعادة توطين آمنة ومناسبة وذات مغزى للأفغان من مجتمع الميم في الدول الغربية، مطالبا بجمع تبرعات ومساعدات مالية لدعم هذه الفئة من الأفغان.