"مجالس الفنون" تظاهرة تدعم الإنتاج الفني التونسي

تونس - تشهد مدينة الحمامات التونسية فعاليات الدورة الأولى لتظاهرة فنية بعنوان ”مجالس الفنون“، وتأتي تحت شعار ”اسمع وتفرج تونسي“، وتجمع بين الموسيقى والفن التشكيلي والشعر والمسرح وغيرها من الفنون.
ويقول القائمون على مجالس الفنون إنّها ”تظاهرة ثقافية فنية تنتصر للفنان التونسي وتحمل برنامجا ثريا ومتنوعا يتراوح بين الموسيقى والفنون التشكيلية والشعر“، تنظمها وزارة الثقافة والمؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
وانطلقت التظاهرة بافتتاح معرض جماعي للفنون التشكيلية تحت عنوان ”الياسمين“ بفضاء العرض، المركز الثقافي الدولي بالحمامات، الملقّب بـ”دار سبستيان”.
ويضم المعرض العشرات من اللوحات لفنانين تشكيليين تونسيين من مدارس شتى وأجيال مختلفة، ويتواصل حتى الخامس عشر من سبتمبر المقبل.
وكان افتتاح المهرجان إعادة لنجم الأغنية الشعبية التونسية الفنان الهادي حبوبة، الذي يعود إلى خشبات المسارح بعد غياب سنوات طويلة، ليحيي ذكرى قطب آخر من أقطاب الفن الشعبي وهو الفنان الراحل إسماعيل الحطاب (1925 – 1994)، الذي اشتهر بالفن الشعبي والأغاني البدوية وبالخصوص أغاني المزود، ولا تزال أغنياته تردد ويتم تجديدها من الفنان الشبان.
وقدمت التظاهرة عرضا موسيقيا مسرحيا “ديما نضحك ديما زاهي” للمخرج المسرحي محمد منير العرقي، وهو عمل يرمي أساسا إلى تثمين التراث الموسيقي الكوميدي الساخر في تونس والتعريف به، وذلك عبر أداء الممثلين باقة من الأغاني المستمدة من صميم التراث التونسي على غرار أغاني الهادي السملالي، فتحي المليتي، صالح الخميسي، حمادي الجزيري، محمد الجراري وغيرهم.
وقدم الفنان مقداد السهيلي مسرحية “حسين في بكين”، وهو عرض “وان مان شو”، نقيب الموسيقيين السابق، الذي يخوض تجربة التمثيل المسرحي بعد سنوات من الغياب، ليقدم قصة مواطن تونسي قرر الاستقرار بعاصمة الصين الشعبية “بكين” بعد فشل مشروعه.
وفي الواقع، تمثل شخصية حسين، المواطن التونسي وما يعيشه من اضطرابات نفسية وفكرية منذ أحداث سنة 2011. كما تنتقد هذه الشخصية من خلال هذه المقاربة كل ما يدور حولها من أحداث.
كما ينتقد العرض المسرحي وضعية الفنان في تونس مسلطا الضوء على حقوقه المنتهكة.
النقد اللاذع طال أيضا الأنظمة الحاكمة وسياساتها المنتهجة التي انعكس بعضها سلبا على حياة المواطن اليومية، وتم التركيز على غلاء الأسعار كمثال حي على ذلك.
كما تضمنت التظاهرة وصلات شعرية وعروضا موسيقية أحدها بقيادة المايسترو عبدالرحمان العيادي بمشاركة نورالدين الباجي والشاذلي الحاجي. كما يستعرض اختتام المهرجان المقرر الثلاثاء باقة من أجمل الأصوات التونسية في عرض للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بالهاني.