مثقفون جزائريون يكشفون الوجه الآخر للكاتبة الراحلة آسيا جبار

البليدة (الجزائر)- أشادت مجموعة من الكتاب والمثقفين الجزائريين أخيرا في مدينة البليدة بمسيرة أيقونة الأدب والسينما الجزائرية آسيا جبار، التي طالما ناضلت بقلمها للدفاع عن قضايا شعبها والتعريف بالمرأة الجزائرية وواقعها، وخاصة عقب الاستقلال.
وبادرت مجموعة من المثقفين الجزائريين بتنظيم ندوة تطرقت إلى أعمال وكتابات إحدى أشهر الكاتبات في الجزائر والمغرب العربي والعالم الفرنكوفوني الراحلة آسيا جبار، حيث تطرقت هذه المجموعة إلى الجانب الخفي من مسيرتها الذي يجهله الكثيرون والمتعلق بنضالها أثناء الثورة التحريرية.
وقال السياسي والكاتب كمال بوشامة في مداخلته التي تناولت السيرة الذاتية والمسيرة المهنية لهذه الكاتبة، التي توفيت يوم السادس من فبراير 2015 بباريس عن عمر يناهز 79 عاما، إن الكثيرين يجهلون نضال آسيا جبار خلال الثورة التحريرية من خلال عملها في جريدة “المجاهد” بتونس التي التحقت بها عقب توقفها عن الدراسة بعد إضراب الطلبة، وكتابتها العديد من المقالات الصحفية التي تروي نضال وجهاد المرأة الجزائرية.

كمال بوشامة: نضال آسيا جبار لنصرة القضية الجزائرية لم يأت من فراغ وإنما هو نابع من التعاليم التي تربت عليها
وأضاف أن نضال آسيا جبار لنصرة القضية الجزائرية لم يأت من فراغ وإنما هو نابع من التعاليم التي تربت عليها وتشبعها بالروح الوطنية، لافتا إلى أنها تنحدر من أسرة ثورية حيث كان والدها وأخوها مناضلين في جيش التحرير الوطني.
وبدورها ذكرت الكاتبة والجامعية شهرزاد بودراع قريش المشرفة على هذه المبادرة أن آسيا جبار كان معروفا عنها التزامها بالدفاع عن الحرية وقضايا المرأة، مؤكدة سعيها للتعريف بالقضية الجزائرية العادلة من خلال كتاباتها لاسيما حول المرأة المجاهدة، ودعت إلى تكريم هذه الكاتبة واستغلال كتاباتها العميقة من خلال إدراجها في المناهج التربوية.
ويذكر أن الأديبة الراحلة آسيا جبار، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء إمالحاين، ولدت في الثلاثين من يونيو 1936 بمدينة شرشال وقضت طفولتها والسنوات الأولى من الدراسة في موزاية بالبليدة، وبدأت تزاول دراستها الثانوية في باريس عام 1954، وعادت بعد الاستقلال لتتابع دراستها في جامعة الجزائر.
وألفت جبار روايتها الأولى “العطش” سنة 1957 وتلتها أعمال أخرى أكسبتها اعترافا دوليا توج بحصولها على العديد من الجوائز الأدبية، وقد رشحت الأديبة الجزائرية الراحلة لنيل جائزة نوبل المرموقة للأكاديمية السويدية عدة مرات منذ سنة 2004. وبعد رحلة إبداعية تجاوزت 50 سنة من العطاء الإبداعي والفني والإنساني جاءت روايتها الأخيرة “لا مكان في منزل والدي” عام 2007.
وتوجت فقيدة الأدب الجزائري والمغاربي آسيا جبار بالعديد من الجوائز الدولية على غرار الجائزة الدولية للأدب (الولايات المتحدة 1996)، والجائزة الدولية لبالمي (إيطاليا) سنة 1998، وجائزة السلام لأصحاب المكتبات الألمان (فرانكفورت 2000)، والجائزة الدولية بابلو نيرودا (إيطاليا 2005).
وقد كانت جبار، وهي أول أديبة عربية وأفريقية تدخل الأكاديمية الفرنسية سنة 2005، مبدعة اختزلت كل أنواع الإبداع الأدبي، فهي روائية وشاعرة وصحافية وسينمائية ومسرحية ومناضلة من أجل القيم الإنسانية عبر العالم.
