متلازمة الرضيع المهزوز تهدد بحدوث تلف جسيم في المخ

برلين - حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين الوالدين من هز الطفل الرضيع بغرض تهدئته وإيقاف صراخه مثلا؛ لأن ذلك يرفع خطر إصابته بما يعرف بـ”متلازمة الرضيع المهزوز” (Shaken baby syndrome) التي تهدد بحدوث تلفيات جسيمة في مخ الرضيع.
وأوضحت الرابطة أن عضلات الطفل الرضيع تكون ضعيفة للغاية، وبالتالي يتعذر عليها الحفاظ على ثبات واستقرار الرأس الذي يكون كبيرا وثقيلا نسبيا. لذا يتأرجح الرأس عند هز الطفل جيئة وذهابا بشكل خارج عن السيطرة، ما يؤدي إلى اصطدام المخ -الذي يكون حساسا للغاية- بداخل الجمجمة.
وقد تؤدي هذه المتلازمة إلى حدوث نزيف داخلي وأضرار بالغة في أنسجة المخ، ما قد يتسبب في إصابة الطفل بالعمى الجزئي أو الكلي أو إصابته بشلل دماغي أو إعاقة ذهنية. وفي أسوأ الأحوال قد يصل الأمر إلى حد الوفاة.
لذا يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أعراض هذه المتلازمة على الرضيع، والتي تتمثل في التشنج العصبي الشديد وصعوبة التنفس وزُرقة الجلد والقيء.
وتدمر متلازمة هزِّ الرضيع الخلايا الدماغية لدى الطفل وتمنع المخ من تلقي الكمية الكافية من الأكسجين. وتعد هذه المتلازمة نوعا من أنواع إساءة معاملة الأطفال، ويمكن أن تؤدي إلى التلف الدائم للدماغ أو الوفاة.
هذه المتلازمة تصيب ما بين ألف وثلاثة آلاف طفل سنويًا في الولايات المتحدة، وينتهي ما يعادل ربع الإصابات بالوفاة أو تنجم عنه أضرار طويلة الأمد
ووفقا للباحث في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الدكتور إيلان شابيرو تعتبر متلازمة الرضيع المهزوز إصابة دماغية خطيرة تصيب الرضيع الذي تعرض للهزّ العنيف أو سوء المعاملة، ويشار إليها رسميًا باسم “رضح الرأس المؤذي”.
وذكر الباحث أن من أبرز العوامل التي تجعل الأطفال يتأثرون بالهز الشديد والضرب العنيف هشاشة بنيتهم الجسدية. وأوضح الدكتور شابيرو أن أدمغة الأطفال الرخوة وعضلات الرقبة التي لم يكتمل نموها تجعلهم أكثر عرضة لتلف الدماغ إذا تعرضوا لهزّات قوية.
ويمكن أن يتسبب رج الطفل أو ضربه في اهتزاز الدماغ داخل الجمجمة، مما قد يقتل خلايا الدماغ ويقلل من تدفق الأكسجين إلى الدماغ، في حين أن الحركات البسيطة والخفيفة -مثل هز الطفل برفق على الركبة- لن تسبب متلازمة الرضيع المهزوز. كما حذّر الدكتور شابيرو من أن الهزّ العنيف لما لا يزيد عن 5 ثوانٍ يمكن أن يسبب نزيفًا في المخ وكدمات وتورّمات وتلفًا في الدماغ.
وتصيب هذه المتلازمة ما بين ألف وثلاثة آلاف طفل سنويًا في الولايات المتحدة، وينتهي ما يعادل ربع الإصابات بالوفاة أو تنجم عنه أضرار طويلة الأمد بنسبة 80 في المئة تقريبًا. ويتم إنفاق ما بين 1.2 مليار و16 مليار دولار سنويًا على الرعاية الطبية والاستشفاء لعلاج الأطفال الذين يعانون من متلازمة الرضيع المهزوز.
ويقول طبيب الأطفال روبرت هاملتون إن إصابة الرأس قد تنجم عن ضربة حادة (مثل ضرب رأس الرضيع بجسم صلب) أو عن هزّ الطفل بعنف ذهابا وإيابًا، مما يؤدي إلى حدوث نزيف في الجمجمة أو شبكية العين. وعادةً ما تحدث متلازمة الرضيع المهزوز عند وصول أحد الوالدين أو القائم على الرعاية إلى نقطة الانهيار بسبب بكاء الرضيع المتواصل، وتُترجم تلك المشاعر السلبية إلى اعتداء مادي على الطفل.