متطرفو ليبيا يستشعرون خطر قرب دخول الجيش إلى طرابلس

طرابلس – وجه المفتي المقال من قبل مجلس النواب الليبي الصادق الغرياني خطابه إلى سكان مدن المنطقة الغربية دعاهم من خلاله إلى أن يكونوا في الموعد من أجل التصدي للجيش، ما يعكس استشعار التيار المتطرف في البلاد الذي يقوده، خطر اقتراب القوات المسلحة من العاصمة طرابلس.
وحاول الغرياني المعروف بخطبه الداعمة للجماعات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش، استغلال شعارات “ثورة 17 فبراير” لاستفزاز الشباب وتخويفهم من فقدان الديمقراطية وسيطرة “حكم العسكر”.
ودعا الغرياني ثوار “مدن الثورة” في ليبيا -التي قال إنها ثارت ضد العقيد الراحل معمر القذافي مثل غريان ومصراتة والزواية والزنتان وتاجوراء وسوق الجمعة وغيرها- إلى أن تتجمع وتوحد صفوفها وتجابه ما وصفه بـ”خطر حفتر” حتى لا تُؤخذ بثوارها الواحدة بعد الأخرى، ويقضى عليهم، كما أخذ من قبلها، في إشارة إلى انتصارات الجيش على المجموعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وعملية تطهيره للجنوب التي ما زالت جارية.
وتوجه الغرياني لـ”الثوار” قائلاً “الهزيمة والرجوع عن الثورة في منتصف الطريق أشد ضررا على أهلها مما كانوا يلاقونه قبل قيامها، وكل المدن عليها أن تتوحد في وجه تمدد حفتر السرطاني، يا من تنصرون المظلوم، فرض عليكم أن توحدوا صفوفكم وتواجهوا الخطر المحدق بكم جميعا، قبل أن يجرفكم السيل”.
وكان مصطلح “الثوار” حتى فترة غير بعيدة يرمز إلى المشاركين في أحداث الإطاحة بنظام القذافي، لكن مؤخرا باتت للمصطلح دلالات أخرى لاسيما عندما يستعمله الإسلاميون في وصف الإرهابيين الذين حاربهم الجيش في درنة وبنغازي.
وخص الغرياني فى حديثه مدينة غريان التي قال إنها كانت مفتاح النصر في “الثورة ” مطالباً “ثوارها” بعدم التخاذل وأن يراجعوا أنفسهم وألا يستسلموا لـ”الظالم لأنه لن يرحمهم ولن يرحم غيرهم”. وأضاف “من مات منكم مات لأجل نصرة الحق ومن عاش عاش كريماً عزيزاً”، كما خص أيضاً مصراتة بحديثه وقال بأن الدور سيأتي عليها وستدفع ثمن ثورتها على القذافي.
ويقلل متابعون من أهمية الجهود التي يبذلها الغرياني وأنصاره من التيار المتطرف، لاستمالة الشباب الليبيين إلى القتال ضد الجيش، مستبعدين أن تؤتي تلك الجهود أكلها.
ويرى هؤلاء أن مصراتة هي المدينة الوحيدة في غرب البلاد التي تتعامل معها القوى الدولية دون استثناء بجدية نظرا إلى ثقلها السياسي والعسكري لكن القوى الأكثر تأثيرا دوليا داخل المدينة هي التي فتحت منذ فترة قنوات اتصال مع قيادة الجيش.
وتواترت الأنباء مؤخرا بشأن قرب دخول الجيش إلى طرابلس، تزامنا مع الانتصارات التي يحققها في الجنوب. وتترسخ تلك الأنباء أكثر مع إعلان تشكيلات عسكرية في بعض المدن في المنطقة الغربية دعمها للجيش.
وأصدرت كتيبة 54 للمساندة والاستطلاع، ومكتب تحري الشرطة والسجون بمدينة صرمان، غرب العاصمة طرابلس، مطلع فبراير الجاري، بيانا قالت فيه إنها تبارك العملية التي أطلقها الجيش في الجنوب.
ووصلت قوات تابعة للجيش إلى مدينة صرمان، في إطار استعدادات تحرير مدينة الزاوية من قبضة الجماعات الإرهابية. وقبل ذلك بأيام، أعلنت قبيلة أولاد صقر -وهي من أقوى القبائل المسلحة في الزاوية- عن دعمها عملية الجيش في الجنوب.