متشددو إيران يقطعون الطريق على مرشحي التيار الإصلاحي للانتخابات الرئاسية

طهران - أقر البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المتشددون الثلاثاء قانونا يمنع حاملي أي جنسية أخرى أو بطاقات إقامة في دولة أجنبية من الترشح لانتخابات الرئاسة، في خطوة تقطع الطريق على بعض الشخصيات "ذات النفس الإصلاحي" للترشح للاستحقاق الرئاسي في عام 2021.
ووافق البرلمان على هذا الاقتراح في جلسة بثتها الإذاعة الحكومية على الهواء، لكنه ما زال ينتظر موافقة مجلس صيانة الدستور إحدى أهم المؤسسات الإيرانية، وغايته ضمان شرعية وإسلامية النظام الإسلامي ووظيفته الإشراف على مجلس الشورى الإسلامي.
ويسيطر المرشد الأعلى علي خامنئي على “مجلس صيانة الدستور” الذي يفحص طلبات الترشح للانتخابات، ويستغل ذلك لضمان أن يتمكن الناخبون فقط من الاختيار من بين المرشحين الذين يراهم مناسبين.
وتتكهن شخصيات بارزة من المتشددين ووسائل إعلام منذ فترة طويلة بأن بعض كبار المسؤولين الإصلاحيين، من بينهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، يحملون جنسية مزدوجة أو بطاقة إقامة أميركية ويقولون إن ذلك يشكل تهديدا أمنيا.
ونفى ظريف أن يكون حتى قد تقدم بطلب للحصول على البطاقة الخضراء للإقامة في الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن ترشح ظريف يعتبر أحد الخيارات المطروحة بقوة للإصلاحيين، وذلك لخلفيته الدبلوماسية التي ستساعده في المحافل الدولية.
ومع سير التكهنات التي طرحت ظريف كمرشح قوي محتمل للإصلاحيين إلا أن المراقبين لا يعلقون آمالا على مسك الإصلاحيين بدفة القيادة بعد فشل الحركة في تحقيق وعودها الانتخابية نتيجة لسيطرة المتشددين على مفاصل الدولة.
ومن المقرر أن تجري إيران انتخابات رئاسية في يونيو 2021 عن طريق التصويت الشعبي، ولكن شرط أن يحصل المرشحون على تأييد مجلس صيانة الدستور الذي يعين المرشد الأعلى علي خامنئي رئيسه وستة من أعضائه الفقهاء، ووفقا للدستور، لا يحق لحسن روحاني الرئيس الحالي الترشح لهذه الانتخابات نظرا لأنه شغل كرسي الرئاسة فترتي ولاية متتاليتين كل منهما مدتها أربع سنوات.
ومع بدء الحشد لحملات الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها إيران الصيف المقبل، بدا واضحا أن إيران تمهد الطريق أمام عسكرة مؤسساتها السياسية.
وينتمي أقوى المرشحين المحتملين لخوض السباق المقرر في يونيو، لخلافة الرئيس حسن روحاني، إلى الحرس الثوري الذراع العسكرية الأقوى للجمهورية الإسلامية.
وأعلن حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2021.
وبالإضافة إلى دهقان، هناك شخصيات أخرى مدرجة أيضا في قائمة المرشحين المحتملين لانتخابات 2021 الرئاسية، مثل علي لاريجاني، وبرويز فتاح، ومهرداد بذرباش، ومحسن رضائي، وسعيد محمد، وجميعهم من ذوي الخلفيات العسكرية.