متحف الأوسكار: معروضات تعكس العنصرية وضعف تمثيل الأقليات

المتحف سينظم عددا من الأنشطة الافتراضية إلى حين افتتاحه في سبتمبر 2021.
السبت 2021/03/13
هاتي ماكدانيال أول ممثلة سوداء تحصل على الأوسكار، لكنه بمذاق مر

لوس أنجلس - من المتوقع أن يتضمن المتحف المنتظر لجوائز الأوسكار في لوس أنجلس معروضات تعكس "التاريخ الإشكالي" للإنتاج السينمائي بهوليوود، من العنصرية التي شابت فيلم "ذهب مع الريح" إلى الجدل الأخير في شأن ضعف تمثيل النساء والأقليات.

واستلزمت ترجمة فكرة هذا المتحف المخصّص للفن السابع نحو قرن، وكان من المفترض أن يكون عام 2017 موعد افتتاح المبنى الذي صمّمه المهندس المعماري الإيطالي رينزو بيانو. لكنه تأخّر أكثر من مرة، وزاد انتشار فايروس كورونا المستجد في السنة الماضية من تأخير موعد افتتاحه. ومع ذلك باتت المباني جاهزة، وحدّدت إدارة المتحف شهر سبتمبر 2021 موعدا لافتتاحه.

وتولّت الممثلة لورا ديرن التي حصلت على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة في دور ثانوي العام الماضي مرافقة الصحافيين خلال جولة افتراضية نظمت لهم، أخيرا، في المتحف الواقع في غرب لوس أنجلس.

وقالت الممثلة “لن نتظاهر بتجاهل القصة الإشكالية”، في إشارة إلى وسم “أوسكارز سو وايت” المتعلق بالنقص في تمثيل الفنانين السود، وضعف حضور النساء، والطريقة التي تعامل بها منظمو الأوسكار مع الممثلة السوداء هاتي ماكدانيال عام 1940.

ولم تتمكن ماكدانيال التي كانت أول فنانة سوداء تحصل على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم “ذهب مع الريح” من حضور العرض الأول للفيلم بسبب لون بشرتها. وخلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار، لم تتمكّن من دخول فندق “أمباسادور” الذي كان يمارس الفصل العنصري إلاّ بعد تدخل المنتجين، وكان عليها الجلوس على طاولة منفصلة بعيدا من الممثلين الآخرين في الفيلم.

وفيلم “ذهب مع الريح” أُنتِج في العام 1939 عن رواية مارغريت ميتشل بالعنوان ذاته، وهو من بطولة كلارك غيبل وفيفيان لي، وفاز بثماني جوائز أوسكار، كما اختاره معهد الفيلم الأميركي ليكون الرابع في قائمة الأفلام المئة الأميركية الأفضل في القرن العشرين، وحتى عام 2006 أصبح الفيلم ثاني أعلى الأفلام إيرادا في تاريخ السينما الأميركية.

وكذلك سيتناول متحف الأوسكار المضايقات التي تعرّضت لها الممثلة المنتمية إلى السكان الأصليين للولايات المتحدة ساشين ليتلفيذر، التي حضرت بدلا من مارلون براندو عندما رفض جائزة الأوسكار عام 1973 للتنديد بمعاملة السلطات الأميركية السكان الأصليين. وتتطرّق معروضات المتحف حتى إلى مسألة تولي ممثلات أوروبيات تأدية شخصيات صينية في فيلم “الأرض الطيبة” عام 1937.

وقال مدير المتحف بيل كرامر “لم نشأ محو الأفلام والفنانين واللحظات التي قد تكون محرجة. أردنا أن نواجهها ونضعها في السياق الذي حصلت فيه من خلال معرضنا الدائم”.

وسيضم الموقع الذي تقرب مساحته من 28 ألف متر مربع، بينها مساحات عرض تبلغ 4500 متر مربع، مجموعة من الآثار الهوليوودية التي استخدمت في الأفلام، بينها على سبيل المثال لا الحصر، حذاء جودي غارلاند الأحمر الشهير في “ساحر أوز” ورداء دراكولا الذي ارتدته بيلا لوغوسي في الفيلم العائد إلى العام 1931.

وفي المتحف أيضا صالة سينما تتّسع لألف مقعد وتقع داخل كرة عملاقة من الزجاج والفولاذ والخرسانة أقيمت على جانب المتحف.

وسيكون سبايك لي وبيدرو ألمودوفار من بين المخرجين الأوَل، الذين طلب منهم المتحف تنظيم معارض مؤقتة مخصّصة للمخرجين الآخرين.

سبايك لي: أتمنى أن تتعرّف العقول الشابة والجميلة إلى السينما من بوابة المتحف
سبايك لي: أتمنى أن تتعرّف العقول الشابة والجميلة إلى السينما من بوابة المتحف

وقال لي “أريد أن أرى حافلات مدرسية صفراء مركونة في صفين أمام المتحف، وأتمنى أن تتعرّف هذه العقول الشابة والجميلة إلى السينما”.

وفي الجناح المخصّص لتاريخ جوائز الأوسكار، سيُعرض 20 تمثالا صغيرا هي جوائز الأوسكار التي نالتها أفضل الكلاسيكيات الصامتة مثل “شروق الشمس” (1927) لفريدريك ويلهلم مورناو أو لأفلام حديثة كـ”ضوء القمر” (2016) لباري جينكينز.

وستخصّص صالات عرض أخرى لإبراز دور جميع الجنود المجهولين الذين يساهمون من وراء الكاميرا في بث سحر السينما، ومنهم خبراء التحريك ومصففو الشعر وفنانو الماكياج، وسواهم.

ويسلّط أحد الأقسام الضوء على الأزياء الشهيرة، كذاك المستوحى من أفريقيا الذي ارتدته الممثلة داناي غوريرا في الفيلم الشهير “النمر الأسود” (2018).

وعلقت الممثلة قائلة “إن وجود زي أوكوي (وهي الشخصية التي تؤديها) في متحف الأكاديمية أمر قويّ جدا، لأن تاريخ هوليوود لا يشبه فريق النمر الأسود”.

ويحضر في قسم آخر من المتحف مجسم القرش “بروس” الذي روّع السابحين في فيلم “جوز- الفك المفترس” قبل نحو نصف قرن.

والقرش “بروس” الذي قيل إنه سُمي تيمّنا باسم بروس رامير، محامي المخرج ستيفن سبيلبرغ، معلق على علو تسعة أمتار من أرضية الطبقة الثالثة من المتحف.

والمجسم البالغ طوله ثمانية أمتار ويزن أكثر من نصف طن والمصنوع من الألياف الزجاجية هو آخر نسخة أعدّت للوحش البحري لتصوير الفيلم الشهير العائد إلى العام 1975، ويتجاوز عرض فكيه مترا ونصف المتر. وقد تم إدخاله المتحف من النافذة باستخدام رافعة بعدما تعذّر تمريره عبر أبواب المصعد.

وأكّد كرامر أن متحف الأوسكار لن يفتح قبل أن يسمح الوضع الصحي المرتبط بالوباء بذلك، لكنه شدّد على أن كل شيء بات جاهزا لاستقبال الجمهور.

وأبدى كرامر ثقته بأن الافتتاح في الموعد المحدد وهو 30 سبتمبر سيكون ممكنا، نظرا للتقدّم في حملات التلقيح ضد فايروس كورونا في كاليفورنيا وانخفاض عدد الإصابات.

ومن الآن وحتى موعد افتتاحه، سينظم المتحف عددا من الأنشطة الافتراضية، منها نقاش يضم فنانات طبعن تاريخ الأوسكار، كصوفيا لورين وووبي غولدبرغ ومارلي ماتلين وبافي سانت ماري.

14