متاجر السوبرماركت في لبنان تقصي الليرة من تسعير السلع

بيروت- تشرع محلّات السوبرماركت بداية من الأربعاء في إقصاء الليرة من تعاملاتها التجارية والبدء في دولرة تسعير السلع المعروضة للمستهلكين وسط انهيار قياسي غير مسبوق للعملة المحلية.

وتأتي الخطوة بينما تواصل العملة المحلية انحدارها نحو القاع بعدما تجاوز الدولار 80 ألف ليرة، في حين لا يلوح في الأفق القريب حل لتخفيف الأزمات الاقتصادية، بينما أصبح ثلاثة أرباع السكان ضمن دائرة الفقر.

وأعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام الأسبوع الماضي أن محلات السوبرماركت ستسعر بضائعها بالدولار ابتداء من اليوم.

ونسبت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إلى سلام قوله إن “الهدف الأساسي لهذه الآلية هو ضبط الأسواق وحماية المستهلك”. وأشار إلى أن هذا الإجراء استثنائي بسبب التغير السريع في سعر صرف الدولار مقابل الليرة.

ورأى أنه “في ظل غياب رؤية نقدية وضبط سعر صرف الدولار وشلل كامل في الموضوع النقدي نحن مضطرون إلى لعب دورنا وتأمين الحماية”.

وأضاف “لا يمكننا أن نترك السوق بحال فلتان والمواطنين عاجزين عن فهم ما يحصل بسعر الصرف والفوضى التي نراها ونحن نتمنى أن تنحصر وإلا فإننا ذاهبون إلى حال فوضى كاملة”.

واعتبر أن سعر صرف الليرة دفع الوزارة إلى اتخاذ هذا القرار الذي له طابع استثنائي ويتم خلال فترة زمنية “لأننا نمر بظروف استثنائية بامتياز”.

واستبعد أن يكون الهدف دولرة الاقتصاد ولا كسر أي قوانين نقدية أو مخالفاتها، و”هذه الآلية هي قرار إداري يواكب المرحلة التي نمر بها اليوم من أجل تمرير الظروف الراهنة مع الأمل بألا تطول”.

ويسمح القرار بالتسعير بالدولار على أن تكون آلية التنفيذ لتفادي مخالفة القوانين بوضع سعر الصرف المعتمد بالعملتين الأميركية واللبنانية على كل المنتجات وصناديق الدفع وإعطاء الخيار للمستهلك للدفع بالليرة حسب سعر الصرف المعلن عنه أو بالدولار.

ومن المفترض أن تلتزم كل محلات السوبرماركت بوضع سعر صرف الدولار الذي تباع به المنتجات، وفي حال مخالفة أصحابها التراتيب الجاري بها العمل قد يتم تغريمهم.

ويشهد لبنان انهيارا غير مسبوق وسريعا لعملته الوطنية منذ 3 سنوات، حيث تجاوزت اليوم سقف 80 ألف ليرة مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية.

وتسجل في لبنان 4 أسعار للدولار، حيث يبلغ الصرف الرسمي 15 ألف ليرة، فيما يصرف دولار الوديعة المصرفية بقيمة 8 آلاف ليرة، وبنحو 43 ألفا و600 ليرة على منصة صيرفة التابعة للبنك المركزي، في حين يبلغ أكثر من 80 ألفا في السوق الموازية.

واحتل لبنان الترتيب الثالث عالميا والأول عربيا في قائمة الدول الأكثر تضررا من تضخم الغذاء بعد أن سجلت البلاد ارتفاعا بنسبة 143 في المئة بنهاية شهر يناير الماضي.

وأكد فريد بلحاج، نائب رئيس البنك لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأسبوع الماضي أن لبنان إلى جانب تونس هما أكثر دولتين يشعر البنك الدولي بالقلق بشأنهما في المنطقة، تليهما مصر والأردن.