مبيعات الطائرات ترجح كفة أيرباص على بوينغ

اتضح حجم تداعيات الأزمة التي تواجهها شركة بوينغ الأميركية منذ سقوط طائرة الخطوط الإثيوبية في مارس الماضي، والتي ظهرت أمس في بيانات انحدار شديد في مبيعاتها، والتي انعكست في ارتفاع حاد في صفقات منافستها الأوروبية أيرباص.
لندن- فقدت شركة بوينغ الأميركية عرش أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم، بعدما أعلنت أمس انخفاض عدد الطائرات التي سلمتها في النصف الأول من العام بنسبة 37 بالمئة لتصل إلى 239 طائرة بسبب وقف تشغيل طائرتها الأفضل مبيعا 737 ماكس المستمر منذ مارس الماضي.
وتزامنت تلك البيانات المحبطة في ارتفاع حاد في تسليمات منافستها الأوروبية أيرباص، التي قالت أمس إنها سلمت 389 طائرة في الفترة ذاتها، بزيادة 28 بالمئة على أساس سنوي. وتفوقت أرقام أيرباص بشكل كبير وبفارق 150 طائرة في انعكاس مباشر لأزمة بوينغ، التي دفعت الكثير من الشركات لإلغاء طلبيات من بوينغ والتحول إلى بدائل أيرباص.
وتشير الأرقام وبيانات العقود إلى أن من المرجح أن يقلّ عدد الطائرات التي تسلمها بوينغ في العام بأكمله عن تلك التي تسلمها منافستها الأوروبية للمرة الأولى منذ ثماني سنوات.
وحدث زلزال انهيار تسليمات طائرات بوينغ، كما هو متوقع في الربع الثاني من العام الحالي، أي بعد حادثة سقوط طائرة الخطوط الإثيوبية 7373 ماكس في مارس الماضي والتي قتل فيها 157 شخصا، وأدى إلى حظر تحليق الطائرة في جميع أنحاء العالم حتى لإشعار آخر.
وانحدر عدد الطائرات التي سلمتها بوينغ لعملائها خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 54 بالمئة على أساس سنوي، وهو ما يشير إلى حجم الضرر الذي تعرّضت له الشركة بعد حظر أكثر طائراتها مبيعا.
وذكرت الشركة أنها سلمت خلال أبريل ومايو ويونيو 90 طائرة فقط منها 27 طائرة من جيل بوينغ 737، مقارنة بتسليم 194 طائرة من تلك الطائرة في الفترة المقابلة من العام الماضي.
وأشارت بوينغ إلى أن جميع الطائرات التي تم تسليمها من طراز 737 خلال الربع الثاني من العام الحالي، كانت من النسخ الأقدم من ذلك الجيل.
وكان سقوط طائرة الخطوط الأثيوبية في مارس الماضي قد أدى إلى تحقيقات أثبتت وجود خلل في أجهزة توجيه الطائرة، وهو الحادث الثاني بعد تحطم طائرة من نفس الطراز تابعة للخطوط الماليزية في أكتوبر الماضي مما أسفر عن مقتل 189 شخصا.
ودفع ذلك عددا كبيرا من الشركات إلى مطالبة بوينغ بتعويضات عن إيقاف أساطيلها من طائرة 737 ماكس، التي لا يلوح في الأفق أي موعد لعودتها إلى التحليق. وقامت شركات كثيرة بإلغاء طلبيات، كان آخرها شركة فلاي أديل منخفضة التكاليف والتابعة للخطوط السعودية، التي ألغت شراء 30 طائرة من ذلك الطراز، وتحولت إلى استخدام طائرات منافستها أيرباص أي 320.
وانعكست أزمة أيرباص في انتعاش كبير في مبيعات شركة أيرباص، التي أعلنت عن قفزة كبيرة في تسليم الطائرات بلغت نسبتها في النصف الأول من العام الحالي نحو 28 بالمئة.
وأعادت تلك البيانات شركة أيرباص إلى عرش أكثر شركات الطيران مبيعا، والذي فقدته لصالح بوينغ منذ 8 سنوات. ومن المتوقع أن تحافظ على ذلك المركز لفترة طويلة في ظل استمرار غموض مستقبل بوينغ وصعوبة استعادة ثقة شركات الطيران والمسافرين.
وتزايد غموض مستقبل عودة الطائرة 737 ماكس إلى التحليق بعد أن أعلنت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية في الشهر الماضي عن اكتشاف “مصدر خطر جديد محتمل” في ذلك الطراز من الطائرات، التي تعتمد عليها بوينغ بشدة في معظم مبيعاتها.
وذكرت السلطة التنظيمية أن طياريها اكتشفوا الخلل خلال تجارب أجروها على جهاز محاكاة. وأكدت أنها لن ترفع الحظر المفروض على الطائرة إلا عندما ترى من الآمن القيام بذلك.
وشهد معرض باريس للطيران في الشهر الماضي موجة عزوف واسعة عن شراء طائرات بوينغ في مقابل انتعاش كبير في الطلب على طائرات أيرباص.
وتفاقمت أزمة بوينغ حين امتدت إلى تحديات كبيرة في خطط إنتاج الطائرة 777 اكس، أكبر طائرة ذات محركين في العالم. وأقرت الشركة في الشهر الماضي أنها تواجه تحديات تتعلق بالمحرك التوربيني الجديد “جي.إي 9 اكس″ من جنرال إلكتريك. وسمح ذلك بانفراد أيرباص بعيدا في سباق تطوير الأجيال المقبلة من طائراتها في مقابل تعثر خطط تطوير طائرات بوينغ.