مبعوث ترامب يبحث مع نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق هدنة غزة

صحيفة عبرية تؤكد أن المرحلة الثانية من الصفقة بين إسرائيل وحماس قد تنهار قبل أن تبدأ بسبب إخفاء نتنياهو جميع تفاصيل الاتفاق.
الأربعاء 2025/01/29
ستيف ويتكوف يعمل على صفقة سياسية ما بعد حرب غزة

القدس - يلتقي مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأربعاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، وسط تقارير تتحدث عن صفقة أكبر، سياسية تشمل إعمار القطاع، ومسار تطبيع مع السعودية.

وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن ويتكوف "سيلتقي مع نتنياهو الساعة 16:00 بتوقيت إسرائيل (14 ت.غ) في القدس الغربية.

من جانبها، قالت "القناة 14" الإسرائيلية "وصل المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل صباح اليوم (الأربعاء) وسيلتقي برئيس الوزراء نتنياهو والقيادة السياسية".

ولم تذكر القناة وقت وصول ويتكوف إلى إسرائيل فيما لم يصدر أي بيان رسمي من تل أبيب أو واشنطن عن وصوله.

وبحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية فإن ويتكوف "سيلتقي مع نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وأضافت "من المتوقع أيضًا أن يقوم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بجولة في جيب نتساريم (وسط قطاع غزة) خلال زيارته".

وأشارت الصحيفة إلى أن "ويتكوف قد أعرب الأسبوع الماضي عن رغبته في الدخول إلى ممر نتساريم للاطلاع عن كثب على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وكانت إسرائيل سحبت جيشها الاثنين، من الجزء الأكبر مما تسميه ممر نتساريم بما أتاح، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، لعدة مئات آلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد غرب الممر مشيا على الأقدام وعبر شارع صلاح الدين شرق الممر بالمركبات عقب تفتيشها باتجاه واحد.

وهذه الخطوة جاءت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي جرى التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري.

من المفترض أن تبدأ المحادثات حول المرحلة الثانية، الاثنين المقبل، في اليوم السادس عشر من سريان الاتفاق، وأن تنتهي بحلول اليوم الخامس والثلاثين.

وقال مصدر أمني إسرائيلي مطلع على اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، اليوم الأربعاء، إن المرحلة الثانية من الصفقة بين إسرائيل وحماس قد تنهار قبل أن تبدأ، وفق ما نقلت عنه صحيفة عبرية. مرجعا ذلك إلى "إخفاء جميع تفاصيل الاتفاق الموقع بين إسرائيل وحماس عن الجمهور".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن المصدر، قوله إنه "عندما يتضح لحماس أنه لا توجد مرحلة ثانية، لن يكون لديها أي دافع لإكمال الأولى، وبالتأكيد لن تصل إلى اليوم 42، حيث من المفترض أن يتم إطلاق سراح حوالي نصف المحتجزين الأحياء".

وأضاف "نتنياهو يقدم العديد من الروايات للتوافق بين ما وافق عليه مع ما أقسم أنه لن يوافق عليه أبدًا، الانسحاب من نتساريم ومن فيلادلفيا وغيرها من التناقضات".

وتأتي زيارة ويتكوف بعد زيارة قام بها إلى السعودية، حيث ناقش مع المسؤولين هناك "صفقة شاملة في الشرق الأوسط"، تتضمن "إعادة إعمار قطاع غزة، واستئناف مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية".

ويؤكد الصحافي الإسرائيلي المقيم في الولايات المتحدة، وله شبكة علاقات مع مؤسسات أميركية، نداف أيال أن ويتكوف أجرى مداولات مع مسؤولين سعوديين حول صفقة شاملة في الشرق الأوسط تشمل تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة، وإعادة إعمار القطاع، ومسار تطبيع مع السعودية.

 وطبقًا لمحلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، هناك مخاوف لدى جهات إسرائيلية ولدى مسؤولين في دول الوساطة من عدم تطبيق الجولة الثانية من الصفقة، بسبب مخاطر تهدّد تتمة المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة، وذلك لعدة عوامل، منها الثغرات في نص الاتفاق، التزام إسرائيلي صعب بوقف الحرب، مصيدة فيلادلفيا، وبقاء حماس، التي لم تهزم".

بالتزامن، يستمر الضغط من اليمين الإسرائيلي على نتنياهو من أجل عدم المضي في الصفقة نحو المرحلة الثانية منها، وتجديد الحرب على غزة، بعد أن أنذر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وهدّد بتفكيك الائتلاف بحال لم يتم ذلك.

ومقابل الضغط الداخلي، كان ترامب قد أشار بأن وجهته نحو وقف الحرب في غزة ولبنان وتحقيق السلام للعالم، وتتوقع الإذاعة العبرية العامة ألا يوافق على طلب حكومة نتنياهو بتجديد الحرب.

في مقابلة لشبكة "فوكس"، قال ويتكوف، الأسبوع الماضي، إن زيارته للمنطقة تهدف لمراقبة تحقيق الاتفاق بين إسرائيل وحماس، مشددًا على أن التحدي الأساس يكمن في تطبيقه، آملاً أن يساعد التطبيق الناجح للمرحلة الأولى في التقدم نحو المرحلة الثانية.

وفي مقابل صفقة التبادل المستمرة، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، أن هناك جهات في بيئة وزير الشؤون الإستراتيجية رون درمر تقول "نحن عشية مسيرة تاريخية شاملة".

وفي عنوانها الرئيس "في الطريق للمرحلة الثانية"، تشير الصحيفة العبرية لمداولات جارية من أجل صفقة كبرى في الشرق الأوسط، منوّهة أنه بموجب التقديرات بأن ترامب سيصعب العودة للحرب، وفي المقابل ستطرح على الطاولة إغراءات كي تمنع نتنياهو من استئناف الحرب في غزة.

وأعلن مكتب نتنياهو، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجّه دعوة له لزيارة البيت الأبيض، في الرابع من فبراير المقبل.

وبهذا، سيكون نتنياهو أول زعيم أجنبي يلتقي بترامب في ولايته الرئاسية الثانية.

ومن المتوقع أن يناقش الاثنان سبل تعزيز السلام في المنطقة، ومواجهة التحديات المشتركة.

كما تأتي هذه الزيارة بعد قرار إدارة ترامب رفع الحظر عن تزويد إسرائيل بقنابل تزن 2000 رطل، وهو الحظر الذي فرضته الإدارة السابقة.

ويُذكر أن العلاقات بين ترامب ونتنياهو شهدت بعض التوترات في الماضي، إلا أن هذه الدعوة تعكس استمرار التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل.