مبعوث ترامب: لا مشكلة بعودة الغزيين، لكن الشيطان في التفاصيل

واشنطن - ترك المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الأحد الباب مفتوحا أمام إمكانية عودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة، على الرغم من مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب السابقة بشأن إعادة توطينهم.
وقال ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأميركية "أعتقد أن الشيطان يكمن في التفاصيل، وقد أجرينا الكثير من المناقشات حول ذلك، ولكن لدينا بعض الأفكار، والتي ستكون جزءًا من المفاوضات".
وأضاف ويتكوف "لست متأكدا من أن هناك مشكلة مع الناس- في عودة الناس".
وأوضح "أعتقد أن القضية الأساسية اليوم هي كيف ننجز المرحلة الثانية ثم نطور خطة إعادة الإعمار في غزة. ولهذا، يجب أن يكون لديك مجموعة حقيقية من الحقائق، وقد عملنا قبل إدارة ترامب في ظل حقائق غير دقيقة".
ورأى أن إعادة بناء قطاع غزة المدمر سيستغرق أكثر من 15 عاما، مشيرا إلى أن الافتراضات السابقة التي كانت تدور حول فترة خمس سنوات كانت مغلوطة.
ووفقا لأحدث تقديرات الأمم المتحدة، قد تكلف إعادة إعمار قطاع غزة حوالي 53 مليار دولار، مع الحاجة إلى 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى فقط.
وكان ترامب قد اقترح نقل حوالي 2 مليون فلسطيني من سكان القطاع إلى الدول العربية، وهو اقتراح قوبل بانتقادات دولية شديدة.
وكان من الممكن أن يشكل الترحيل القسري انتهاكا للقانون الدولي. كما كان ترامب قد رفض حق العودة للفلسطينيين إلى غزة.
وقال ويتكوف إنه سيزور المنطقة الأسبوع الجاري من أجل تمديد اتفاق هش لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وتقترب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل من نهايتها. وقد صمد الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير إلى حد بعيد على الرغم من تبادل الاتهامات بين الجانبين بارتكاب انتهاكات، كان أحدثها مطلع هذا الأسبوع.
وقال ويتكوف في مقابلة مع (سي.إن.إن) "يجب تمديد المرحلة الأولى... سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع.. ربما يوم الأربعاء، للتفاوض على ذلك... نأمل أن يكون لدينا الوقت المناسب لبدء المرحلة الثانية وإنهائها وإطلاق سراح مزيد من الرهائن".
وأضاف في وقت لاحق في مقابلة مع قناة "سي بي إس" أن رحلته ستشمل محطات في قطر ومصر وإسرائيل والإمارات والسعودية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة ترامب علنا عن هدفها المتمثل في تمديد المرحلة الأولى، وسط تكهنات متزايدة بأن هذا هو الخيار المفضل لدى إسرائيل، بسبب تجنب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى إجراء مفاوضات حول شروط المرحلة الثانية، ناهيك عن تنفيذها.
وتنص المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على تبادل 33 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة بنحو ألفي معتقل وسجين فلسطيني تحتجزهم إسرائيل. وتشمل المرحلة الثانية انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح باقي الرهائن وعددهم 60 رهينة تقريبا.
وتتضمن المرحلة الثانية قيام حماس بإطلاق سراح كل الرهائن الأحياء المتبقين – 27 على الأكثر من أصل 63 رهينة – مقابل إطلاق سراح عدة آلاف من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، ونهاية دائمة للحرب.
وأقر ويتكوف أن شروط المرحلة الثانية تمثل معضلة كبرى، حيث تريد إسرائيل إطلاق سراح رهائنها لكنها لا تريد ترك حماس في السلطة.
في حديثه لقناة "سي بي إس"، قال ويتكوف إن المرحلة الثانية "تتعلق بأمرين – وقف دائم لإطلاق النار وحقيقة أنه لا يمكن السماح لحماس بالعودة إلى الحكومة".
وعلاوة على ذلك، أصر ويتكوف على أن قادة حماس سوف يضطرون إلى مغادرة غزة "بشكل ملموس"، في حين رفض الكشف عن الكيفية التي سيسعى بها إلى تحقيق هذا الهدف.
وفي غضون ذلك، قال المسؤول في حماس محمود مرداوي في بيان الأحد إن الحركة ستعلق أي مفاوضات أخرى مع إسرائيل إلى أن تفرج إسرائيل عن 602 سجين فلسطيني كان من المفترض أن تفرج عنهم السبت.
في بيان على تلغرام، دعا مرداوي الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وواجه اتفاق وقف إطلاق النار عقبة جديدة السبت عندما أرجأت إسرائيل الإفراج عن 602 من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في سجونها بعدما أطلقت حماس سراح ست رهائن إسرائيليين. واقتاد مسلحون من حماس الرهائن إلى منصة أمام حشد من الناس في غزة قبل تسليمهم للصليب الأحمر.
وأثارت مراسم التسليم التي نظمتها حماس وتضمنت عرض رهائن أحياء وتوابيت تحمل رفات آخرين، انتقادات متزايدة خلال الأسابيع القليلة الماضية بعضها من الأمم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن إسرائيل لن تسلم السجناء والمعتقلين الفلسطينيين "قبل ضمان إطلاق سراح الرهائن التاليين، ودون مراسم مهينة".
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في بيان "تذرع الاحتلال بأن مراسم التسليم مهينة هو ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات الاتفاق". ومن المفترض أن تسلم الحركة رفات أربع رهائن آخرين بعد أيام.
واندلعت أحدث موجة من إراقة الدماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر 2023 عندما شنت حماس هجوما على إسرائيل، التي تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع بعد ذلك تسبب في مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني، وأدى إلى اتهام إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم حرب، وهو ما تنفيه إسرائيل. كما أفضى الهجوم إلى نزوح جميع سكان غزة تقريبا داخل القطاع وأحدث أزمة جوع.