مبعوث أميركي: إنهاء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل دبلوماسيا وسريعا أمر ملح

الأسبوع الماضي شهد تصعيدا من الجانبين أعقب استهداف إسرائيل لقيادي بارز في الحزب، تراجعت وتيرته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
الأربعاء 2024/06/19
تصعيد يثير الشكوك

بيروت - شدّد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين من بيروت الثلاثاء على أنّ إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل دبلوماسياً وبسرعة هو أمر "ملح"، بعد التصعيد المتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر على وقع الحرب في غزة.  ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً من الجانبين أعقب استهداف إسرائيل لقيادي بارز في الحزب تراجعت وتيرته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.

وقال هوكشتاين بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يتزعم حركة أمل حليفة حزب الله، إن "النزاع على طول الخط الأزرق قد استمر طويلا وبما فيه الكفاية". ونبّه إلى أنه "من مصلحة الجميع حلّ هذه المشكلة سريعاً ودبلوماسيا، وهو أمر يمكن تحقيقه وملح في آن معا". وإثر لقاءات هوكشتاين في بيروت، نشر حزب الله بعد ظهر الثلاثاء شريطا مصورا يمتد لأكثر من تسع دقائق يُرجّح أن طائرة مسيّرة التقطته. ويظهر مسحا لما يبدو أنه منشآت يمكن أن تشكل أهدافا في حيفا وتجمعات سكنية شمال شرق المدينة.

وحدّد الحزب في الفيديو مواقع ومنشآت حيوية عسكرية ومدنية، عدّد من بينها ميناء حيفا ومطارها وأنظمة عسكرية ومنشآت صناعية عسكرية وخزانات نفط ومحطات طاقة ومجمعات تجارية، من بين أهداف أخرى. وقال حزب الله إنه نشر الفيديو تزامنا مع زيارة هوكشتاين "وما حملته من تهديدات إسرائيلية بالحرب ضد لبنان"، كما أورد المكتب الإعلامي للحزب في رسائل للصحافيين.

وبدا الفيديو الاستعراضي رسالة من الحزب على أنه قادر أن يوسع دائرة عملياته. وقال هوكشتاين الذي شملت لقاءاته في بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزاف عون، إنه "لَفترة خطرة ولحظات حرجة”، مضيفا "ما نعمل عليه هو محاولة تحديد سبل الوصول إلى مكان نمنع فيه أي تصعيد إضافيّ".

آموس هوكشتاين: النزاع على طول الخط الأزرق استمر بما فيه الكفاية
آموس هوكشتاين: النزاع على طول الخط الأزرق استمر بما فيه الكفاية

وشدد ميقاتي في بيان على أن "المطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة إلى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية"، مؤكدا أنّ "التهديدات الإسرائيلية المستمرة" لن تثني لبنان "عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة". وصل هوكشتاين إلى بيروت آتيا من إسرائيل بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الأمثل لوقف أعمال العنف بين حزب الله وإسرائيل.

وأكد هوكشتاين بدوره من بيروت أن من شأن "وقف لإطلاق النار في غزة أو التوصل إلى حل دبلوماسي بديل أن يؤدي أيضا إلى إنهاء النزاع" بين حزب الله وإسرائيل، وأن "يوفر الظروف الملائمة" لعودة النازحين على جانبي الحدود. ولطالما كرّر حزب الله على لسان كبار مسؤوليه أن وقف هجماته من جنوب لبنان ضد إسرائيل مرتبط بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وبعد وقف عملياته منذ السبت، رغم ضربات إسرائيلية أودت إحداها بمقاتل من الحزب الاثنين، استأنف حزب الله الثلاثاء هجماته معلنا استهداف دبابة ميركافا بمسيّرة انقضاضية داخل موقع عسكري في شمال إسرائيل. واستهدفت إسرائيل من جهتها بمسيّرة سيارة قرب بلدة البرغلية في قضاء صور، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، من دون تسجيل ضحايا حتى اللحظة.

ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعما" لغزة و"إسنادا لمقاومتها". وتردّ إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه. ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى الفرار. وأعلنت إسرائيل الاثنين على لسان المتحدث باسم حكومتها ديفيد منسر أنّ حزب الله أطلق أكثر من خمسة آلاف قذيفة وصواريخ مضادة للدبابات ومسيرات مفخخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بدء الحرب.

وجاء ذلك بعدما كان حزب الله قال الأسبوع الماضي إنه نفذ أكثر من 2100 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر. وأسفر التصعيد عن مقتل 473 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 308 مقاتلين على الأقلّ من حزب الله و92 مدنياً على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسميّة لبنانيّة. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

2