مبادلة تعتزم ضخ أول استثماراتها في الإيثانول البرازيلي

ساو باولو (البرازيل) - تعتزم مبادلة للاستثمار، صندوق الثروة لأبوظبي، دخول صناعة السكر والإيثانول بالبرازيل أوائل العام المقبل في سياق إستراتيجية تنفذها الشركة الإماراتية لتنويع محفظة أعمالها في العديد من أسواق العالم.
ولكن اللافت أن مبادلة، ثاني صندوق سيادي لحكومة الإمارة الخليجية، يُتوقع أن تخالف مسار أقرانها هناك، إذ تراهن على التوسع في إنتاج الإيثانول وتنظر إلى إنتاج السكر باعتباره هامشيا.
وكشف برونو سيرابياو، الرئيس التنفيذي لأتفوس، وهي أحد أكبر كيانات معالجة قصب السكر في البرازيل، لرويترز أنه سيتم إبرام صفقة بحلول أواخر 2023 أو مطلع العام المقبل لاستحواذ ذراع إدارة الأصول التابعة لمبادلة على حصة 31.5 في المئة في الشركة.
ولم تؤكد مبادلة ذلك، لكن الصندوق الإماراتي عدل في وقت سابق هذا العام عن دخول مناقصة للمشروع المشترك لإنتاج الإيثانول بين بي.بي البريطانية وبانجي بيو إنيرجيا البرازيلية، وهو ثالث أكبر مصنع لمعالجة قصب السكر عالميا، ويمتلك 11 وحدة إنتاج.
وفي حال تمت الصفقة، التي لا يوجد موعد نهائي واضح للتوصل إلى اتفاق بشأنها، كما لا يوجد ما يضمن إبرامها، سيكون هذا أول استثمار لمبادلة في الإيثانول في البرازيل.
وتجاوزت قيمة الأصول الخاضعة لإدارة مبادلة العام الماضي نحو 276 مليار دولار مثل العام السابق له، حيث استثمرت الشركة حوالي 29.1 مليار دولار في مجالات مختلفة.
وتعزز العديد من شركات صناعة السكر والإيثانول في البرازيل طاقتها الإنتاجية من مادة السكر، حيث تتطلع إلى الاستفادة من ارتفاع الأسعار التاريخي لهذه المادة.
ومع أن الأسعار مرتفعة بسبب صغر حجم الإنتاج في بعض الدول، لكن من المتوقع حدوث نقص في المعروض مرة أخرى في ما تبقى من العام الجاري وأيضا العام المقبل.
لكن سيرابياو قال إن "أتفوس تتطلع إلى تعزيز إنتاج الإيثانول"، ومن المحتمل أن تضيف الذرة كمادة أولية إذ إن أغلب مصانعها واقعة في حزام الحبوب الرئيسي في البرازيل.
وذكر الرئيس التنفيذي أن ارتفاع أسعار السكر في الوقت الحالي ليس مستداما، وأن الإيثانول له آفاق أفضل بمرور الوقت بفضل احتمال أن تستخدم أغلب الاقتصادات الناشئة الوقود الحيوي كوسيلة لخفض الانبعاثات.
وتابع سيرابياو "تميل الدول الواقعة أسفل خط الاستواء إلى استخدام الوقود الحيوي، إذ توجد قيود على شبكات الكهرباء تحول دون تبني استخدام السيارات الكهربائية". وأضاف "امتلاك سيارة كهربائية في ساو باولو أمر جيد، لكن إن قطعتم 200 كيلومتر إلى الريف، فسيكون من العسير إيجاد محطة شحن".
ومصانع أتفوس مجهزة لإنتاج الوقود أكثر من السكر الذي لا ينتجه سوى اثنين فقط من مصانعها. وتستخدم الشركة 85 في المئة من قصب السكر المتاح لديها لإنتاج الإيثانول. وتقع سبعة من مصانعها في ولايات غنية بالذرة.
وقال سيرابياو إن "عملية إعادة الهيكلة الجارية للشركة مع حصول مبادلة على حصة مسيطرة وموافقة البنوك على خفض الديون 50 في المئة بالإضافة إلى تمديد أجل الاستحقاق حتى 2043 كلها عوامل ستسمح للشركة بالتعافي واستئناف الاستثمارات".
وتهدف الشركة البرازيلية، التي استخدمت 22 مليون طن فحسب من قصب السكر في موسم 2022-2023 من طاقتها الإجمالية البالغة 30 مليون طن، إلى تعزيز الاستفادة من القدرة الإنتاجية مستقبلا.
وسمح نشاط أتفوس في الموسم الأخير بإنتاج نحو 1.6 مليار لتر من مادة الإيثانول و382 ألف طن من السكر الخام.