مبادلة الإماراتية تُفكر في التخارج من السوق الروسية

التصنيفات الدولية السلبية تقلق المستثمرين بشأن جودة الأصول.
الثلاثاء 2022/03/29
لا يمكننا المخاطرة بالصعود أكثر

أحدثت شركة مبادلة للاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي مفاجأة بإعلانها أنها تفكر في التخارج من السوق الروسية، في تحرّك هو الأول من نوعه لصندوق سيادي في منطقة الخليج العربي، والذي ظلت دوله على الحياد بشأن ما يحدث في أوكرانيا.

دبي - كشف خلدون المبارك الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار الاثنين، أن “الشركة ستعلق استثماراتها في روسيا” في إعلان رَبَطه محللون بحسابات تتعلق بأعمال الصندوق السيادي المملوك لحكومة أبوظبي أكثر منه على حساب الشراكات الاستراتيجية بين البلدين.

واعتبر المبارك خلال كلمته بالدورة السادسة من منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي المقام في إكسبو 2020 دبي، أن استثمارات الشركة في السوق الروسية التي تمثل أقل من واحد في المئة من محفظتها البالغة حوالي 243 مليار دولار لا يمكن أن تستمر في ظل الوضع الراهن.

ومبادلة شركة استثمار سيادية تمتلك وتدير محفظة متنوعة من الاستثمارات العالمية بهدف تحقيق عوائد مالية مستدامة للجهة المالكة وهي حكومة أبوظبي.

وتمتلك الشركة كيانات واستثمارات متنوعة تنتشر في خمس قارات وتغطي قطاعات أعمال مختلفة مثل صناعة الطيران والتكنولوجيا والمعادن والطاقة النظيفة والنفط والغاز والبتروكيماويات والرعاية الصحية والعقارات والصناعات الدوائية والزراعة.

خلدون المبارك: في مثل هذه الأوضاع يتعين تعليق نشاطنا في روسيا

وبالإضافة إلى ذلك لديها استثمارات مالية عالمية تغطي مختلف فئات الأصول. ولإدارة أعمالها نشرت مكاتب لها في كل من ريو دي جانيرو البرازيلية ونيويورك وسان فرانسيسكو وهونغ كونغ إلى جانب مكتبها في موسكو.

وهذا أول تصريح من أكبر مسؤول في مبادلة، ثاني أكبر صندوق سيادي في أبوظبي، بشأن استثمارات الصندوق في روسيا بعد مرور شهر على اندلاع الحرب الروسية -الأوكرانية والتي تسببت في إرباك الاقتصاد العالمي، بينما كانت الدول تحاول التعافي من أزمة كورونا.

وبصرف النظر عن الاستثمارات، فقد عمقت حكومة أبوظبي العلاقات على نطاق أوسع مع موسكو في السنوات القليلة الماضية لموازنة علاقاتها بين القوى العالمية.

ولم تدعم الإمارات، العضو في مجموعة أوبك+ المنتجة للنفط والتي تضم روسيا، تصويتا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على إدانة الغزو الروسي.

ولكن خطوة مبادلة تأتي بعد أقل من شهر من قيام بنك المشرق، أقدم مصرف في الإمارات بوقف إقراض البنوك الروسية بسبب اشتداد المخاطر جراء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو.

واعتبر المبارك أن “ما يحدث في هذه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا له عواقب وخيمة، من حيث الحياة البشرية ومن حيث تأثيرها على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم”.

وقال “من الواضح، في مثل هذه الأوضاع، أنه يتعيّن علينا تعليق الاستثمار في هذه السوق، في روسيا”.

وبحسب البيانات المنشورة على موقع مبادلة الإلكتروني، فإن الصندوق استثمر ثلاثة مليارات دولار في روسيا في نحو 50 شركة، لكن المبارك قال إن “أقل من واحد في المئة من استثمارات الصندوق موجودة بروسيا حاليا”.

ويمثل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل الروسي بنحو 30 في المئة أمام الدولار وتخفيض وكالات التصنيف الرئيسية الدرجة الائتمانية للاقتصاد الروسي مباعث قلق للمستثمرين لأن ذلك يؤثر على جودة الأصول والاستثمارات.

ومبادلة تربطها علاقات مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وهو الصندوق السيادي في البلاد ومن شأن مثل هكذا خطوة أن تعرقل العلاقة بين البلدين على الرغم من الركود في الأسواق الروسية.

وكانت مسيرة التعاون بين مبادلة والصندوق السيادي الروسي قد انطلقت في العام 2013 بإنشاء منصة استثمار مشترك بقيمة 7 مليار دولار.

ومثلت السوق الروسية في السنوات الأربع الأخيرة وجهة لرؤوس الأموال الإماراتية التي تصدرت استثمارات الخليج، وهي تشمل تجارة الجملة والتجزئة والقطاع العقاري والصناعي والمالي والتأمين والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنقل والتخزين والتعليم.

وتغطي اتفاقيات التعاون أيضا عددا من القطاعات ذات الأهمية الحيوية بالنسبة إلى الاقتصاد الروسي، حيث تشمل الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية.

3

مليار دولار استثمار الشركة أي 1 في المئة من محفظتها البالغة 243 مليار دولار

وانفتحت العلاقات بين الإمارات وروسيا على آفاق واسعة في أعقاب الزيارتين اللتين قام بهما ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو في مارس 2016 ويونيو 2018.

ففي مايو 2018 كشفت غازبروم الروسية أن مبادلة للبترول وهي الذراع النفطية لشركة مبادلة للاستثمار استحوذت على حصة 44 في المئة في وحدة نفط تابعة لها وهي غازبروم نفط فوستوك مقابل نحو 271 مليون دولار.

وضمت الشراكة الجديدة حينها صندوق الاستثمار المباشر الروسي الذي حصل على 5 في المئة، في حين احتفظت غازبروم بنسبة 51 في المئة.

كما شارك الصندوق الروسي في صفقة عقدتها مبادلة قبل أربع سنوات لشراء سندات قابلة للتحويل لتطبيق المراسلة “تيلغرام” من خلال “منصة الاستثمار المشتركة بين روسيا والإمارات”.

ولم تعلق صناديق سيادية أخرى في دول الخليج مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي على استثماراتها الروسية حتى الآن.

ومع ذلك لا يستبعد محللون قيامها بمثل هذه الخطوة التي قامت بها مبادلة على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط دول المنطقة مع موسكو وخاصة السعودية كون البلدين يقودان تحالف أوبك+.

وقال المبارك إن “التطورات الأخيرة لم تغير التزام مبادلة كمستثمر عالمي وإنها ملتزمة بتحقيق عائدات مستدامة في الأجل الطويل”.

11