مبادلة الإماراتية توسع محفظة الاستثمار في الديون الخاصة

الصندوق السيادي الإماراتي يعمل على زيادة التعامل مع أسواق الائتمان الخاص من خلال الشراكات والاستفادة من الفرص المتاحة في الديون المتعثرة.
الثلاثاء 2024/02/27
أحد أهم صناديق الثروة السيادية

أبوظبي – وسّعت شركة مبادلة للاستثمار، أحد صناديق الثروة السيادية التي تديرها حكومة أبوظبي من محفظة استثمارات في الديون الخاصة، باعتبارها وسيلة فعالة لجني المزيد من العوائد رغم أنها طريقة تحمل المخاطر.

وكشفت مبادلة الاثنين أنها أبرمت اتفاقية مع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس بقيمة مليار دولار سعيا لإبرام صفقات ائتمان خاص في آسيا والمحيط الهادئ.

والديون الخاصة هي فئة واسعة تشمل أنواعا من القروض المختلفة، مثل القروض ذات الرفع المالي وديون المشاريع. ويمكن استخدامها لتمويل مجموعة واسعة من المشاريع، بما في ذلك الاستحواذ على الشركات والتطوير العقاري، واستثمارات البنية التحتية.

ويوفر هذا الشكل من الاستثمار بشكل عام عوائد أعلى من الأصول التقليدية ذات الدخل الثابت، مثل السندات الحكومية وسندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية.

1

مليار دولار رصدته مبادلة مع غولدمان ساكس لمطاردة الفرص في آسيا والمحيط الهادي

ويرجع ذلك إلى أن الدين الخاص غالبا ما يتم تنظيمه باستخدام أسعار فائدة عائمة يتم إعادة ضبطها على فترات منتظمة

وقال الطرفان في بيان مشترك إن مبادلة والبنك الأميركي “اتفقا على شراكة للاستثمار المشترك في فرص الائتمان الخاص في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع التركيز بشكل خاص على الهند”.

وأضافا إن “الشراكة ستدار من خلال إدارة الائتمان الخاص في غولدمان ساكس ألترناتيفز، مع فريق متخصص على الأرض في العديد من أسواق آسيا والمحيط الهادئ”.

ويعمل الصندوق السيادي الإماراتي على زيادة التعامل مع أسواق الائتمان الخاص من خلال الشراكات والاستفادة من الفرص المتاحة في الديون المتعثرة في ظل بيئة أسعار فائدة مرتفعة.

وفي العام الماضي، أعلن بنك غولدمان ساكس أنه سيفتتح مكتبا جديدا في أبوظبي، مما يمثل علامة فارقة مهمة للبنك، الذي يتخذ من وول ستريت مقرا له، منذ تهميشه من أيّ أعمال جديدة في أبوظبي لتورطه في فضيحة مالية تتعلق بصندوق سيادي في ماليزيا.

وقال البنك إن “المكتب الجديد سيكمل الحضور الإقليمي المتنامي للشركة، مما يسمح لها بتعميق العلاقات مع العملاء والالتقاء بهم أينما كانوا”.

وتتنافس شركات إدارة المحافظ المالية على شريحة من سوق الائتمان الخاص المتنامي الذي ظهر بعد الأزمة المالية عام 2008.

كما تتنافس صناديق الائتمان الخاص بشكل متزايد مع البنوك، بما في ذلك على تمويل عمليات الاستحواذ على الشركات الكبيرة.

واجتذب ذلك اهتمام صناديق الثروة في الخليج العربي، بما في ذلك مبادلة التي تدير أصولا قيمتها 276 مليار دولار، وهو أداة استثمار رئيسية لحكومة أبوظبي، إلى جانب جهاز أبوظبي للاستثمار والشركة القابضة أي.دي.كيو.

276

مليار دولار، قيمة الأصول التي تديرها الشركة وهي أداة استثمار رئيسية لحكومة أبوظبي

وفي مارس الماضي، أنشأت مبادلة مشروعا مشتركا مع أريس للاستثمار في فرص أسواق الائتمان العالمية بهدف أولي قدره مليار دولار.

وفي العام نفسه، خصصت مليار دولار أخرى لمنصة الائتمان التابعة لشركة بلو آول كابيتل ومقرها الولايات المتحدة والتي ستركز في البداية على توفير التمويل لشركات التكنولوجيا.

وأعلنت مبادلة ومجموعة ألفاظبي القابضة، ومقرها الإمارات، العام الماضي عن خطط لاستثمار ما يصل إلى 2.5 مليار دولار على مدى خمس سنوات في أسواق الائتمان.

واتفق الجانبان على الاستفادة من علاقة مبادلة مع شركة أبولو لإدارة الأصول الأميركية “للوصول إلى فرص استثمارية عالية الجودة في الائتمان الخاص”.

وتستثمر مبادلة في فرص الدين الخاص من خلال وحدة الاستثمار الائتماني التابعة لها منذ عام 2009، وأغلب تعاملاتها في أميركا الشمالية وأوروبا، لكنها عززت في الآونة الأخيرة تعاملاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وفي أواخر العام الماضي، قال الرئيس التنفيذي لمبادلة خلدون خليفة المبارك إن “التركيز الاستثماري للشركة سيتحول بشكل متزايد نحو آسيا”.

ولم يعلن الصندوق الإماراتي عن نتائج أعماله للعام الماضي حتى الآن. وكان قد حقق عائدات في عام 2022 بقيمة 29 مليار دولار نزولا من 33 مليار دولار سجلها في العام 2021.

وصنف معهد صناديق الثروة السيادية (أس.دبليو.أف.آي) صفقتان لمبادلة ضمن قائمة أكبر 10 صفقات استثمارية لصناديق الثروة خلال العام الماضي، أحدهما بقيمة 3 مليارات دولار والأخرى بقيمة 1.5 مليار دولار.

11