أبوظبي- تخطط شركة مبادلة للاستثمار الإماراتية لشراء حصة في مطار هيثرو البريطاني، في خطوة قد تجعلها تنضم إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي وجهاز قطر للاستثمار كمساهمين بارزين في مركز السفر بلندن.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ، طلبت عدم الكشف عن هوياتها لأن المعلومات خاصة، أن مبادلة، وهي صندوق سيادي تابع لحكومة أبوظبي، تدرس خطوة الاستثمار في المطار بعد أن تواصلت معها شركة الاستحواذ أرديان ومقرها باريس.

وأكدت المصادر أن المداولات مستمرة ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق. ولم تتخذ مبادلة بعد قرارا نهائيا بشأن الاستثمار وقد تقرر عدم المضي قدما في عملية الاستحواذ.

وإذا اشترت مبادلة حصة في مطار هيثرو فستصبح ثالث مساهم مدعوم من دولة خليجية في المطار، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي وجهاز قطر للاستثمار.

وتستخدم المطار قرابة 90 شركة طيران عالمية تسيّر رحلات إلى حوالي 215 وجهة ضمن 84 بلدا، وهذا الأمر يجعله من أكثر المطارات ازدحاما، وهو في منافسة مع مطار دبي.

ووافقت شركة البنية التحتية الإسبانية فيروفيال في نوفمبر الماضي على بيع حصتها البالغة 25 في المئة إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي وأرديان مقابل 2.37 مليار جنيه إسترليني (2.98 مليار دولار).

ومع ذلك انضم مساهمون، يمثلون 35 في المئة أخرى من رأس مال مطار هيثرو، إلى بيع الحصص عبر ما يُسمى بحقوق المشاركة في البيع، ما يعني أنه يجب أيضاً بيع حصصهم حتى تتم الصفقة.

وعلى مدار السنوات الماضية تتدفق الصناديق السيادية من منطقة الخليج العربي على أصول البنية التحتية في جميع أنحاء العالم، كجزء من جهودها لتنويع اقتصاداتها المعتمدة على النفط.

وأثار قرار فيروفيال بيع جزء من ممتلكاتها لصندوق الاستثمارات العامة مخاوف بشأن امتلاك الشرق الأوسط أصولا رئيسية في المملكة المتحدة.

وسمحت بريطانيا في السابق بملكية مستثمرين من الشرق الأوسط بنية تحتية وأصولا رئيسية، حيث تدير موانئ دبي العالمية، التي تعتبر من أكبر الشركات في القطاع في مجال اللوجستيات ومحطات شحن في لندن، غيتواي وساوثهامبتون.

ومع ذلك تدخلت الحكومة البريطانية في عملية الاستحواذ المقترحة على صحيفة التلغراف من خلال صندوق يدعمه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي، ويشرف على شركة مبادلة.

ووقعت مبادلة، التي تتجاوز أصولها 270 مليار دولار، شراكة استثمار سيادي مع مكتب الاستثمار البريطاني في 2021. وكجزء من الاتفاقية تعهدت الإمارات بتقديم 10 مليارات جنيه إسترليني إلى بريطانيا.

وسابقا استثمر الصندوق في شركة سيتي فايبر في المملكة المتحدة، والتي توفر البنية التحتية للنطاق العريض. ومن جهة أخرى تُعد مجموعة الإمارات للاتصالات، وهي شركة أخرى مدعومة من الدولة في الإمارات، أكبر مساهم في مجموعة فودافون.

وتواصلت فيروفيال مع الكثير من الصناديق السيادية وصناديق التقاعد، بما في ذلك مجلس استثمار خطة المعاشات التقاعدية الكندي وبروكفيلد وماكواري وتيماسيك، لقياس اهتمامها بالشراء، حسب ما ذكرته صحيفة سينكو دياس الإسبانية في يناير الماضي.

وقالت الشركة في بيان تنظيمي في يناير إنها “بحاجة إلى تغيير ملكية 35 في المئة إضافية من الأسهم حتى تتمكن من بيع حصتها الخاصة”.

وذكرت بلومبيرغ أنه في حين أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي تتجاوز أصوله 720 مليار دولار، لا ينوي تجاوز 10 في المئة فإن أرديان تفكر في شراء المزيد.

ولدى فيروفيال حصة في مطار هيثرو منذ عام 2006 عندما اشترت أغلبية أسهمه مقابل 18.8 مليار دولار، لكن الشركة خفضت حصتها تدريجيا.

وتمتلك قطر 20 في المئة من رأسمال مطار هيثرو في حين أن صغار المستثمرين، وهم صندوق الإيداع والحفظ في كيبيك وصندوق جي.آي.سي السيادي في سنغافورة وصندوق التقاعد الأسترالي، يمتلكون حصصاً أقل من 13 في المئة.

ومن المتوقع مرور عدد قياسي من الركاب عبر المطار خلال عام 2024 بعد أن ساعد ازدهار الطلب على السفر على الطرق المربحة عبر المحيط الأطلسي في تحقيق ربح لأول مرة منذ أزمة جائحة كورونا.

ورجح المستثمرون في المطار الرئيسي ببريطانيا الأربعاء أن تبلغ حركة السفر 81.4 مليون مسافر هذا العام، ارتفاعا من نحو 79.2 مليون مسافر في نهاية العام الماضي.

وأعلنت الشركة التي تدير المطار عن أرباح معدلة قبل الضريبة بقيمة بلغت نحو 38 مليون جنيه إسترليني عن العام الماضي، قياسا بخسارة قدرها 684 مليون إسترليني في 2022.