مبادرة نبيه بري تتيه بين "زجل العم والصهر"

باسيل ينسف حوار “السبعة أيام” ومعاون بري يرد: المواقف تتبدل بين عشاء وآخر.
السبت 2023/09/09
باسيل يصيب مبادرة برّي في مقتل

“بين زجل العم والصهر، وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء وآخر”، تعليق للمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب اللبناني يحمل أكثر من رسالة موجهة بالأساس لزعيم التيار الوطني الحر الذي أعلن عن رفضه لمبادرة الحوار التي عرضها نبيه بري بعد أن كان أوحى بالموافقة عليها.

بيروت - لم تمر إطلالة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال حفل عشاء حاشد نظمه التيار في قضاء البترون، وأعلن خلالها عن رفضه ضمنيا لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، دون رد من حركة أمل.

وكتب علي حسن خليل المعاون السياسي لبري، النائب عن كتلة “التنمية والتحرير” في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”، “تعليقاً على الكلام الصادر خلال حفل العشاء: بين زجل العم والصهر، وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء وآخر”.

وعرض بري قبل أيام إجراء حوار بين القوى السياسية المختلفة لمدة سبعة أيام بالتزامن مع عقد جلسات نيابية مفتوحة إلى حين التوصل إلى توافق حول رئيس للجمهورية.

وفي معرض تعقيبه على رد باسيل قال خليل في منشوره “ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد أن يبدل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية وينتقل إلى نغمة الشروط والأولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس إلا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته”.

وتابع في منشوره “وبعد أن شعر بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة والتي خلقت دينامية مؤيدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل بالأمس إلى تحليل خلط فيه عن سابق تهور الأمور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة، لينتقم من الإيجابيات التي تولدت في البلد”.

وأردف معاون بري “وكاد يقول كما المريب خذوني لتعطيل الحوار، وليغطي انقلابه على ما كان يفترض أنها قناعاته الوطنية والسياسية وتحالفاته، إلى تقاطع المصالح الضيقة التي أخّرت وعقّدت ومازالت، الوصول إلى انتخاب الرئيس العتيد”.

علي حسن خليل: نقاش عبثي لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته
علي حسن خليل: نقاش عبثي لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته

وختم خليل بالقول “على مقلب نشيد البطولات الوهمية الذي يكرره بوقاحة في التدقيق الجنائي وهو الذي فضح أولاً ممارساته ومسؤوليته، وأدانه ببحر من مليارات الفساد والإدارة السيئة له ولمستشاريه من الوزراء التابعين، والعقود المشبوهة من البواخر إلى الفيول وصولاً إلى الهندسات التي تبناها زيلينسكي العم واقتراحه والصهر معه خلافاً لكل الادعاءات التجديد بدلاً من التمديد لحاكم البنك المركزي والمحاضر تشهد، وللحديث تتمة”.

وتشي تصريحات باسيل بشأن مبادرة بري والرد الحاد لخليل بأن الأمور بين التيار الوطني الحر وحركة أمل عادت إلى نقطة الصفر، الأمر الذي سيفرض المزيد من الضغوط على حزب الله الذي كان يأمل في كسر الحاجز بين الطرفين للتوصل إلى توافق يقود إلى إيصال مرشح الثنائي الشيعي إلى رئاسة الجمهورية.

وكان التيار الوطني الحر أرسل بعض المؤشرات التي توحي بموافقته على المبادرة التي كان طرحها بري بشأن الحوار، لكن إطلالة باسيل الأخيرة نسفتها، بل وذهب زعيم التيار حد اتهام بري بشكل مبطن بتعطيل فرص انتخاب رئيس للبلاد.

وقال باسيل في معرض خطابه الحماسي مساء الخميس، أمام حشد كبير من أنصاره “أرى وكأن الجميع متفق ضمنا على دوام الفراغ برئاسة الجمهورية حتى يحقق كل منهم مشروعه”.

وأضاف رئيس التيار الوطني الحر “نتوصل مع الفرنسيين إلى صيغة تشاور محدود بالبرنامج وبالشكل وينتهي بجلسات مفتوحة فيقوم رئيس المجلس النيابي بالدعوة إلى حوار تقليدي في مجلس النواب ويتحدث عن صيغة ملتبسة لجلسات متتالية وكأن هناك نية لتطيير الفرصة، وبالمقابل ترفض المعارضة الحوار بالمطلق وكأنها تقوم بخدمة لصاحب المبادرة لتطيير الجلسات المفتوحة”.

وقال “أخشى أن نكون عدنا إلى تحالف الطيونة لتطيير الفرصة بالرئاسة”، مؤكدا أن “فكرنا واضح ومشروعنا واضح بتطوير الدولة والنظام والممانعة لديها مشروعها بحماية المقاومة، والجزء المتعلق بمقاومة إسرائيل وداعش نوافق عليه ولكن جزءه الخارجي لا علاقة لنا به ونعتبر أنه يجب تحييد لبنان عنه ولكن ‘الرفضيين’ ما هو مشروعهم؟ رفض كل شيء والعودة إلى أحلام الحروب”.

بري كان يعتقد أن التيار الوطني الحر سيتعاطى بشكل إيجابي مع مبادرته من منطلق حرص باسيل على التوصل إلى صفقة مع حزب الله بشأن ملف الرئاسة

ويرى متابعون أن رفض باسيل لمبادرة الحوار يعني إطلاق رصاصة الرحمة عليها، لاسيما في ظل معارضة القوى المؤثرة الأخرى للانخراط فيها على غرار حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية اللذين أعلنا منذ البداية عن رفضها.

ويشير المتابعون إلى أن بري كان يعتقد أن التيار الوطني الحر سيتعاطى بشكل إيجابي مع مبادرته من منطلق حرص باسيل على التوصل إلى صفقة مع حزب الله بشأن ملف الرئاسة. لكن يبدو أن رئيس التيار له حسابات أخرى ويسعى لاستمرار الضغط على الثنائي الشيعي، للحصول على ما يريده من مكاسب ومنها دعم مشروعي اللامركزية والصندوق الائتماني.

وقال باسيل في خطابه إن “اللامركزية ستنفذ على أرض الواقع لمصلحة جميع اللبنانيين ليس فقط في البترون بل في صور وطرابلس والبقاع والأفضل أن يتم ذلك برضا الجميع على أن يبقى لبنان دولة موحدة بحدودها ولا أحد يغامر بأوهام التقسيم أو يردنا على مشاريع التهجير، فحماية المسيحيين لا تكون بتهجيرهم من الأطراف كما حصل في حفلة التحريض مؤخرا بعين إبل”، مضيفا “لا نريد أن يذكرنا أحد في أيام الحرب، فمصلحة المسيحيين في الدولة وليس في دويلات الحرب وفي صناديق الميليشيات”.

وفي إشارة إلى تحفظات بري على الصندوق الائتماني أضاف باسيل “يهولون أن الصندوق الائتماني هو بيع لأملاك الدولة لمنع الإنماء عنهم، واتهموا السوريين والإسرائيليين بأنهم منعوا إنماء البلد في المقابل تسلموا زمام الأمور في البلاد على مدى ثلاثين عاما وخربوا كل شيء وعندما أردنا العمل اتهمونا بالفساد”.

ولفت “منعوا النفط والغاز على مدى ثلاثين عاما وعندما أنجزنا هذا الملف ذهبوا لالتقاط الصور، استلموا مالية الدولة وعندما انهارت بسياستهم وبأمين صندوقهم رياض سلامة كان جوابهم أنهم لا يغيرون ضابطهم في المعركة، ورفضوا تغيير الحاكم حتى يسرق آخر دولار في الاحتياطي ويهربونه من هيئة إلى هيئة ومن قاض إلى قاض والآن من منزل إلى آخر ومن كان يدافع عنه يقول إنه هو وراء التدقيق الجنائي”.

2