مبادرة فرنسية لدعم الأمن الغذائي في لبنان

مبادرة مشروع "تعزيز السياحة الغذائية من أجل التماسك الاجتماعي والاقتصادي في البقاع" حظيت بمساندة قوية من جمعية التجارة العادلة في لبنان.
الثلاثاء 2024/06/11
الزراعة ليست مجرد نشاط

البقاع (لبنان) - قدمت مجموعة من المنظمات وجهات التمويل الفرنسية دعما للبنان في مجال الأمن الغذائي والحماية الاجتماعية، في الوقت الذي يعاني فيه البلد من تبعات أزمات كثيرة فاقمتها تداعيات الحرب في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل.

وحظيت مبادرة مشروع “تعزيز السياحة الغذائية من أجل التماسك الاجتماعي والاقتصادي في البقاع”، التي اختتمت الاثنين بعد قرابة عام ونصف العام بمساندة قوية من جمعية التجارة العادلة في لبنان.

وتعاونت الجمعية مع وكالة التعاون الفني الفرنسية (إكسبرتيز فرانس) وبدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية ومركز الأزمات والدعم.

وأكد المسؤولون اللبنانيون أن المبادرة استطاعت أن تحقق تقدما ملحوظا في تعزيز تراث الطهو في منطقة البقاع، ودعم المرونة الاجتماعية والاقتصادية.

وقال مدير المشاريع في الجمعية أليكساندر صالحة “لا يتعلق المشروع بالتنمية الاقتصادية فحسب، بل يتعلق باستعادة الإيمان والأمل في مجتمعاتنا المحلية”.

أليكساندر صالحة: المشروع لا يتعلق بالتنمية، بل بدعم مجتمعاتنا المحلية
أليكساندر صالحة: المشروع لا يتعلق بالتنمية، بل بدعم مجتمعاتنا المحلية

وأضاف “من خلال ترويج السياحة الغذائية أنشأنا نموذجا مستداما يمكن تكراره في مناطق أخرى، ما يضمن فوائد طويلة الأمد لجميع المشاركين”.

ويهدف مشروع المبادرة إلى دعم قطاع الإنتاج الغذائي المحلي من خلال تنويع الأنشطة عبر دعم استدامته، وتعزيز قدرات الجهات العاملة فيه وترويج السياحة الغذائية.

ويعيش لبنان على وقع أزمة اقتصادية ومالية خانقة منذ أواخر 2019، فيما فقدت بعض المواد الأساسية من الأسواق مع انهيار العملة وارتفاع الأسعار، لتزيد أزمة القمح من الواقع الصعب جراء مشاكل الإمدادات المنجرة عن الحرب في شرق أوروبا.

وتسبّبت الأزمة الداخلية التي تفاعلت مع عوامل خارجية، منها الأزمة الصحية والحرب في أوكرانيا، في ارتفاع معدل التضخم إلى مستويات تجاوزت 170 في المئة وجعلت قرابة نصف السكان تحت خط الفقر.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن المنسق الميداني الإقليمي في منطقة البقاع توني ماروني قوله “لقد كانت رحلتنا مع مشروع شبكة 2 رائعة”.

وأضاف ماروني “على الرغم من التحديات أدى عملنا الدؤوب إلى تحقيق إنجازات كبيرة. ولقد حافظنا على فرص العمل ووفرنا فرصا جديدة وبعثنا الأمل للمستقبل”.

وعلى مدار الأشهر الخمس عشرة الماضية ثابرت جمعية التجارة العادلة في لبنان ضمن الشبكة 2 في العمل من أجل تعزيز الاستدامة عبر تنويع الأنشطة وتحسين قدرات 10 مؤسسات وتعاونيات إنتاج غذائي بالتدريبات، وتوفير المعدات الأساسية لتطوير منتجاتها.

المبادرة استطاعت أن تحقق تقدما ملحوظا في تعزيز تراث الطهو في منطقة البقاع، ودعم المرونة الاجتماعية والاقتصادية

كما ساعدت على تحسين البيئة التمكينية من خلال دعم 170 فردا، من الجهات الفاعلة والمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم ذات الصلة بالسياحة في زحلة، من خلال برامج تدريبية مختلفة.

وإلى جانب ذلك عملت على تعزيز تراث الطهو من خلال إنشاء عشر تجارب سياحية جديدة تعرض تقاليد الطهو الغنية في منطقة البقاع.

وقال مدير مشروع شبكة 2 في إكسبرتيز فرانس محمد منصور إن هذا “التعاون ليس بجديد، والمشروع يأتي لدعم مؤسسات المجتمع المحلي عبر مختلف الوسائل المتاحة، مع تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير شبكة دعم وأمان للمواطنين والمواطنات”.

وخلصت دراسة، أجرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ووزارة الزراعة اللبنانية العام الماضي، إلى أن مليوني شخص في لبنان يواجهون انعدام الأمن الغذائي من تعداد سكان يبلغ نحو 6.5 مليون نسمة.

وخلال عام 2022 انضم لبنانيون مرغمين إلى جحافل الفقراء ليشكلوا دليلا آخر على مدى الصعوبات التي يعاني منها معظم الناس، في بلد ضلّ طريقه نحو الخروج من المأزق المالي والاقتصادي بفعل طبقته السياسية الفاسدة.

ومنح البنك الدولي العام الماضي 300 مليون دولار كحزمة تمويل ثان لمشروع شبكة الأمان الاجتماعي الذي تمت الموافقة عليه في يناير 2021 لدعم لبنان في مواجهة آثار الأزمة الاقتصادية ووباء كورونا على السكان الفقراء والأكثر احتياجا.

وسبق أن استفاد المشروع، الذي تشرف عليه المؤسسة الدولية المانحة، من تمويل إضافي بقيمة تقدر بأربعة ملايين دولار في مايو 2022.

10