مبادرة طموحة لتعزيز تمكين السعوديات في قطاع التعدين

الرياض - كثفت السعودية جهودها لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد المحلي من خلال مبادرات نوعية لزيادة تمكينها في قطاع التعدين وبالتالي المساهمة في تعزيز خطط دعم سوق العمل وتوطين الوظائف بشكل أوسع.
ووضعت الحكومة مشاركة السعوديات ضمن أولوياتها في القطاع الصناعي بشكل عام انسجاما مع برنامج التحول الضخم الذي يمتد حتى نهاية العقد الجاري.
وتستكشف وزارة الصناعة والثروة المعدنية من خلال ورشة عمل انطلقت الأربعاء في العاصمة الرياض بمشاركة نخبة من ممثلات جهات قطاع الصناعة وشركاء قطاع التعدين من القطاع الخاص سبل تعزيز مشاركة المرأة في قطاع التعدين.
وقال نائب وزير الصناعة خالد المديفر خلال افتتاح الورشة "نريد من خلال هذا الملتقى تذليل الصعوبات أمام السعوديات ليكنّ شريكا أساسيا في النجاح، وتحقيق تطلعات رؤية 2030 التي أولت اهتمامها بتمكين المرأة".
وأضاف أن "الورشة تمثل فرصة كبيرة للمشاركة في بناء مستقبل توظيف المرأة بقطاع التعدين".
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية شدد المديفر على أن المرونة من قبل شركاء القطاع تشكل عاملا مهما، من خلال توفير البيئة المناسبة لمشاركة المرأة بفاعلية في مختلف مجالات العمل.
وأشار بالخصوص إلى الخدمات التنفيذية والتقنية وخدمة الزبائن والتواصل والأعمال الإدارية والخدمات المساندة وغيرها.
وتسعى الحكومة ضمن خططها الإصلاحية لإدخال النساء إلى سوق العمل وتحسين صورة السعودية والانفتاح أكثر على الخارج مع جذب المزيد من الاستثمارات.
وشهد قطاع التعدين في الآونة الأخيرة زخما من الإنجازات والأعمال الهادفة إلى تطويره، وتعزيز فرصه الوظيفية التي يُعول عليها في أن يكون للمرأة السعودية النصيب الوافر منها.
وتكتسب هذه المبادرة أهمية خاصة، نظرا إلى قرب موعد انعقاد النسخة الثانية من مؤتمر التعدين الدولي في مطلع 2023.
ويأمل المسؤولون السعوديون أن تخرج ورشة العمل بمقترحات وتوصيات بناءة تخدم تحسين وزيادة مشاركة المرأة في قطاع التعدين.
ويسعون كذلك إلى جعلها تساهم في تحقيق تطلعات برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) نحو زيادة مشاركة السعوديات في سوق العمل وتوفير وظائف مميزة لهن.
وكانت وزارة الصناعة قد شكلت لجنة خاصة تنظر في مسألة تعزيز مشاركة المرأة ودعم مساهماتها وتفعيل دورها في قطاع التعدين والبحث واقتراح البرامج اللازمة لتنمية قدراتها العلمية والعملية.
وتتولى اللجنة كذلك النظر في كيفية إكساب السعوديات المعارف المتنوعة والمهارات المناسبة لحاجة سوق العمل بالقطاع، ودراسة الخدمات المقدمة لهن في سوق العمل للإسراع في دمجهن.
ونظمت وزارة الصناعة مؤخرا أول مؤتمر للتعدين الدولي بمدينة الرياض، وكان لتعاون الشركاء الدور الكبير في نجاحه، حيث شهد إقبالا كبيرا ومشاركات هادفة تناولت بعضها سبل تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل بقطاع التعدين.
وفي سبتمبر العام الماضي دشنت الهيئة السعوديّة للمدن الصناعيّة ومناطق التقنية (مدن) بالتعاون مع جمعيّة “كفو” للتوظيف والتأهيل مركزا تدريبيا متخصصا في المدينة الصناعيّة الثانية بالرياض يستهدف تمكين المرأة في القطاع الصناعي.
وبحسب الأرقام الرسمية ارتفع إجماليّ المراكز التدريبيّة في المدن الصناعيّة إلى 14 معهدا من القطاعين العامّ والخاصّ تسهم بها مدن في تحقيق التنمية الصناعيّة بقيادة كفاءات وكوادر وطنيّة مؤهلة، بما ينعكس إيجاباً على معدّلات توطين الوظائف الصناعية.
وتستثمر مدن في إمكانات وقدرات السعوديات من خلال تهيئة البيئة النموذجيّة الّتي تواكب طموحاتهن كموظّفات أو مستثمرات في قطاع الصناعة.
وقد نجحت في رفع أعدادهن بنسبة بلغت 120 في المئة خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى ما يقارب 17 ألف موظفة صعودا من 7.8 ألف موظفة.