مبادرة "استهلك تونسي" تسعد الأيتام والعائلات المحتاجة بخراف العيد

المبادرة تكونت قبل أربع سنوات بهدف التشجيع على استهلاك المنتج التونسي ودعوة المنتجين المحليين إلى توفير منتجات لائقة.
الثلاثاء 2023/06/27
الأطفال يفرحون بكبش العيد

تونس - تتجول الشابة هدى الناصري في إحدى أسواق بيع الخراف بضواحي العاصمة تونس علها تجد أسعارا مناسبة لأضاحي العيد التي ستمنح لاحقا لعائلات فقيرة وأيتام.

الناصري صاحبة حملة “كونسومي تونسي” (استهلك تونسي) تتحاور مع أحد باعة الماشية وتفاصله ليتوصلا إلى سعر يرضي الجميع، بهدف اقتناء خراف تسعد أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة والأطفال الأيتام.

ومبادرة “استهلك تونسي” التي تضم 467 ألف فرد، تكونت قبل أربع سنوات بهدف التشجيع على استهلاك المنتج التونسي ودعوة المنتجين المحليين إلى توفير منتجات لائقة ووفق المواصفات المطلوبة، وتسعى هذه الأيام لتوفير الأضاحي للمحتاجين.

وتقول الناصري للأناضول “مثل كل سنة وتزامنا مع عيد الأضحى المبارك، تقوم مبادرتنا على اقتناء الأضاحي للأيتام والمحتاجين لإضفاء البهجة على قلوب جميع التونسيين”.

وتضيف “دأبنا على هذه العادة كل سنة، فقبيل عيد الأضحى بأسابيع نتجول بين الأسواق المتخصصة في بيع الكباش والخراف بحثا عن أسعار مناسبة لشراء الأضاحي وتوزيعها لاحقا على المحتاجين”.

"استهلك تونسي" وفرت العام الماضي 100 خروف للمحتاجين، بينما استطاعت قبلها بسنة توزيع 192 خروفا على عائلات محتاجة وبسيطة الدخل

وتتابع الناصري “منذ سبع سنوات يقوم فريقنا بجمع تبرعات تتمثل إما في أضاح أو مبالغ مالية تجمع خصيصا لهذه المناسبة”، وتستكمل “حتى الآن وزعنا 55 خروفا على عائلات أطفالها أيتام لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، ومن المنتظر أن نصل بحلول العيد إلى 200 خروف”.

وتتحدث الناصري بأسى عن صعوبة الأوضاع الاجتماعية التي تمر بها عائلات الأيتام وأن “أمهاتهم لا يتوانين للحظة عن العمل وتوفير كل مستلزمات الحياة لهم، غير أن المقدرة الشرائية لأغلب التونسيين جعلتهم غير قادرين على توفير أضاحي العيد”.

ووفق صاحبة المبادرة، وفرت “استهلك تونسي” العام الماضي 100 خروف للمحتاجين، بينما استطاعت قبلها بسنة توزيع 192 خروفا على عائلات محتاجة وبسيطة الدخل.

وتقول الناصري التي تقضي معظم الأيام التي تسبق العيد في أسواق بيع الكباش “أسعد كثيرا لسعادة هؤلاء الأطفال بكبش العيد.. فرحة كبيرة نلمسها في أعين الأيتام لدى توزيع المساعدات التي نفاجئهم بها دون إعلامهم مسبقا”.

ويعمل فريق المبادرة وفق برنامج تتم خلاله متابعة العائلات الفقيرة طيلة السنة، ولا تقتصر المساعدات على عيد الأضحى فقط، بل يسعى المبادرون لتقديم المعونة في عدة مناسبات على غرار بداية الفصل الدراسي ودخول شهر رمضان وعيد الفطر.

ويصل فريق المبادرة إلى مناطق بعيدة، وتقول الناصري بهذا الخصوص “نعمل على أن تصل الصدقة إلى مناطق نائية من ولايات الشمال الغربي في أرياف جندوبة وسليانة وباجة”.

وأشارت إلى الدور الكبير الذي يقوم به عدد من المواطنين الذين لا يدخرون جهدا في تقديم يد المساعدة والتبرع بما تيسر ولو كانوا من ذوي الدخل المحدود حتى تعم أجواء العيد جميع البيوت.

وتردد الناصري مقولة “التونسي للتونسي رحمة”، وهو مثل شعبي يستعمل في المناسبات التي يكثر فيها فعل الخير ومساعدة الغير.

وتضيف أنه رغم ظروف البلاد الاقتصادية والاجتماعية الصعبة إلا أن حب الخير بقي متجذرا في قلوب كثير من التونسيين ممن تلتقي بهم.

ويقول عضو المبادرة مراد بن زيد للأناضول “نحن دائما جاهزون للمساعدة وإسعاد أكبر عدد من العائلات”، موضحا “نعد لهذه المبادرة مباشرة بعد انقضاء عيد الفطر ورغم ازدياد الأوضاع الاقتصادية صعوبة، إلا أن كثيرين مدوا لنا يد المساعدة”.

15