مبادرة استثمارات الجيل التالي تكتسب زخما في الإمارات

أبوظبي - اكتسبت مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإمارات المزيد من الزخم مع انضمام أحد أبرز المنصات الرقمية للعمل في السوق المحلية.
وتهدف المبادرة التي تم إطلاقها في عام 2022، وانضمت إليها الجمعة شركة فيرا فيوز الأميركية، إلى جذب الشركات العاملة في قطاعات اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.
واستقطبت المبادرة حتى الآن عددا كبيرا من الشركات العاملة في قطاعات تركز على اقتصاد المستقبل مثل الروبوتات والطيران الهجين والطاقة الشمسية المركزة والبلوكتشين والتكنولوجيا المالية وغيرها.
وتُعتبر فيرا منصة رقمية واعدة تستخدم تقنيات حديثة للتحقق من مشاهدات الإعلانات، ووقف نشر المحتوى الضار ومنع استخدام الأنشطة الإعلامية لتمويل عمليات الاحتيال الإعلاني والمواقع المتطرفة باستخدام تقنيتها الخاصة “برووف أو فيو”.
وستطلق الشركة خدماتها في البلاد قريبا، حيث ستقوم بتأسيس مقرها العالمي في مدينة دبي للإعلام، وستعمل على دعم جهود الدولة في ضبط منظومة الإعلانات المتزايدة التعقيد.
ومن المتوقع أن يضمن هذا المسار وصول ميزانيات التسويق إلى جماهير يمكن التحقق منها من خلال وكالات وناشرين معتمدين بشكل صحيح. وتعتبر فيرا أحدث شركة تستفيد من مبادرة الجيل التالي التي ستعزز القدرة التنافسية للإمارات من خلال جذب الشركات المبتكرة.
وسيتم ذلك من خلال تزويدها بحزمة من أساسيات دخول السوق، بما في ذلك تمكين عمليات التأسيس السريع، وإصدار التأشيرات الجماعية، والوصول إلى الخدمات المصرفية والعقارات التجارية.
ويقول المسؤولون الإماراتيون إن ذلك سيسهم في تعزيز امتلاك بلدهم لمنظومة إعلانات رقمية هي الأكثر أماناً في العالم. وأكد ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية أن انضمام فيرا فيوز إلى المبادرة يمثل إضافة مهمة لمنظومة الابتكار في الدولة وقطاعها الإعلامي سريع النمو.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الزيودي قوله إن المبادرة “تواصل استقطاب الشركات التي تعمل على تطوير ونشر التكنولوجيا المتقدمة، لتعزيز بعض قطاعاتنا المهمة”.
وأوضح أن تقنية السجلات الموزعة في هذه المنصة تتمتع بالقدرة على إحداث نقلة نوعية في قطاع الإعلام في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، حيث تعد الإعلانات وسيلة مهمة للشركات لبناء أعمالها وتوسيع قاعدة عملائها والترويج لمنتجاتها وخدماتها. وأضاف "من الضروري أن نتمكن من إضفاء المزيد من الشفافية لهذا القطاع بحيث يوفّر كل دولار ينفقه المعلنون ما يعادله من قيمة".
وتعمل المنصة، التي تختبر حاليا تقنياتها لخدمة الإعلانات المرئية، بتقنية البلوك تشين الحاصلة على براءة اختراع ولديها القدرة على تبسيط العلاقة بين المعلن والناشر إلى جانب تحديد الجهات الخبيثة في القطاع والتخلص منها.
وأكد مارك فيرث، الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة التي تأسست في عام 2017، أن دولة الإمارات هي الوجهة الأمثل لاستضافة المقر الرئيسي العالمي للشركة. وقال "تتمتع صناعة الإعلام في دولة الإمارات بالديناميكية والتنوع، وفيها مزيج متطور من المنصات والناشرين والوكالات والشبكات".
وأوضح أن شركته تؤمن بأن تقنية السجلات الموزعة ستضيف قيمة كبيرة للقطاع من خلال المساعدة في القضاء على الاحتيال ومنع نشر المعلومات المضللة أو أشكال أخرى من المحتوى الضار".
وأضاف "نثمن الدعم الذي قدمته مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ونرحب بفرصة العمل مع حكومة الإمارات والشركاء في القطاع لبناء منظومة إعلانية تعود بالنفع على الجميع".
ووفقا لشركة جونبير للأبحاث، بلغ الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية 382 مليار دولار في عام 2023، مع خسارة 22 في المئة، أي ما يعادل 84 مليار دولار بسبب الاحتيال في الإعلانات.
ويرجح خبراء جونبير أن يرتفع هذا الرقم إلى 172 مليار دولار بحلول عام 2028، من إجمالي الإيرادات المتوقعة البالغة 747 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الإعلانات في الشرق الأوسط إلى 6.9 مليار دولار بنهاية هذا العام، فيما يمثل الإعلان عبر الإنترنت أكثر من نصف إجمالي هذه القيمة. وتظهر التقييمات الدولية أن دولة الإمارات لا تزال ثاني أكبر سوق للإعلانات، بمعدل إنفاق بلغ 1.8 مليار دولار في عام 2023.