مبادرة أميركية للتهدئة تتيح لإسرائيل مواصلة الحرب وقت تشاء

عرض بايدن فرصة قد لا تتكرر أمام حماس.
الأحد 2024/06/02
هل تعيد الهدنة البسمة لأطفال غزة

واشنطن- عرض الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة مقترحا قال إنه مبادرة إسرائيلية لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب.

ورغم الجدول الزمني وتفصيل الفقرات، بما يوحي بأن التهدئة ستكون شاملة، فإن عرض بايدن يترك الأمور عمليا مثلما هي لإسرائيل لتواصل الحرب متى ارتأت ذلك فيما يضع الضغط على حركة حماس بالتأكيد أن رفضها للمبادرة سيعني استمرار إسرائيل في الحرب، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كسب جولة على حسابها باجتياح رفح، ما يجعل العرض فرصة قد لا تتكرر للحركة.

وقال نتنياهو السبت إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة قبل تدمير حماس، وهو ما يعني أن عليها أن تختار بين أن تقبل بالعرض وتوقف اشتراطاتها أو أن الحرب ستستمر بأكثر ضراوة.

جو بايدن: خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة ستبدأ وسيتم إعادة أيّ رفات للرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم

وجاء رد حماس سريعا، حيث قالت الجمعة إنها مستعدة “للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أيّ مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة..”.

ويدعو العرض إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة.

وقال مسؤول أميركي كبير إن الخطة التي تقع في أربع صفحات ونصف الصفحة أُرسلت إلى حماس للمراجعة يوم الخميس وإنها “متطابقة تقريبا” مع اقتراح كانت حماس قد قبلته بالفعل.

وتتضمن المرحلة وقف إطلاق النار والإفراج عن عدد محدود من الرهائن وانسحاب إسرائيلي، لكن من المناطق السكنية وليس إلى حدود السادس من أكتوبر.

وقال بايدن إن المرحلة الأولى من العرض الإسرائيلي ستستمر ستة أسابيع وستشمل وقف إطلاق النار على نحو “كامل وشامل” وانسحاب القوات الإسرائيلية من “جميع المناطق المأهولة بالسكان” في غزة و”إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن في ذلك النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين”.

وأضاف بايدن أنه في هذه المرحلة سيعود المدنيون الفلسطينيون إلى منازلهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة، في حين ستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة تحمل المساعدات إلى غزة يوميا.

جو بايدن: مع وقف إطلاق النار، يمكن توزيع المساعدات بأمان على كل من يحتاج إليها
جو بايدن: مع وقف إطلاق النار، يمكن توزيع المساعدات بأمان على كل من يحتاج إليها

وتابع بايدن “مع وقف إطلاق النار، يمكن توزيع هذه المساعدات بأمان وفاعلية على كل من يحتاج إليها. ويمكن للمجتمع الدولي تسليم مئات الآلاف من الملاجئ المؤقتة، بما في ذلك وحدات سكنية”، وقال إن المرحلة الأولى يمكن أن تبدأ فور التوصل إلى اتفاق.

وستشمل المرحلة الأولى أيضا محادثات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة التالية من الاقتراح.

أما المرحلة الثانية فتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، والانسحاب الإسرائيلي الكامل. وأطلق بايدن على هذه المرحلة وصف “نهاية دائمة للأعمال القتالية”. لكنه أضاف أن المفاوضات للوصول إلى المرحلة الثانية قد تستغرق أكثر من ستة أسابيع حيث ستكون هناك خلافات بين الجانبين.

وقال بايدن “ستريد إسرائيل التأكد من حماية مصالحها ولكن الاقتراح يقول إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع من المرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات”، وهو ما سيمثل تطورا جديدا عن المقترحات السابقة.

وتابع أن الولايات المتحدة وقطر ومصر ستضمن استمرار المحادثات خلال هذه الفترة حتى “التوصل إلى جميع الاتفاقات” لبدء المرحلة الثانية.

وأشار مصدر رفيع المستوى إلى اجتماع ثلاثي، مصري – أميركي – إسرائيلي، مزمع في القاهرة الأحد، لبحث إعادة تشغيل معبر رفح.

وقال المصدر في تصريح لقناة “القاهرة الإخبارية” إن مصر أكدت لكل الأطراف “موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه”.

وأضاف المصدر أن مصر “حمّلت الجانب الإسرائيلي مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق وتفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة”.

كما أوضح أن هناك جهودا مصرية مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة بقطاع غزة، في ضوء الطرح الأميركي الأخير.

◄ رغم الجدول الزمني وتفصيل الفقرات، يترك عرض بايدن الأمور عمليا مثلما هي لإسرائيل لتواصل الحرب متى ارتأت ذلك

وستشهد المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على قيد الحياة بمن في ذلك الجنود الذكور، بينما ستنسحب القوات الإسرائيلية من غزة، وفقا لما قاله بايدن.

وأضاف “وطالما أوفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح – على حد تعبير الاقتراح الإسرائيلي – وقفا للأعمال القتالية بشكل دائم”.

وفي المرحلة الثالثة، قال بايدن “إن خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة ستبدأ وسيتم إعادة أيّ رفات للرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم”.

وأوضح بايدن أن إسرائيل “دمرت قوات حماس على مدى الأشهر الثمانية الماضية”، مضيفا “في هذه المرحلة، لم تعد حماس قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل هجوم السابع من أكتوبر”.

وقال بايدن إن الدول العربية والمجتمع الدولي سيشاركان أيضا في صفقة إعادة إعمار غزة “بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة التسلح”.

وأضاف أن واشنطن ستعمل مع شركائها لإعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات في غزة، حيث أدت الحرب إلى نزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة وتسببت في انتشار الجوع على نطاق واسع.

 

اقرأ أيضا:

            • حجم الخراب يصدم الغزيّين العائدين إلى جباليا

1