مبادئ جديدة في الجولة الثامنة للجنة الدستورية السورية

وفدا النظام السوري والمعارضة يتفقان على مناقشة أربعة مبادئ أساسية في الدستور السوري المستقبلي.
الاثنين 2022/05/30
تفاؤل أممي حذر

جنيف - تنطلق الاثنين الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، لتقديم مبادئ جديدة، ضمن محطات سياسية لم تصل إلى أي نتيجة ملموسة على طريق صياغة دستور جديد.

وكشف المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن الأحد عن جدول الأعمال الذي ستناقشه الجولة الثامنة من اجتماعات اللجنة الدستورية التي تستمر حتى الثالث من يونيو المقبل، بمشاركة وفدي النظام السوري والمعارضة برعاية مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن.

وقال الحساب الرسمي للمبعوث الأممي إلى سوريا، في سلسلة تغريدات على تويتر، إن بيدرسن عقد اجتماعا الأحد مع الرئيس المشارك لوفد النظام السوري مع الرؤساء المشاركين، والرئيس المشارك المعين من قبل النظام والرئيس المشارك المعين من قبل المعارضة، ثم التقى بيدرسن والرئيسان المشاركان بوفد المجتمع المدني.

وأضاف أن خلال الاجتماعات تمت مراجعة جدول أعمال الأسبوع، واتفق الرئيسان المشاركان عن النظام والمعارضة على المبادئ الأربعة التي ستتم مناقشتها على مدار الأسبوع، وهي: التدابير القسرية الانفرادية من وجهة نظر دستورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيزها، وسيادة الدستور وموقف المعاهدات الدولية، والعدالة الانتقالية. وأوضح بيدرسن أنه سيخصص لكل مبدأ يوما للنقاش.

وقبيل اللقاء عقد أعضاء وفد هيئة التفاوض السورية في الهيئة المصغرة للجنة الدستورية، الذي وصل إلى جنيف السبت مع فريق الدعم الإعلامي والخبراء، اجتماعات داخلية، استعرضوا خلالها المبادئ التي سيتم نقاشها خلال الجولة الثامنة، والتي ستقدمها الأطراف الثلاثة في اللجنة الدستورية.

واللجنة، التي تضم 45 ممثلا عن الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، مفوضة بصياغة دستور جديد يقود إلى إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.

وتأتي أعمال اللجنة الدستورية برعاية الأمم المتحدة ضمن إطار الحل السياسي للأزمة السورية الممتدة منذ العام 2011، ووفقا للقرار الأممي 2254 الصادر عام 2015.

وينص القرار الأممي على تشكيل حكم انتقالي، وكتابة دستور يسبق إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو ما قسم المفاوضات السورية إلى أربعة فروع، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

واتخذ قرار تشكيل اللجنة الدستورية ضمن مخرجات مؤتمر الحوار السوري، الذي انعقد في سوتشي الروسية خلال الثلاثين والحادي والثلاثين من يناير 2018، وبرعاية الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران.

 وبعد أكثر من عام ونصف العام على المشاورات، أعلن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الثالث والعشرين من سبتمبر 2019، تشكيل اللجنة الدستورية ضمن الجهود لإنهاء الحرب السورية الممتدة منذ 2011.

وخلال هذه الجولة ستواصل الأطراف تقديم مبادئ يمكن صياغتها ضمن مبادئ الدستور، وعلى مدار خمسة أيام سيتم نقاش المبادئ التي ستقدم، وتقديم أوراق تتضمن الملاحظات عليها، والانتقال إلى المبادئ التالية.

وينتظر أن يتم تجميع الملاحظات من قبل كل الأطراف، على أن تقدم في اليوم الختامي المبادئ المطروحة والملاحظات عليها، وأن تكون ملاحظات مجمعة يتم اعتمادها، في استمرار لأعمال الجولة السابقة.

ومن المقرر أن يُطلع بيدرسن الدول الأعضاء على نتائج المباحثات بشأن انعقاد الجولة المقبلة للجنة الدستورية السورية، ونتائج زيارته الأخيرة إلى دمشق ومباحثاته مع النظام.

ولا تختلف الجولة الحالية عن الجولة السابقة، حيث من المستبعد استعداد النظام لتضمين الملاحظات المقدمة على المبادئ في اليوم الختامي، وهو ما لم يتم في الجولات السابقة.

وكانت الجولة السابعة من اجتماعات "اللجنة الدستورية" عقدت في جنيف أواخر مارس الماضي، ولم تسفر عن تطورات جديدة، وقدمت أربعة مبادئ دستورية، وفي ظل تفاعل المعارضة وبعض ممثلي المجتمع المدني في تضمين ملاحظاتهم على المبادئ، رفض النظام الإقدام على هذه الخطوة.