مباحثات سعودية - أميركية حول ملفات حارقة في الشرق الأوسط

واشنطن – أصبح الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي الثلاثاء أكبر مبعوث سعودي يزور واشنطن منذ أن تولى جو بايدن الرئاسة في يناير، ويجري محادثات مع مسؤولين كبار حول حرب اليمن والتهديدات الصادرة من إيران.
والأمير خالد بن سلمان هو الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة، الذي تقول المخابرات الأميركية إنه وافق على خطف الكاتب في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي في عام 2018 من مقرّ سفارة الرياض في تركيا، وهو زعم تنفيه السعودية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن من المرجح أيضا أن تتطرق المحادثات إلى مقتل خاشقجي، لكن بيانا للبيت الأبيض بشأن اجتماع المسؤول السعودي مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لم يتطرق بالذكر إلى مقتل خاشقجي، غير أنه قال إن سوليفان "أكد أهمية التقدم في تعزيز حقوق الإنسان في المملكة".
وقتل خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، وعلى إثر ذلك عمدت العديد من الجهات من بينها تركيا إلى استغلال الحادثة للنيل من صورة السعودية.
ودعمت دول عربية وخليجية السعودية في مواجهة التقرير الأميركي الصادر عن إدارة بايدن بشأن مقتل خاشقجي، فيما رأى سعوديون أن التقرير لا يعدو أن يكون ورقة جديدة لابتزاز بلادهم، خاصة أن التهمة الموجهة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان تبدو ضبابية، في غياب أدلة واضحة على دوره، سوى حديث عن إعطاء أوامر.
وناقش الأمير خالد بن سلمان والمسؤولون الأميركيون الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية، والأمن الإقليمي "والتزام الولايات المتحدة بمساعدة السعودية على الدفاع عن أراضيها، في وقت تواجه فيه هجمات من جماعات متحالفة مع إيران".
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الأمير اجتمع أيضا مع كولين كال، وكيل وزارة الدفاع للسياسة، حيث ناقشا قضايا منها "جهود إنهاء الحرب في اليمن".
وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن في عام 2015 بعد أن أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالحكومة في صنعاء. ويقول الحوثيون إنهم يقاتلون نظاما فاسدا.
وتعمل حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من عدن على الرغم من أن هادي يقيم في العاصمة السعودية الرياض. وأودت الحرب خلال السنوات الست الماضية بحياة عشرات الألوف، معظمهم من المدنيين ويتعرض الملايين لخطر المجاعة.
وقال الأمير خالد في تغريدة على تويتر إنه خلال زيارته الولايات المتحدة اجتمع في وزارة الدفاع الأميركية مع وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ووكيل وزارة الدفاع للسياسات كولن كاهل.
وتابع "بحثنا خلالها الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، خصوصا في المجالات الدفاعية، وسعينا المشترك لحفظ الاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه البلدين".
وقالت ساكي إن المحادثات ستتطرق أيضا إلى الاحتياجات الدفاعية للسعودية.
وستكشف المحادثات للسعودية كيف تغيرت العلاقات مع الولايات المتحدة بالمقارنة بما كانت عليه في ظل إدارة دونالد ترامب، الذي احتفظ بعلاقات قوية مع ولي العهد السعودي.
وقلّلت إدارات متعددة من العلاقة الاستراتيجية الوثيقة مع المملكة العربية السعودية، ومن بينها إدارة بايدن، بحجّة كلل الأميركيين من صراعات الشرق الأوسط، والرغبة العالمية في تركيز موارد الولايات المتحدة على منافسيها من القوى العظمى (الصين وروسيا).