ما حقيقة تعليق المفوضية أعمالها لانتخابات برلمان كردستان العراق

أربيل (كردستان العراق) – أفادت وسائل إعلام كردية عراقية اليوم الأربعاء بأن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية قد علقت كافة أعمالها الخاصة بالاستحقاق الانتخابي لبرلمان إقليم كردستان العراق، وسط ترجيحات بتأجيل العملية الانتخابية إلى أكتوبر المقبل.
ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية الكردية عن مصدر –لم تسمه- قوله تم "إخطار فروع المفوضية في أربيل والسليمانية ودهوك من بغداد منذ الثلاثاء بتعليق عملها للانتخابات".
وأضاف أن "ستة موظفين بواقع ثلاثة من بغداد وثلاثة من محافظة إقليم كردستان توجهوا إلى الإمارات لطباعة استمارات التصويت لكن تم الاتصال بهم الثلاثاء للعودة إلى العراق فوراً وعدم طباعة الاستمارات".
وأوضح أن "اختبار أجهزة التصويت من الإجراءات الأخرى المعلقة لانتخابات برلمان اقليم كردستان والذي كان مقرراً إجراؤه الثلاثاء لكن بغداد علقته، كما أن المفوضية وجهت أيضاً تعليق رابط ملء النماذج الخاصة بمراقبي مراكز الاقتراع كإجراء آخر لتعليق العمل".
وأشار إلى أن "المفوضية في بغداد لم تبلغ فروعها في إقليم كردستان بشكل رسمي بإجراء الانتخابات، وتم إيقاف رابط تعبئة النماذج الخاصة بمراقبي مراكز الاقتراع إضافة إلى تعليق طباعة أوراق الاقتراع واختبار أجهزة التصويت".
لكن المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي نفت تلك الأنباء وأكدت أنها "غير صحيحة اطلاقا"، وأن المفوضية "ماضية بهذه العملية دون أي توقف".
وقالت غلاي لوكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية أن "المفوضية ماضية بإجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان وفق المعايير الدولية والمفوضية تسير وفق جدول عملياتي وتوقيتات زمنية"، منوهة الى أن "العمل ماض بكل اجراءاته المختلفة دون أي توقف".
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عمر أحمد محمد، حيث وجرى، خلال اللقاء، استعراض أهمّ الإجراءات التي تمضي بها المفوضية لإجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق.
وأكد السوداني وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أهمية أن تجرى الانتخابات في ظلّ توافق سياسي، ومشاركة جميع المكونات المجتمعية من الأطياف العراقية في الإقليم، وضمان تحقيق مبدأ العدالة والمساواة في تنفيذ هذا الاستحقاق.
وسبق ذلك زيارة قامت بها لجنة الإشراف على انتخابات برلمان إقليم كردستان لمكتب انتخابات السليمانية للاطلاع على آخر الأعمال الخاصة المتعلقة بالاستحقاق التشريعي.
وعقد رئيس الإدارة الانتخابية القاضي عباس الفتلاوي وبحضور أعضاء مجلس المفوضين اجتماعا مع إدارة المكتب والكوادر الفنية للوقوف على آخر الاستعدادات للاستحقاق الانتخابي المقرر إجراؤه في العاشر من يونيو المقبل.
ويرجح النائب السابق عن الجماعة الإسلامية الكردستانية في البرلمان العراقي سليم همزة، تأجيل انتخابات برلمان إقليم كردستان إلى شهر أكتوبر المقبل لإعطاء فرصة بحلحلة الخلافات وضمان مشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال لموقع المعلومة إن "ضمان إجراء انتخابات الإقليم بمشاركة الحزب الديمقراطي مرهون باتخاذ قرارات قضائية لإعادة مقاعد الكوتا للعملية الانتخابية". في إشارة إلى التعديلات على القانون التي أقرها القضاء العراقي متمثّلة في إلغاء مقاعد الكوتا المخصصة للأقليات في برلمان إقليم كردستان وتقسيم الأخير إلى أربع دوائر انتخابية بدلا عن الدائرة الواحدة المعمول بها من قبل، بالإضافة إلى تكليف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (اتّحادية) بالإشراف على إجراء الانتخابات.
وأضاف أن "استمرار الوضع على ما هو عليه يؤكد عدم اجراء الانتخابات، وبقاء حكومة تصريف الأعمال في الإقليم".
وأكد أن "الحزب الديمقراطي يشترط إعادة مقاعد الكوتا، مشيرا إلى وجود مفاوضات سرية بخصوص هذا الأمر".
وكانت الزيارة التي قام بها رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني إلى العاصمة بغداد السبت الماضي، وعقده سلسلة لقاءات مع قيادات سياسية فضلا عن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، قد قربت من خطوة تأجيل انتخابات برلمان كردستان، والتي قرر في وقت سابق الحزب الحاكم في الإقليم الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني مقاطعتها، احتجاجا على قرارات من المحكمة العليا ببغداد.
وتعبيرا عن رفضه لخيار التأجيل، قال لقمان وردي عضو المجلس القيادي لحزب الاتحاد الوطني إن الأخير مع إجراء انتخابات برلمان كردستان في موعدها المحدد من قبل رئاسة الإقليم.
وأكّد في تصريحات تلفزيونية أنّ الحزب ماض في الاستعدادات للانتخابات التي شرعت فيها المفوضية، مضيفا أن الاتحاد الوطني لم يشارك في أيّ اجتماع أو حوار متعلّق بتأجيل الانتخابات، مشيرا في نفس الوقت إلى وجود محاولات حقيقية للتأجيل.
ووصف وردي ما يطرح من أسباب لطلب التأجيل بأنّه مجرّد ذرائع غير واقعية وغير منطقية، نافيا وجود سبب مقنع لعدم إجراء انتخابات الإقليم في موعدها المحدّد.
وفي موقف مطابق لموقف حزب الاتحاد الوطني من تأجيل انتخابات الإقليم، عبّر حراك الجيل الجديد على لسان رئيسة كتلته في البرلمان العراقي سروة عبدالواحد عن رفضه خيار التأجيل.
وقالت عبدالواحد إنّ تأجيل الانتخابات في الإقليم أمر غير قانوني، ولا يليق بالقوى السياسية الرضوخ لأحزاب السلطة في الإقليم وتحديدا الحزب الديمقراطي لتأجيل الانتخابات.
وأضافت في تعليق على منصّة إكس أنّ الأولى إقناع الحزب الديمقراطي بالعدول عن قرار عدم المشاركة.
وأكّدت قولها “لو بقينا الحزب الوحيد في الإقليم ضد التأجيل فسنستمر في اعتراضنا، ولن نرضخ لإرادة غير إرادة شعبنا”، واصفة الحراك بأنّه يمثّل البديل السياسي في الإقليم “ولا يمكن أن تكون بديلا سياسيا وتبقى تابعا لإرادة الآخرين، لأن البديل السياسي الحقيقي هو من يصنع الحدث ويصرّ على حفظ إرادته”.