ما الصلة بين التفاؤل والشيخوخة الصحية

دراسة تؤكد أن الرجال الأكثر تفاؤلا فلم يكتفوا بالإبلاغ عن مزاج سلبي أقل فحسب، بل أظهروا أيضا مزاجا أكثر إيجابية.
الاثنين 2022/03/14
الأشخاص المتفائلون يعيشون حياة أطول

بوسطن (الولايات المتحدة) – وجد باحثون من جامعة بوسطن أن الأشخاص المتفائلين يعيشون حياة أطول وأكثر صحة من المتشائمين، ويقولون إن السبب هو أن لديهم عددا أقل من الأحداث المجهدة للتعامل معها.

وقالت الدكتورة لوينا لي التي قادت الدراسة “من المعروف أن الإجهاد له تأثير سلبي على صحتنا. ومن خلال النظر في ما إذا كان الأشخاص المتفائلون يتعاملون مع الضغوط اليومية بشكل مختلف، فإن نتائجنا تضيف إلى المعرفة كيف يمكن للتفاؤل أن يعزز الصحة الجيدة مع تقدم الناس في العمر”.

ويساعد التفاؤل الناس على التكيف مع المرض والشفاء من العمليات الجراحية. كما تؤثر النظرة المستقبلية الإيجابية على الصحة بمجملها وعلى طول العمر. وتقول الأبحاث إن النظرة المستقبلية المتفائلة مبكرا في الحياة يمكنها أن تتنبأ لصاحبها بصحة أفضل وبمعدلات أقل في الوفيات خلال فترات متابعة تراوحت بين 15 و40 سنة.

وبينما وجدت الأبحاث السابقة صلة بين التفاؤل والشيخوخة الصحية، لم يتضح حتى الآن كيف يؤثر التفاؤل على الصحة. وأوضحت لي “تختبر هذه الدراسة أحد التفسيرات المحتملة، وتقيّم ما إذا كان الأشخاص الأكثر تفاؤلا يتعاملون مع الإجهاد اليومي بشكل بناء أكثر وبالتالي يتمتعون برفاهية عاطفية أفضل”.

التفاؤل قد يحافظ على الرفاهية العاطفية بين كبار السن من خلال الانخراط في استراتيجيات تنظيم العاطفة

وفي الدراسة الجديدة تابع الفريق 233 رجلا على مدار 24 عاما. وفي بداية الدراسة عام 1986 أكمل الرجال استبيانا لتقييم مستويات تفاؤلهم. ثم من عام 2002 إلى عام 2010، تم استجواب الرجال مرة أخرى في ثلاث مناسبات بحد أقصى حول ضغوطهم اليومية ومزاجهم في ثماني أمسيات متتالية.

وكشفت النتائج أن الرجال الأكثر تفاؤلا لم يكتفوا بالإبلاغ عن مزاج سلبي أقل فحسب، بل أظهروا أيضا مزاجا أكثر إيجابية. كما أفادوا بوجود ضغط أقل، والذي لا علاقة له بمزاجهم الإيجابي العالي، لكنهم أوضحوا انخفاض مستوياتهم المزاجية السلبية.

وفي دراستهم قال الباحثون إن “النتائج من عينة من الرجال الأكبر سنا تشير إلى أن التفاؤل قد يكون مرتبطا برفاهية عاطفية أكثر ملاءمة في الحياة اللاحقة من خلال الاختلافات في التعرض للضغط النفسي وليس العاطفي. والتفاؤل قد يحافظ على الرفاهية العاطفية بين كبار السن من خلال الانخراط في استراتيجيات تنظيم العاطفة التي تحدث في وقت مبكر نسبيا في عملية توليد المشاعر”.

وبينما ركزت الدراسة على كبار السن من الرجال، يعتقد الباحثون أن النتائج من المرجح أن تنطبق على النساء الأكبر سنا أيضا.

ولدراسة التفاؤل، فقد احتاج العلماء أولا إلى تطوير طرق موثوقة لقياس هذه الخاصية. ويستخدم نظامان على نطاق واسع: الأول يقيس التفاؤل الطَبْعِي الخاص بطباع الإنسان، والنظام الآخر هو لقياس الأسلوب التعليلي.

ويعتمد التفاؤل الطبعي على التوقعات الإيجابية لمستقبل شخص معين. وهذه التوقعات ليست محصورة في جانب واحد أو جانبين من الحياة، بل إنها توقعات معمّمة لنتائج مقبلة جيدة في شتى المناحي.

ويوظف الكثير من الباحثين “اختبار التوجهات الحياتية” المكون من 12 بندا لقياس التفاؤل الطبعي. أما الأسلوب التعليلي فيستند إلى مسألة كيفية تفسير الشخص للأنباء الجيدة أو السيئة.

17