مايك بومبيو: إيران باتت المقر الجديد لتنظيم القاعدة

وزير الخارجية الأميركي: إيران هي بالفعل أفغانستان الجديدة كمركز جغرافي رئيسي للقاعدة، لكنها في الواقع أسوأ.
الثلاثاء 2021/01/12
اتهامات بالأدلة الدامغة

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في خطاب ألقاه الثلاثاء قبل ثمانية أيام من انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب، إنّ إيران باتت "المقر الجديد" لتنظيم القاعدة.

وطالب بومبيو في مؤتمر صحافي بالمزيد من الضغط الدولي على إيران واصفا تحالفها مع القاعدة بأنه "قوة هائلة للشر في كل أنحاء العالم"، مؤكدا أنه "إذا تجاهلنا محور الشر هذا إيران / القاعدة، فسنكون مسؤولين عن ذلك. علينا أن نواجهه. علينا أن ننتصر عليه".

وأكّد بومبيو تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في نوفمبر ذكر أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبدالله أحمد عبدالله قُتل في طهران في أغسطس على أيدي إسرائيليين، لكنه لم يقل إن إسرائيل نفذت العملية.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أن بلاده فرضت عقوبات على عدد من الأفراد ومكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار مقابل معلومات عن عضو في تنظيم القاعدة، قال إنه يعتقد بأنه موجود في إيران ويُعرف باسم محمد أباتاي أو عبدالرحمن المغربي.

وأشار بومبيو في كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطني إلى أن "تنظيم القاعدة لديه مقر جديد. إنه جمهورية إيران الإسلامية".

وأضاف "أود أن أقول إن إيران هي بالفعل أفغانستان الجديدة، كمركز جغرافي رئيسي للقاعدة، لكنها في الواقع أسوأ".

وتابع "على عكس أفغانستان، عندما كانت القاعدة مختبئة في الجبال، فإن القاعدة اليوم تعمل تحت حماية النظام الإيراني".

ولم يصل بومبيو إلى حد الدعوة إلى عمل عسكري، قائلا "إذا كان لدينا هذا الخيار، إذا اخترنا القيام بذلك، فهناك مخاطرة كبيرة جدا بتنفيذه".

وفي رده على الاتهامات الأميركية، قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إن واشنطن "تروج أكاذيب".

وأضاف ظريف على تويتر "كل إرهابيي 11 سبتمبر أتوا من وجهات مفضلة لواشنطن، لا أحد من إيران".

ويعتقد العديد من الخبراء بأن طهران سمحت لعناصر من تنظيم القاعدة باستخدام أراضيها الآمنة نسبيا من الجيش الأميركي، بغية توفير ضمانات بأن المتطرفين لن يستهدفوا إيران.

وأقر بومبيو بأن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان "يعتبر أن أعضاء القاعدة في جمهورية إيران الإسلامية رهائن"، وأنه لا يوجد دليل على دعم إيران لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي نفذها انتحاريون.

لكن بومبيو، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، قال إن إيران في السنوات الأخيرة أعطت القاعدة مساحة أكبر من الحرية، بما في ذلك إصدار وثائق سفر، وإن التنظيم لديه "قيادة مركزية" في طهران.

ولفت بومبيو إلى أن "طهران سمحت للقاعدة بجمع الأموال والتواصل بحرية مع أعضاء القاعدة الآخرين في أنحاء العالم، والقيام بالعديد من المهمات الأخرى التي كانت توجه في السابق من أفغانستان وباكستان".

وهي ليست المرة الأولى التي تتهم فيها الولايات المتحدة إيران بنسج صلات مع تنظيم القاعدة أو إيواء عناصر منه. وتنفي الجمهورية الإسلامية مرارا وجود أي عناصر من التنظيم على أراضيها.

وكانت إيران هدفا خلال فترة حكم إدارة ترامب، وسعى بومبيو إلى زيادة الضغط على طهران في الأسابيع الأخيرة بالمزيد من العقوبات والخطابات الساخنة.

ويعتقد مستشارو الرئيس المنتخب جو بايدن بأن إدارة ترامب تحاول أن تجعل من الصعب عليه إعادة التعامل مع إيران والانضمام إلى اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي.

وتدهورت العلاقات بين طهران وواشنطن منذ 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات.

ومنذ بداية إدارته، فرض ترامب عقوبات على المسؤولين والسياسيين والشركات الإيرانية في محاولة لإجبار طهران على التفاوض بشأن اتفاق أوسع يزيد من تقييد أنشطتها النووية.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه من المتوقع فرض المزيد من العقوبات قبل رحيل ترامب عن منصبه.

وأدت العقوبات إلى انخفاض حاد في صادرات النفط الإيرانية وزادت من المصاعب الاقتصادية لطهران.