مايكروسوفت متهمة بالهيمنة على سوق الحوسبة السحابية
واشنطن/بروكسل - اتهمت شركة غوغل كلاود منافستها شركة مايكروسوفت بممارسات الحوسبة السحابية المنافية للمنافسة وانتقدت الصفقات الوشيكة مع العديد من بائعي السحابة الأوروبيين، قائلة إن هذه لا تحل مخاوف أوسع بشأن شروط الترخيص الخاصة بها.
وفي أول تعليقات عامة لغوغل كلاود على مايكروسوفت وصفقاتها الأوروبية، قال نائب رئيسها أميت زافري إن الشركة “أثارت المشكلة مع وكالات مكافحة الاحتكار وحثت هيئات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي على إلقاء نظرة فاحصة”.
وردا على ذلك، أشارت مايكروسوفت إلى مدونة في مايو الماضي، حيث قال رئيسها براد سميث إنها “تحتل المرتبة الثانية بشكل سليم عندما يتعلق الأمر بالخدمات السحابية، مع حصة سوقية تزيد قليلاً على 20 في المئة من عائدات الخدمات السحابية العالمية".
وقال متحدث باسم مايكروسوفت لرويترز الخميس “نحن ملتزمون بمجتمع السحابة الأوروبية ونجاحهم”، فيما لم تعلق الجهات التنظيمية الأوروبية على الأمر.
وهناك تنافس شديد بين عملاقي التكنولوجيا الأميركيين في مجال الحوسبة السحابية سريع النمو، والذي تبلغ قيمته المليارات من الدولارات، حيث تتبع غوغل موقع أمازون ومايكروسوفت الرائدتين في السوق.
وخضع القطاع مؤخرا لمزيد من التدقيق التنظيمي، بما في ذلك في الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب هيمنة عدد قليل من اللاعبين ودوره الحيوي المتزايد حيث تحول المزيد من الشركات خدماتها إلى السحابة.
وكان مصدر مطلع قد أفاد لرويترز في وقت سابق هذا الأسبوع أن مايكروسوفت عرضت تغيير ممارسات الحوسبة السحابية في صفقة مع عدد قليل من الشركات المنافسة الأصغر، والتي بدورها ستعلق شكاوى مكافحة الاحتكار.
ويرى خبراء القطاع والمهتمون بالتكنولوجيا أن هذه الخطوة ستمنع إجراء تحقيق من جانب الاتحاد الأوروبي. وقال زافري في مقابلة مع رويترز إن "مايكروسوفت تمتلك بالتأكيد موقفا معاديا للغاية للمنافسة في السحابة".
وأوضح أن الشركة تستفيد كثيرا من هيمنتها في الأعمال المحلية بالإضافة إلى نظامي أوفيس 365 وويندوز لربط دليل آزور النشط وبقية الخدمات السحابية.
وأشار زافري إلى أن لديه خيار، وقال “عندما نتحدث إلى الكثير من عملائنا، فإنهم يجدون الكثير من ممارسات التجميع هذه، فضلا عن الطريقة التي يضعون بها قيودًا على التسعير والترخيص، تجعل من الصعب عليهم اختيار موفري خدمات آخرين”.
ولكنه اعتبر أن الصفقات الفردية التي أبرمت مع العديد من بائعي السحابة الأوروبيين الصغار لا تفيد سوى مايكروسوفت.
وذكر أنهم "بشكل انتقائي يشترون أولئك الذين يشتكون ولا يجعلون هذه الشروط متاحة للجميع. وهذا بالتأكيد يجعلها ميزة غير عادلة لمايكروسوفت وتربط الأشخاص الذين قدموا شكوى إليها على أي حال".
وأضاف أنه "أيا كان ما يقدمونه، يجب أن تكون هناك شروط للجميع، ليس فقط لشخص أو اثنين اختاروه وانتقوه، وهذا يوضح لك أن لديهم الكثير من القوة السوقية يمكنهم نوعا ما القيام به والقيام بهذه الأشياء بشكل فردي”.
وقال "وجهة نظري إلى المنظمين هي أنه ينبغي عليهم النظر إلى هذا الأمر بشكل شامل رغم أن بائعا أو اثنين قد يحل المشكلة الأكبر. وهذه هي المشكلة التي نحتاج إلى حلها حقًا، وليس مشاكل البائعين الفرديين".
ولا تزال مايكروسوفت تواجه شكوى أخرى لمكافحة الاحتكار من الاتحاد الأوروبي من قبل موفري خدمات البنية التحتية السحابية في أوروبا (سي.آي.أس.بي.إي)، التي تضم في عضويتها أمازون حيث رفضت المجموعة التجارية تغييرات مايكروسوفت.
ورفض زافري الاقتراح القائل بأن القضية هي مجرد خلاف بين غوغل ومايكروسوفت، قائلا إن “السؤال لا يتعلق بغوغل. أريد فقط أن أوضح الأمر تماما. إنها السحابة”.
وأوضح أن الفرضية مع السحابة هي أن “يكون لديك طريقة مفتوحة ومرنة لنشر برنامجك وجعل العملاء خيارات أكثر حتى يتمكنوا من تشغيل برامجهم في أي مكان يختارونه بطريقة أسهل بكثير”.
