مايكروسوفت: لا تثق بأخبار ديلي ميل

لندن – عبارة “أخبارها غير موثوقة” هي أقسى عبارة تتعرض لها صحيفة أو وسيلة إعلام في الوقت الراهن مع انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، وهذا ما تعرضت له صحيفة “ديلي ميل” حيث أطلقت شركة مايكروسوفت، تحذيرا لمستخدميها من الوثوق بموقع الصحيفة البريطانية.
ويمكن لزوار موقع “ديلي ميل” عبر متصفح “مايكروسوفت إيدج” الآن رؤية تحذير يقول “يفشل هذا الموقع في الحفاظ على المعايير الأساسية للدقة والمساءلة. وقد اضطر إلى دفع تعويضات في العديد من الحالات”، وهذا التحذير جزء من سياسة مايكروسوفت لمحاربة الأخبار الكاذبة.
وتحثّ الرسالة، التي تنتجها شركة ناشئة تدعى “نيوز غارد”، القراء على تصفح الموقع بحذر نظرا لأنه “ينشر بشكل منتظم محتوى أضر بسمعة أشخاص، أو تسبب في إنذار كاذب، أو مضايقة أو انتهك خصوصية بعض الأطراف.”
ومنح موقع ديلي ميل، وهو واحد من أكبر المواقع الإخبارية في العالم، معدل واحد على خمسة على مستوى المصداقية، وهو نفس تقييم خدمة أخبار “روسيا اليوم” المدعومة من الكرملين.
وتشمل نيوز غارد جملة من “المحاربين القدامى” في مجال صناعة الأخبار. وهم بصدد وضع معايير قياسية تحدد ما إذا أمكن الوثوق بمواقع الأخبار. وتوظف عددا من المحللين للتحقق شخصيا مما إذا كانت المواقع تلبي المعايير الصحافية، مما يجعل جميع أحكامها عامة وتمنح حق الرد على نقدها في إطار تحسين المعايير اللازمة للحصول على تصنيف أعلى.
موقع ديلي ميل حصل على معدل واحد على خمسة على مستوى المصداقية، وهو نفس تقييم خدمة أخبار "روسيا اليوم"
وحتى الآن، كانت الخدمة المذكورة متوفرة كمكون إضافي قابل للتنزيل. ولكن في هذا الأسبوع، بدأت مايكروسوفت في تثبيت المكون تلقائيا على جميع إصدارات الجوال الخاصة بمتصفح إيدج، في مرحلة أولى. ويأمل صانعوا البرنامج في أن يكون انتشاره واسع النطاق عبر منصات متعددة.
ولا تتمتع شركة إيدج بنسبة كبيرة من المستخدمين، مقارنة بمتصفحي الإنترنت الآخرين. ولا يتم تضمين المكوّن الإضافي “نيوز غارد” سوى في النسخة الخاصة بالجوّال. وقد تم التوقيع على هذه الشراكة كجزء من برنامج الدفاع عن الديمقراطية التابع لشركة مايكروسوفت. ولا تقوم شركة التكنولوجيا بالإشراف على الأحكام التحريرية لنيوز غارد.
وقال ستيف بريل، المؤسس المشارك لشركة نيوز غارد، إن قرار ميل أونلين قد تم التوصل إليه بطريقة شفافة. وأضاف “نوضح في التقارير عدد المرات التي حاولنا الاتصال بالأطراف المعنية. حصل المحلل الذي كتب هذا التحذير على رد على الهاتف. ولما علم الطرف الآخر هوية المحلل، أنهى المكالمة. حتى الآن، نود أن نسمع ما إذا كانت لديهم شكوى أو ما إذا قاموا بتغيير أي شيء.”
وتابع أنّ نيوز غارد يتحمل المسؤولية الكاملة عن الأحكام، ويجب أن تستهدف جميع الشكاوى شركته وليس شركة مايكروسوفت، مضيفا “يمكن أن يلومونا. ونحن نرحب باللوم. على عكس المنصات الأخرى، يسعدنا أن نكون مسؤولين. نريد من الناس أن يمارسوا نظامنا. نحن شفافون وأعمالنا ليست روبوتية.”
ويعتمد نموذج الأعمال في نيوز غارد على ترخيص منتجاتها ضمن شركات التكنولوجيا التي ترغب في مكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وأوضح بريل أن شركته، التي تلقت استثمارات من مجموعة ببليسيز الإعلانية، أصدرت أحكاما على أفضل 2000 مصدر إخباري في الولايات المتحدة، وكانت تعين موظفين لإنتاج أحكام مشابهة في أفضل 150 موقعا إخباريا في المملكة المتحدة، بهدف نشر النتائج في أبريل القادم.
ويذكر أن مدير موقع ديلي ميل لم يجب على طلب للتعليق من صحيفة الغارديان البريطانية.