مايكروسوفت تقدم تنازلات لإتمام الاستحواذ على أكتيفيجن

نيويورك - استبقت شركة مايكروسوفت الأميركية أي قرار بمنع استحواذها على عملاق ألعاب الفيديو أكتيفيجن بليزارد، حيث تخضع الصفقة للتدقيق من جهات عديدة في كثير من الدول، بتقديم بعض التنازلات لإتمام العملية.
وأبرمت مايكروسوفت اتفاقا مدته عشر سنوات يتيح لعبة كول أوف ديوتي وغيرها من ألعاب أكتيفيجن على منصة الألعاب الخاصة بشركة إنفيديا.
وجاء ذلك بعدما سمحت الهيئات التنظيمية الأميركية لعملاق وادي السيليكون مالك منصة إكس بوكس بإكمال صفقة الاستحواذ المثيرة للجدل على أكتيفيجن والتي تبلغ قيمتها 69 مليار دولار.
ورغم ذلك لا تزال الصفقة الجديدة تحت التدقيق في أروقة المفوضية الأوروبية التي ترى أنه من الضروري أن تبدد الشركة المخاوف بشأن إمكانية الهيمنة على سوق صناعة الألعاب الإلكترونية.
ويلقى الاندماج المقترح بين مايكروسوفت ومطورة ألعاب الفيديو أكتيفيجن معارضة شديدة من الهيئات التنظيمية ومنافسين مثل سوني، ويمكن للاتفاق مع إنفيديا أن يهدئ المخاوف من خلال ضمان زيادة وصول ممارسي ألعاب الفيديو لألعاب تسيطر عليها مايكروسوفت.
وكانت بريطانيا أعلنت هذا الشهر أن الصفقة قد تضر بممارسي ألعاب الفيديو من خلال إضعاف التنافس بين إكس بوكس وبلايستيشن، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليص الخيارات وتراجع الابتكارات في هذا المجال، فضلا عن خنق المنافسة في القطاع.
وقال الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت براد سميث في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي إنه “أكثر تفاؤلا الآن إزاء الانتهاء من الاستحواذ على أكتيفيجن بعد الاتفاق مع إنفيديا وترتيب مماثل مع نينتندو”.
أما فيل إيسلر نائب الرئيس والمدير العام لقطاع جيفورس ناو في إنفيديا، فقال إن “ألعابا مثل كول أوف ديوتي لن تكون متاحة على منصة إنفيديا ما لم تستحوذ مايكروسوفت على أكتيفيجن”، لكنه أشار إلى أن الاتفاق سيغطي على الفور ألعابا مملوكة لمايكروسوفت مثل ماينكرافت.
وأضاف أن “إنفيديا لن تدفع لمايكروسوفت أموالا مقابل الوصول إلى الألعاب”، وهو الترتيب نفسه الذي توصلت إليه الشركة مع شركات ألعاب أخرى مثل شركة إبيك جيمز مطورة فورتنايت.
وبدلا من ذلك، سيتعين على عملاء إنفيديا البالغ عددهم 25 مليونا أن يدفعوا لها مقابل الوصول إلى منصة الألعاب السحابية الخاصة بها ولمايكروسوفت نظير ممارسة ألعابها.
وعقب إعلان هذا الاتفاق انخفضت أسهم مايكروسوفت اثنين في المئة وهوت أسهم إنفيديا 3.4 في المئة وتراجعت أسهم أكتيفيجن 0.7 في المئة في سوق متراجعة على نطاق واسع.
وتقول إنفيديا إنها تدعم الآن عرض مايكروسوفت لشراء أكتيفيجن، ولكن لا يزال من الصعب إقناع الهيئات التنظيمية بالصفقة.

وأصدر مسؤولون أوروبيون تحذيرات لمايكروسوفت بشأن الصفقة هذا الشهر، بينما طلبت لجنة التجارة الاتحادية الأميركية من قاض منعها. وقالت هيئة الرقابة على المنافسة في بريطانيا إن “مايكروسوفت قد تضطر إلى التخلص من لعبة كول أوف ديوتي”.
وتقود سوني معارضة صفقة مايكروسوفت وأكتيفيجن. وقالت العام الماضي إنها “سيئة للمنافسة ولصناعة الألعاب وللاعبين أنفسهم”، ولكن سميث قال إنه “يأمل أن تفكر الشركة اليابانية في إبرام النوع نفسه من الصفقات مع إنفيديا”.
وأعربت شركات أخرى، منها غوغل التابعة لألفابت، عن مخاوفها للجنة التجارة الاتحادية بشأن الصفقة، وفقا لتقارير وسائل الإعلام.
وتعهدت مايكروسوفت بإبقاء كول أوف ديوتي على منصة الألعاب بلايستيشن الخاص بسوني. ولم تتأثر شعبية هذه اللعبة بعد ما يقرب من عقدين من إطلاقها، إذ حقق أحدث إصدار منها مبيعات قدرها مليار دولار في أول عشرة أيام من طرحه في أكتوبر.
وقالت إن “الصفقة لا تتعلق بلعبة كول أوف ديوتي فحسب”، مضيفة إن “شراء الشركة المطورة أيضا للعبتي أوفرووتش وكاندي كراش من شأنه أن يعزز نمو مايكروسوفت في مجالات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الشخصي والألعاب السحابية”.
وأشارت كذلك إلى احتمال نمو وحدات التحكم، مما يساعدها على التنافس مع شركات مثل تينسنت وسوني.