مانشستر يونايتد يتطلع للنهوض مع رانجنيك

يتطلع مانشستر يونايتد للظهور بوجه مغاير تماما عن ذلك الذي طبع الفريق في مشواره الأخير بالدوري الإنجليزي الممتاز وتسبب بإقالة المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير. لكنّ المتابعين للفريق العريق يتساءلون عن الإضافة التي يمكن أن يقدمها رالف رانجنيك رغم تكهن العديد من المدربين العمالقة بأن “الشياطين الحمر” أحسنوا الاختيار بجلب الألماني إلى أولد ترافورد.
لندن - يعلّق عشاق مانشستر يونايتد آمالا عريضة على المدرب الألماني الجديد للفريق رالف رانجنيك والذي سيستلم مهمته قريبا بأن يغيّر الكثير في المسيرة المتعثرة النادي.
ويعيش يونايتد تراجعا في النتائج والترتيب في الدوري الإنجليزي رغم أنه فعل الكثير من أجل العودة إلى دائرة الأضواء هذا الموسم وتمكن من جلب العديد من النجوم على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وسيذهب رانجنيك، الذي سيصبح المدرب المؤقت لمانشستر يونايتد، إلى أولد ترافورد بسمعة اكتسبها بفضل “اعتماده على الضغط في أسلوب لعبه”.
لكن من شبه المؤكد أن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المدرب الألماني في تطوير الفرق، هي عامل الجذب الحقيقي للنادي الإنجليزي.
وسيتولى المدرب، البالغ 63 عاما، قيادة الفريق حتى نهاية الموسم الحالي، لكنه وافق أيضا على العمل لمدة عامين كمستشار للنادي، وهي تفصيلة تعطي دليلا قويا على ما يتمنى يونايتد الاستفادة منه من المدرب السابق للايبزيغ الألماني.
وعلى صعيد الألقاب، فإن تاريخ رانجنيك كمدرب متواضع نسبيا، حيث فاز بكأس ألمانيا مرتين مع شالكه، ولقب دوري الدرجة الثانية برفقة هانوفر، لكن سمعته وأهميته في كرة القدم الألمانية أكثر إثارة للإعجاب.
رانجنيك الذي سيصبح مدرب يونايتد يذهب إلى أولد ترافورد بسمعة اكتسبها بفضل اعتماده على الضغط في أسلوب لعبه
ويملك رانجنيك تأثيرا كبيرا على جيل من المدربين الألمان، بداية من يورغن كلوب مدرب ليفربول، وتوماس توخيل مدرب تشيلسي، إلى يوليان ناغلسمان المدير الفني لبايرن ميونخ.
واشتهر رانجنيك بأسلوبه في اللعب القائم على بذل الكثير من الطاقة والضغط العالي والقوة والشراسة، وهو أسلوب يحظى بالكثير من المعجبين.
وعبّر كلوب عن رأيه في مواطنه رانجنيك الذي توصل إلى اتفاق مع يونايتد لتدريب الفريق حتى نهاية الموسم. وقال كلوب خلال مؤتمر صحافي افتراضي الجمعة قبل مباراة فريقه أمام ساوثهامبتون ضمن الجولة 13 من البريميرليغ “الأمر معقد بعض الشيء، نحن عادة لا نتحدث عن مثل هذه الأمور حتى يتم تأكيدها”.
وأضاف “رانجنيك مدرب متمرس حقا، وقد بنى ناديين مشهورين من العدم، وحوّلهما إلى مراكز قوة في ألمانيا. الشغل الشاغل دائمًا هو المدرب وهذا ما هو عليه الأمر، وعلى أساسه سيتم تنظيم يونايتد”.
وتابع “إنه يحظى بتقدير كبير بين المدربين. قام بمهام لا تصدق. بدأ كشاب في شتوتغارت ثم شق طريقه. لقد واجهته عندما كنت مدربا شابا. ربما نسي ذلك، لكنه اتصل بي كثيرا في ماينز”.
وفي تصريح أبرزه موقع توتو ميركاتو ويب، علق كلوب “قدوم رانجنيك إلى مانشستر يونايتد، نبأ حزين للأندية الأخرى”. وشدد “رانجنيك يتمتع بقدر كبير من الخبرة، إنه مدرب ممتاز قادم إلى إنجلترا”.
ولا شك أن تشكيلة يونايتد، رغم أنها لا تبدو الأنسب لأسلوب الضغط التام، ستستفيد بالتأكيد من بعض الخطط الفنية والتكتيكية الجديدة التي سينفذها رانجنيك.
وساهم رانجنيك في بناء فريقين في ألمانيا، هما هوفنهايم ولايبزيغ، وحوّلهما من ناديين مغمورين نسبيا إلى ناديين قادرين على المنافسة بين أندية النخبة.
وتركز عمله، خاصة في لايبزيغ، على أحدث أساليب التدريب والبيانات والعلوم الرياضية، واستراتيجية التعاقدات القائمة على طريقة اللعب التي التزم بها النادي.
وتم اعتماد هذا النهج في أندية مجموعة ريد بول، التي تشمل أيضا سالزبورج النمساوي ونيويورك ريد بولز بالدوري الأميركي للمحترفين، حيث كان رانجنيك في 2019 رئيسا للرياضة والتطوير في المجموعة، وكان مسؤولا عن هذه الأندية الثلاثة.
وقالت مصادر في يونايتد إن جون ميرتاف، مدير كرة القدم، الذي استهدف التعاقد مع رانجنيك إثر إقالة أولي جونار سولسكاير، الأحد الماضي، من المعجبين بعمل المدرب الألماني.
وزار ديفيد هوريكس رئيس البحث والتطوير في يونايتد، مركز تدريب ريد بول في سالزبورغ، ودرس أساليب عمل المؤسسة.
المؤكد أن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المدرب الألماني في تطوير الفرق، هي عامل الجذب الحقيقي للنادي الإنجليزي
ولم يعمل رانجنيك في التدريب طوال عامين، وأعلن في يوليو الماضي أنه يؤسس شركة، ينصبّ عملها على “بناء الأندية”، وتولى رئاسة الرياضة والتطوير في لوكوموتيف موسكو.
وخلال فترة سولسكاير، التي استمرت ثلاثة أعوام في النادي، استعان يونايتد ببعض المتخصصين البارزين، للعمل في الأكاديمية والبيانات والعلوم الرياضية والطاقم التدريبي.
ويمكن لرانجنيك أن يقدم بعض الأفكار القيمة، حول كيفية استخراج أفضل النتائج من المواهب التي يملكها النادي.
ومن المقرر أن يغادر نائب الرئيس التنفيذي ليونايتد، إد وودوارد، النادي خلال الشهور المقبلة، على أن يحل محله ريتشارك أرنولد، المدير العام للمجموعة، في الهيكل القيادي للنادي.
وقد يشعر أرنولد، الذي يتمتع بخبرة في الجانب العملي والتجاري، بأنه من المفيد أن يعمل خبير في كرة القدم، مثل رانجنيك، في النادي بينما ينتقل هو للقيام بدوره الجديد الأوسع.
ويجب على يونايتد أيضا، أن يجد مدربا دائما لتولي المسؤولية في نهاية الموسم.
ورانجنيك، بمعرفته الواسعة واتصالاته، في وضع مناسب تماما، ليس فقط لتقديم المشورة بشأن أفضل خيار، لكن أيضا للمساعدة في التعاقد معه.
وقد لا يكون ذلك ضروريا، إذا مرت الشهور الستة التي سيتولى فيها المسؤولية في أولد ترافورد على ما يرام، فحينها سيكون هو نفسه الخيار الأفضل.