مانشستر يونايتد لا يعرف الاستقرار

الضغوط تتزايد على الهولندي تن هاغ.
الجمعة 2023/11/10
أرقام مبعثرة

لم يعرف مانشستر يونايتد الاستقرار منذ اعتزال السير أليكس فيرغيسون، ويمكن للمتابع أن يلاحظ أن مانشستر يونايتد مثال على عدم النظام وانعدام الرؤية، فالمان يونايتد يعاني من المسافة بين الإمكانيات الجبارة والنتائج الهزيلة، حيث لا يمكن حصر مشاكل العملاق الإنجليزي، ولكن وسائل الإعلام تحاول الوقوف على أهم المتاعب، خاصة وأن مصير مدربه الهولندي إريك تان هاغ بات على المحك.

تونس - لم يكن هذا الموسم والمواسم الأخيرة كلها، سواء على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز أو المسابقات القارية جيدة لمانشستر يونايتد أحد أكثر الفرق نجاحا في تاريخ إنجلترا وأوروبا.

فمنذ رحيل السير أليكس فيرغسون، لم يكن يونايتد أبدا كما كان من قبل، فقد بدأت معاناة النادي بالمدربين الذين مروا على ملعب أولد ترافورد، وفي العام الجديد تعرض رجال الهولندي إريك تن هاغ لانتكاسات مسترسلة، ولخصت خسارة الفريق أمام كوبنهاغن الدنماركي في دوري أبطال أوروبا وضع الشياطين الحمر الحالي.

بدا من الواضح أن العديد من نجوم فريق الشياطين الحمر إما أنهم يشعرون بالملل من أسلوب المدرب تن هاغ أو أصبحوا مجرد موظفين، في الوقت الذي فشل فيه مجلس الإدارة في إجراء بدائل مناسبة في العديد من المراكز التي تحتاج الدعم، وأدى انعدام الجودة في خط الوسط إلى انخفاض عدد الأهداف المسجلة وكذلك ضعف الأداء في خط الوسط.

إلى جانب ذلك، فإن خط وسط الشياطين الحمر يعاني من انتكاسة كبيرة بغياب اللاعبين القادرين على قلب الموازين وتحمل الضغوط الكبيرة. بشكل عام، أدت الإصابات ونقص توظيف اللاعبين في مراكز جديدة، إلى مشاكل عند المدير الفني الذي اضطر إلى الاعتماد على اللاعبين الشباب للتنافس في المباريات، وحتى لو كانت المواهب الشابة رائعة بما يكفي، فإن النادي يحتاج إلى بعض الأسماء الكبيرة ذات الخبرات الكبيرة للفوز ببطولات مثل الدوري.

شعور بالملل

◙ حالة ارتياح لم تدم طويلا
◙ حالة ارتياح لم تدم طويلا 

سادت حالة من الارتياح لدى مشجعي الفريق الإنجليزي عندما وقع النادي مع هاري ماغواير من ليستر سيتي، وبدا أن هذا اللاعب هو الذي كان ينقصهم. وكان ماغواير رائعا في المباريات الأولى مع مانشستر، ولكن سرعان ما تراجع بسبب عدم وجود مدافع آخر قوي في مركز قلب الدفاع بجواره، أو لاعب وسط دفاعي قوي يؤمن الكثير من الدفاع.

في المقابل يعد ماركوس راشفورد ابن أكاديمية مانشستر يونايتد، بلا شك أكثر لاعبي يونايتد ثباتا في المستوى خلال المواسم القليلة الماضية، ليس فقط من خلال أهدافه مع النادي، ولكن يكون راشفورد مؤثرا للغاية عندما يتعلق الأمر بضغط الخصم في منتصف ملعبه أو عند تقدم يونايتد بالكرة خلال الهجمات، وذلك بفضل سرعته مع ودون الكرة.

وارتفعت حدة الضغوط على الهولندي إريك تن هاغ الذي خسر 9 مرات في 17 مباراة هذا الموسم. وكانت الخسارة أمام كوبنهاغن هي أول هزيمة ليونايتد في دوري الأبطال يهدر فيها تقدمه بهدفين أو أكثر. وكانت أيضا أول هزيمة للفريق في جميع المنافسات بعد تقدمه بهدفين منذ سبتمبر 2014 عندما خسر 5-3 أمام ليستر سيتي. وبهذه الهزيمة يستمر تعثر يونايتد في الموسم الحالي الذي يشهد أسوأ بداية موسم في مسيرة النادي منذ 1962.

الهولندي إريك تن هاغ خسر 9 مرات في 17 مباراة هذا الموسم، وبات مصيره مع الفريق الإنجليزي على المحك
◙ الهولندي إريك تن هاغ خسر 9 مرات في 17 مباراة هذا الموسم، وبات مصيره مع الفريق الإنجليزي على المحك

وأنفق النادي أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني (497 مليون دولار) في فترات الانتقالات الثلاث الماضية، فجلب أمثال البرازيلي أنطوني، الدولي مايسون ماونت، مع القليل من النجاحات الواضحة. رغم ذلك، يرى إيجابيات يمكن استخراجها من أداء الفريق قبل طرد راشفورد الذي بدا أنه لم يتعمّد الدوس على كاحل إلياس جيلير في الكرة المشتركة بينهما، إذ كان يحاول حماية كرته.

وقدّم “الشياطين الحمر” أفضل بداية مباراة لهم هذا الموسم، حيث رفع هويلوند رصيده إلى خمسة أهداف في أربع مباريات في دوري الأبطال. وقال تن هاغ “رأيت الكثير من الإيجابيات من هذه المباراة، لكن في النهاية فقدنا بعض التركيز”. وأضاف “حتى مع 10 (لاعبين) كنا نسيطر على المباراة. لقد خاب أملهم (اللاعبون) بالطبع. قاتلنا بقوّة، لعبنا جيدا لكننا لم نحرز حتى نقطة واحدة”. وبمقدور يونايتد بلوغ دور الـ16 منطقيا، نظرا للفارق الضئيل مع قلعة سراي وكوبنهاغن.

وحمّل تن هاغ القرارات التحكيمية جزءا من مسؤولية خسارته المفاجئة على أرض كوبنهاغن الدنماركي 3 – 4 في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، لكنه لا يزال يرى إيجابيات في التشكيلة التي وضعت نفسها في مهمة معقدة لبلوغ دور الـ16. وتقدّم يونايتد 2 – 0 بعد نصف ساعة بثنائية الشاب الدنماركي راسموس هويلوند، القادم مقابل 78 مليون دولار من أتالانتا الإيطالي، في شباك فريقه السابق.

لكن بطاقة حمراء لمهاجم يونايتد الدولي ماركوس راشفورد بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد (في.أي.آر) قلبت الموازين. استغلّ كوبنهاغن الوقت المحتسب البدل عن ضائع، لينهي الشوط الأول متعادلا بهدفي النرويجي محمد اليونسي والبرتغالي ديوغو غونسالفيش من ركلة جزاء.

واستعاد البرتغالي برونو فرنانديز تقدم يونايتد من نقطة الجزاء، لكن بطل الدنمارك سجّل مرتين في آخر عشر دقائق، عبر لوكاس ليراغر والبديل السويدي اليافع من أصول سورية روني بردغجي (17 عاما)، ليحقق فريق العاصمة أول فوز له في دوري الأبطال منذ 2016.

سجل ضعيف

◙ حصيلة سلبية
◙ حصيلة سلبية 

تذيّل يونايتد ترتيب المجموعة الأولى بثلاث نقاط، بفارق نقطة عن كل من كوبنهاغن وقلعة سراي التركي، فيما ضمن بايرن ميونخ الألماني تأهله متصدرا المجموعة. ولم يكن تن هاغ سعيدا لمنح كوبنهاغن أول هدفين وطرد راشفورد.

يعتقد مدرب أياكس أمستردام السابق أن هدف اليونسي جاء من تسلل، وقرار احتساب ركلة جزاء إثر لمسة يد من هاري ماغواير كان ظالما "لعبنا بشكل جيّد حتى البطاقة الحمراء. الطرد غيّر كل شيء. ثم تلقينا هدفين غير صحيحين".

وتابع المدرب الذي خسر فريقه ثلاث مباريات من أصل أربع حتى الآن، ويتعيّن عليه الحلول على قلعة سراي بعد ثلاثة أسابيع واستقبال بايرن ميونخ في الثاني عشر من ديسمبر "نحن في موسم يتعيّن علينا التعامل مع عدّة قرارات ضدنا".

وأردف تن هاغ الذي يحتل فريقه المركز الثامن في الدوري الإنجليزي بعد انتصاف دور الذهاب "أنا متأكد أن الأمور ستتبدّل. الموسم طويل وفي مرحلة ما ستتغيّر الأمور لمصلحتنا".

17