ماكرون يطلق من أثينا المشروع الأوروبي الجديد

أثينا - طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطاب ألقاه الخميس بالعاصمة اليونانية أثينا مبادرته الخاصة “بالمشروع الأوروبي الجديد” الذي يدعو إليه منذ انتخابه في مايو الماضي .
وألقى ماكرون خطابه عند تلة “بنيكس”في الهواء الطلق والتي تحمل مغزى رمزيا كبيرا، باعتبار أن المكان احتضن في الماضي اجتماعات مجلس المواطنين “إيكليزيا” الذي كان يصوت برفع الأيدي على القوانين في “العصر الذهبي” للديمقراطية في أثينا خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
وحضر خطاب الرئيس الفرنسي رئيس الحكومة اليوناني ألكسيس تسيبراس، إلى جانب حضور كبير من الشبان، بحسب ما ذكره قصر الإليزيه.
ويتفق كل من ماكرون (39 عاما) ورئيس الحكومة اليوناني تسيبراس (43 عاما) ذي الخلفية اليسارية على ضرورة إعطاء دفع جديد للاتحاد الأوروبي في وقت تراجع تأييد الأوروبيين للتكتل الذي يعتبرونه غير ديمقراطي بما يكفي وبعيدا عن مشاغلهم.
وقال قصر الإليزيه، مبررا اختيار ماكرون لليونان لإلقاء هذا الخطاب، “أي مدينة أفضل موقعا من أثينا، حيث اندلعت أزمة اليورو، للشروع في هذه المرحلة الجديدة”.
ويؤيد ماكرون مبادرة أطلق عليها “أوروبا تحمي مواطنيها”، موضحا في مقابلة أجرتها معه صحيفة “كاثيميريني” اليونانية الخميس أنه “إذا لم تكن المنافسة عادلة وخاضعة لضوابط بين الدول الأوروبية أو بين أوروبا والقوى الخارجية، تكون جهود الإصلاح بلا جدوى وتصبح غير مقبولة في نظر مواطنينا”.
مشروع إصلاح هياكل المنظومة الأوروبية يقوم على عقد مؤتمرات ديمقراطية في الاتحاد الأوروبي اعتبارا من العام المقبل
ويدعو الرئيس الفرنسي إلى “أوروبا منفتحة على المستقبل من خلال تطوير استراتيجية رقمية واستثمارية أكثر طموحا”.
ويرى مراقبون أن خطاب ماكرون كان بمثابة استعراض لأبرز محاور مشروعه لإصلاح هياكل المنظومة الأوروبية والذي يقوم على عقد مؤتمرات ديمقراطية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ولا يزال شكل هذا “الجدل القائم على التداول” غامضا، لكن ماكرون يعتزم عرض مشروعه على شركائه الأوروبيين “في الخريف” بعد الانتخابات التشريعية الألمانية.
ويرى الإليزيه أن عملية “إعادة بناء الأسس” الديمقراطية الأوروبية يجب أن تكون مبتكرة لأنه لا يمكن أن تقوم على “الأسلوب التقليدي حيث نعقد مؤتمرا لبضعة أسابيع إلى أن يتصاعد الدخان الأبيض معلنا عن معاهدة”.
وقال ماكرون “إن زيارتي هي رسالة ثقة وصداقة”، مبديا “تفاؤله بمستقبل اليونان”، ومؤكدا أنه “لم يختر هذا البلد بالصدفة لزيارة دولة أولى”.
وتسجل اليونان التي تعاني من الانكماش منذ 2008، نهوضا اقتصاديا فاترا مع العودة هذه السنة إلى النمو بفضل موسم سياحي بلغ مستوى قياسيا، وعودة بعض الاستثمارات لكن معدلات البطالة لا تزال مرتفعة. ويعاني اليونانيون، وخصوصا الشبان منهم، من هشاشة متزايدة في سوق العمل.
وتكتسي زيارة ماكرون أيضا بعدا اقتصاديا قويا، حيث يرافقه وزير الاقتصاد برونو لومير وأربعون من رؤساء كبرى المجموعات الفرنسية مثل “إنجي” للطاقة و”سويز”، وشركات ناشئة حققت نجاحا في السوق اليونانية.
وحصل كونسورسيوم من مرسيليا يضم مجموعة “سي إم آ-سي جي إم” مؤخرا على إدارة مرفأ سالونيكا، فيما فازت شركة “فرابورت” الألمانية بإدارة 14 مطارا في البلاد.
وفرضت السلطات اليونانية تدابير أمنية شديدة في وسط أثينا بمناسبة زيارة ماكرون الذي ترافقه زوجته بريجيت ترونيو.