ماكرون يدعو زعماء العالم إلى تسريع المساعدات لإنقاذ لبنان

الرئيس إيمانويل ماكرون يدعو دول العالم إلى ضرورة الوقوف بجانب الشعب اللبناني والتحرك سريعا بالتنسيق مع الأمم المتحدة‎ لإعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية.
الأحد 2020/08/09
إيمانويل ماكرون: مستقبل لبنان على المحك

باريس- استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي دونالد ترامب وزعماء سياسيين آخرين، الأحد، في مؤتمر للمانحين عبر دائرة تلفزيونية تحت رعاية الأمم المتحدة لجمع مساعدات طارئة من أجل لبنان بعد الانفجار الهائل الذي وقع في بيروت الأسبوع الماضي.

وقال ماكرون في افتتاح المؤتمر الذي تسانده الأمم المتحدة "لا بد لنا التحرك على نحو سريع وفعال كي تذهب المساعدات مباشرة إلى حيث تشتد الحاجة إليها، مستقبل لبنان على المحك".

وأضاف أن عرض المساعدة شمل دعما لإجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس والذي أوقع 158 قتيلا. وذكر أن العالم مدين للشعب اللبناني بالدعم بعد انفجار هائل دمر عاصمته.

كما قال ترامب "سنعقد مؤتمرا عبر الفيديو مع الرئيس ماكرون وقادة لبنان وقادة من أماكن أخرى في العالم"، وكتب على تويتر "الكل يرغب في المساعدة".

وكان لبنان غارقا بالفعل في أزمة سياسية واقتصادية عندما وقع الانفجار في مرفأه الرئيسي الثلاثاء مما أودى بحياة 158 شخصا وأدى لإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين ودمر مساحة كبيرة من المدينة.

وقد تحتاج إعادة بناء بيروت مليارات الدولارات، ويتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

مساعدات طارئة

ويشعر كثيرون من اللبنانيين بالغضب من رد فعل الحكومة ويقولون إن الكارثة تسلط الضوء على إهمال نخبة سياسية فاسدة.

وكان ماكرون، أول رئيس دولة أجنبية يزور لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وعد في العاصمة اللبنانية الخميس بتقديم مساعدة سريعة وكبيرة من الأسرة الدولية.

وقال للحشود التي استقبلته "أضمن لكم أن مساعدات (إعادة البناء) لن تسقط في أيد فاسدة".

وشهد الأسبوع الماضي تعاطفا جارفا مع لبنان من شتى أنحاء العالم وأرسلت دول عديدة دعما إنسانيا فوريا شمل إمدادات طبية، لكن لم تصدر إلى الآن تعهدات بتقديم مساعدات إنسانية.

وقال وزير الخارجية الألماني إن بلاده ستتعهد بتقديم مساعدة طارئة إضافية بقيمة عشرة ملايين يورو (11.79 مليون دولار) إلى جانب مساهمات الإنقاذ الجارية.

وقال مساعد لماكرون السبت إن هناك حاجة إلى مساعدات طارئة لإعادة الإعمار وتقديم مساعدات غذائية ومستلزمات طبية وإعادة بناء المدارس والمستشفيات.

وشارك في المؤتمر ممثلون عن بريطانيا والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ومصر والأردن، فيما أوضح الإليزيه أن إسرائيل "لن تحضر"، وأضاف أن إيران "لم تبد رغبة في المشاركة" لكن "تم توجيه دعوة إلى دول الخليج موضحا أنه "لا يشك في أنها ستتمثل" في الاجتماع.

وقدرت الأمم المتحدة قيمة احتياجات القطاع الصحي وحده في لبنان بـ85 مليون دولار، لكن محيط الرئيس الفرنسي لم يرغب في ذكر أي رقم لقيمة المساعدة التي يمكن أن تقدم الأحد.

وقال مصدر في الاليزيه إن "الهدف الفوري هو التمكن من تأمين الاحتياجات العاجلة للبنان، بشروط تسمح بأن تذهب المساعدة إلى السكان مباشرة".

وأوضح أن الأولويات هي "تدعيم المباني المتضررة والمساعدة الطبية العاجلة والمساعدة الغذائية وترميم مستشفيات ومدارس".

وتابع أن "النهج هو ذلك الذي تستخدمه المنظمات الدولية، من الضروري عدم منح الحكومة اللبنانية شيكا على بياض".

كارثة إضافية

دمار شامل
دمار شامل

ويشكل الدمار الذي أحدثه الانفجار الناجم عن تخزين آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم في مستودع في مرفأ بيروت، كارثة إضافية للبنانيين. وقد خلف حفرة بعمق 43 متراً، وفق ما أفاد مصدر أمني نقلا عن تقديرات لخبراء فرنسيين في الحرائق أُرسلوا إلى المكان.

وتظاهر آلاف المحتجين السبت في وسط العاصمة تحت شعار "يوم الحساب". وقد اقتحموا مرافق عدة أبرزها وزارة الخارجية، مطالبين بمعاقبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى تفاقم الشعبية على السلطات.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن التظاهرات "تدل على سخط وقلق السكان وضرورة تغيير الأمور". وحذر ماكرون من أن الفوضى في لبنان ستؤثر على المنطقة.

ورأى مصدر في محيط ماكرون أن "لبنان يغرق ونعتقد أنه وصل إلى القاع، لذلك حان الوقت لإعادته إلى السطح"، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي وعد خلال زيارته بألا تذهب المساعدات إلى "الفساد".

ورفض الرئيس اللبناني ميشال عون السبت أي تحقيق دولي في الانفجار المدمر مؤكدا أنه قد يكون نجم عن إهمال أو صاروخ.

لكن باريس ترى أن "هناك ما يكفي من العناصر الموضوعية للتفكير بأنه انفجار عرضي".

وبينما يعمل رجال الإنقاذ في العاصمة اللبنانية للعثور على ناجين محتملين، يتواصل تدفق المساعدات الدولية.

وأقامت فرنسا جسرا جويا وبحريا لنقل أكثر من 18 طنا من المساعدات الطبية ونحو 700 طن من المساعدات الغذائية لبيروت بعد الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة اللبنانية، حسبما أعلنت مساء السبت وزارة الخارجية الفرنسية.

وقالت الخارجية في بيان إن البرنامج يشمل حاليا ثماني رحلات جوية - أقلعت أولها الأربعاء غداة وقوع الكارثة - وخطين بحريين. وستفتح مصر وقطر مستشفيات ميدانية.

وفي أحدث المبادرات، أعلنت الحكومة الكندية السبت إطلاق صندوق للإغاثة للبنان ودعت الكنديين إلى التبرع بسخاء.