ماكرون وحفتر يبحثان العملية السياسية في ليبيا والأمن الإقليمي

الرئيس الفرنسي يؤكد على الدور الرئيسي لقائد الجيش الليبي في العملية السياسية، ويشيد بجهود قواته في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
الخميس 2025/02/27
الوجود الروسي وملفات أخرى محور المباحثات

باريس - بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر تطورات العملية السياسية في ليبيا وسبل دعم جهود بعثة الأمم المتحدة لتحقيق تسوية شاملة للأزمة في البلاد.

وقال المكتب الإعلامي أن حفتر التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث عقدا اجتماعا موسعا ناقشا فيه "تطورات العملية السياسية في ليبيا".

وأضاف البيان أن الطرفين تبادلا الرؤى حول "أهمية دعم جهود بعثة الأمم المتحدة"، واستعرضا المستجدات الإقليمية وبحثا سبل تعزيز التعاون بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة.

ونقل البيان تأكيد الرئيس الفرنسي على "الدور المحوري لحفتر في العملية السياسية".

ونوّه ماكرون بجهود "القوات المسلحة في حفظ الأمن والاستقرار داخل ليبيا" بحسب ذات البيان.

ونشر المكتب الإعلامي صورة تجمع بين حفتر وماكرون، فيما لم تصدر الرئاسة الفرنسية أي بيان رسمي حول تفاصيل الزيارة.

وتأتي الزيارة في ظل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا ودفع العملية السياسية المتوقفة إثر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في أواخر 2021. 

وتعكس هذه الزيارة اهتمام فرنسا بالملف الليبي وحرصها على لعب دور فاعل في حل الأزمة الليبية، وقد شاركت باريس بشكل نشط في ليبيا، حيث دعت إلى تشكيل حكومة موحدة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي طال انتظارها.

وانقسمت ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي أدت إلى سقوط الزعيم الراحل معمر القذافي. وعلى الرغم من جهود الوساطة الدولية المتعددة، لا تزال البلاد مجزأة بين الحكومات المتنافسة والفصائل المسلحة.

ولعب الجيش الوطني الليبي، بقيادة حفتر، دورا هاما في تأمين حدود ليبيا ومحاربة الإرهاب واستعادة النظام في الشرق والجنوب.

ومع ذلك، لا تزال الانقسامات السياسية والتحديات الأمنية تؤخر التقدم نحو المصالحة الوطنية والانتخابات.

وزيارة حفتر لفرنسا تكررت عدة مرات خلال السنوات الماضية، وهذا يدل على وجود علاقات قوية بين الطرفين.

ويعكس هذا اللقاء استمرار الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة الليبية، ويسلط الضوء على الدور الفرنسي في هذا الملف.

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء أعلن مكتب الإعلام، وصول حفتر إلى باريس ولقاءه ماكرون في قصر الإليزيه، دون أن يقدم أي تفاصيل بشأن الزيارة أو اللقاء.

وبحسب منصة "فواصل ميديا" الإعلامية الليبية، التي نقلت عن مصادر مقربة من القيادة العامة، فإن المشير خليفة حفتر سيبحث مع الرئيس الفرنسي سلسلة من القضايا الاستراتيجية. وستكون القضايا التي ستتناولها المحادثات "الوجود الروسي المتزايد والاتفاقيات العسكرية الجديدة مع بيلاروسيا"، وقضية زعيم المعارضة النيجيرية محمود صالح، الذي أثار اعتقاله في ليبيا وفشل تسليمه إلى النيجر توترات إقليمية، و"دور فرنسا في إدارة قاعدة الويغ العسكرية" في جنوب ليبيا.

وتقود بعثة الامم المتحدة في ليبيا حاليا جهودا تهدف لإيصال البلاد إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد، ومقرها بنغازي (شرق) التي تدير منها كامل شرق البلاد، ومعظم مدن الجنوب، وهي مدعومة من حفتر.

والأخرى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس (غرب)، التي تدير منها كامل غرب البلاد.

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات، التي طال انتظارها، إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة، وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).