ماكرون والعاهل الأردني يدعوان إلى عقد مؤتمر إقليمي يضم السعودية وإيران

الملك عبدالله الثاني في باريس لتعزيز الشراكة الإستراتيجية ومواصلة العمل المشترك في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
الخميس 2022/09/15
حرص شديد على تنظيم مؤتمر شبيه بمؤتمر بغداد في أسرع وقت

باريس - دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى عقد مؤتمر جديد في "أسرع وقت ممكن" حول رهانات الشرق الأوسط، يضمّ إيران والمملكة العربية السعودية على غرار مؤتمر بغداد في أغسطس 2021.

وخلال لقاء في قصر الإليزيه تطرّق ماكرون والملك عبدالله الثاني إلى "الرهانات الإقليمية، ولاسيما الملف النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب والوضع في العراق"، على ما أفادت الرئاسة الفرنسية.

وأضافت في بيان أنّ "في ظلّ الوضع الإقليمي الراهن اتفقا على ضرورة عقد مؤتمر جديد على غرار مؤتمر بغداد في أغسطس 2021، في أسرع وقت ممكن".

وشارك في قمة بغداد يومها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السياسي والعاهل الأردني، فضلا عن وزيري خارجية إيران والمملكة العربية السعودية، القوتين الخصمتين في المنطقة.

ومنذ عدة أشهر، يتم العمل بين باريس وعمان وعواصم أخرى على نسخة ثانية من المؤتمر، الذي يفترض إن سارت الأمور إلى خواتيمها، أن يستضيفه الأردن.

وتبدو العاصمتان باريس وعمان قلقتين من التطورات التي يعيشها الشرق الأوسط، والدور الذي تلعبه إيران الذي تصفه باريس بـ"المزعزع للاستقرار".

وسبق للعاهل الأردني أن ندد بالدور الإيراني في المنطقة في حديث أدلى به في الثالث والعشرين من يوليو الماضي لصحيفة "الرأي" الأردنية، عندما اعتبر أن "التغير في السلوك الإيراني سيكون أمرا حسنا بالنسبة للجميع".

وأضاف الملك عبدالله الثاني أن الأردن "كغيره من الدول العربية يريد علاقات جيدة مع إيران قائمة على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

وتنظر باريس بقلق إلى احتمال أن تفشل الجهود الجارية حاليا من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران، وما يمكن أن يستتبع ذلك من ضرب للاستقرار في منطقة تعاني من المشاكل والحروب أصلا.

وجدّد الرئيس الفرنسي والعاهل الأردني تأكيد "التزامهما بالعمل معا ومع الشركاء الآخرين المعنيين لإعادة فتح أفق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأكد ماكرون مجدّدا "دعم فرنسا للأردن ودول الشرق الأوسط الأخرى في وجه الأزمة الغذائية الناجمة عن النزاع في أوكرانيا".

وقبل هذه المحادثات، استضاف ماكرون وزوجته بريجيت العاهل الأردني وزوجته الملكة رانيا وولي العهد الأمير حسين بن عبدالله على مأدبة غداء في قصر الإليزيه.

وذكرت الرئاسة الفرنسية أنّ هذا اللقاء يشكّل "مرحلة جديدة في الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين، وسيتيح "مواصلة العمل المشترك في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية".

وبين فرنسا والأردن علاقة قوية على جميع المستويات الإستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.

وخلال الحرب على داعش في 2014، قدم الأردن تسهيلات للطائرات الفرنسية التي شاركت في قصف مواقع التنظيم الإرهابي بداية في العراق ولاحقا في سوريا.

وبسبب موقعه الجغرافي وحدوده المشتركة مع العراق من جهة وسوريا من جهة أخرى، فإن الأردن يتمتع بوضع جغرافي ــ إستراتيجي استثنائي يجعله مركزيا في ما خص محاربة الإرهاب والنظر في مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها.

ويعاني الأردن من تكاثر عمليات تهريب المخدرات الآتية من الداخل السوري.

وفي الأشهر الأخيرة، حصلت مصادمات عديدة بين مهربين وقوات أمنية أردنية.

ولا شك أن الطرفين الفرنسي والأردني يسعيان لتعزيز تعاونهما على المستوى الأمني، فضلا عن ذلك، فإن للعاهل الأردني دورا رئيسيا في الملف الفلسطيني - الإسرائيلي المجمد منذ سنوات.

وفي الفترة الأخيرة، استقبل الرئيس ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد وبعده الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 وترغب باريس في أن يكون لها وللاتحاد الأوروبي دور تلعبه كوسيط في هذا النزاع، وسبق لماكرون أن أشار إلى ذلك، إلا أن فرنسا تعتبر أن فرص رؤية دور كهذا في المستقبل القريب تبدو محدودة، وأن تحريك الملف يتطلب انخراطا أميركيا.