ماكرون لقادة أوروبا: لا تعولوا على بايدن

الرئيس الفرنسي يدعو إلى العمل على استقلال أوروبا عن أميركا في مجالات التكنولوجيا والتمويل الدولي والدفاع
الاثنين 2020/11/16
ماكرون: أميركا لن تحترمنا إلا إذا كنا نتمتع بالسيادة

باريس - قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يجب على الاتحاد الأوروبي أن يعزز من جهوده لتطوير القدرة على التعامل بصورة مستقلة في مجالات التكنولوجيا والتمويل الدولي والدفاع حتى بعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة".

وقال ماكرون في حوار لصحيفة "لو جران كونتينان" إنه على قادة الاتحاد الأوروبي ألا يدعوا هزيمة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية تذهب بهم إلى الاعتقاد بأنه بإمكانهم العودة للاعتماد على الولايات المتحدة لضمان الأمن الأوروبي والدفاع عن مصالح الكتلة الأوروبية.

وأضاف ماكرون أن "الولايات المتحدة سوف تحترمنا فقط كحلفاء إذا كنا جادين، وإذا كنا نتمتع بالسيادة ونحترم دفاعنا"، مشددا على ضرورة استمرار الاتحاد الأوروبي في بناء استقلاله.

وأشار إلى نقاط الضعف في الاتحاد قائلا إن "التطورات الأخيرة في خدمات الحوسبة السحابية يمكن أن تترك البيانات الأوروبية خاضعة لقانون الولايات المتحدة والتوترات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، حيث كان لإدارة ترامب نفوذ على الأوروبيين بسبب وضع الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية".

وانتقد ماكرون وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب - كارنباور، التي قالت في وقت سابق من هذا الشهر إنه "من 'الخيال' التفكير في أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يحل محل دور الولايات المتحدة في الحفاظ على الأمن في القارة".

وقال "هذا سوء تفسير تاريخي، لحسن الحظ، إذا فهمت الأمور بشكل صحيح، فإن المستشارة لا تشارك وجهة النظر هذه"، في إشارة إلى الزعيمة الألمانية أنجيلا ميركل.

وتأتي تصريحات ماكرون في الوقت الذي تواجه فيه فرنسا تفشي فايروس كورونا ودخولها مجددا على غرار الدول الأوروبية الأخرى في مرحلة من العزل العام الصارم، بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات الجهادية التي رد عليها بالتعهد بحماية القيم الجمهورية في البلاد.

وتعرض الرئيس الفرنسي لانتقادات من قبل بعض القادة المسلمين على خلفية مواقفه المناهضة للإرهاب والتطرف، وقال ماكرون إن فرنسا "تخوض حربا وجودية ضد العقائد الإسلامية المتطرفة والنزعة الانفصالية".

وأضاف "نحن دولة حرة، حيث لا يوجد دين مهدد، ولا يوجد دين غير مرحب به. أريد أن يتمكن جميع المواطنين من ممارسة عقيدتهم كما يحلو لهم". ومع ذلك، حذر قائلا "نحن لسنا متعددي الثقافات، ولا نرتب طرقا لتمثيل العالم واحدا تلو الآخر، لكننا نحاول أن نبني واحدا معا، بغض النظر عن المعتقدات الشخصية والروحية".