ماكرون في أربيل والموصل بعد قمة بغداد

الرئيس الفرنسي يسعى إلى تأكيد التزام باريس بمساعدة العراق في مكافحة الإرهاب ويزور كنيسة سيدة الساعة ومسجد النوري.
الأحد 2021/08/29
جولة تدعم أمن العراق واستقراره

بغداد – يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إلى إقليم كردستان ومدينة الموصل في شمال العراق، للتذكير بدعم بلاده للعراق لمكافحة الإرهاب.

وتعدّ زيارة ماكرون للموصل وكردستان المحطة الثانية في زيارته للعراق خلال أقل من عام، حيث شارك بمؤتمر إقليمي عقد في بغداد السبت وطغت عليه قضايا "مكافحة الإرهاب" وتطورات أفغانستان.

وذكّر الرئيس الفرنسي الذي كان أول الواصلين إلى العراق للمشاركة في أشغال القمة بأن "فرنسا كانت إلى جانب العراق في قتاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

وزار ماكرون ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في وقت متأخر من ليل السبت ضريح الإمامين موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد في حي الكاظمية شمالي بغداد، والتقيا القائمين على العتبة الكاظمية، فضلا عن إجراء جولة في مكتبة العتبة الكاظمية.

ومن المقرر أن يلتقي ماكرون في مدينة الموصل التي دمرت أقسام منها بعد أن ظلت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات، طلابا وشخصيات "مؤثرة" قبل أن يظهر دعمه لمسيحيي الشرق بزيارة كنيسة سيّدة الساعة، حيث صلّى البابا فرنسيس قبل نحو ستة أشهر على أرواح "ضحايا الحرب".

كما سيزور موقع إعادة إعمار مسجد النوري الذي دمره التنظيم المتطرف.

وكانت الموصل تعتبر "عاصمة" تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل لأكثر من ثلاث سنوات مساحات واسعة من العراق. ولا يزال الدمار واضحا في سوق باب السراي التاريخي والمدينة القديمة، فيما تقول مصادر حكومية في تقديرات إن أكثر من ثمانين في المئة من بناها التحتية وأبنيتها لا تزال مدمرا.

وتأتي زيارة ماكرون للموصل غداة مشاركته في مؤتمر ضمّ مصر والأردن وإيران وتركيا والإمارات والكويت والسعودية، وطغى عليه بروز تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية، على الساحة في أفغانستان مع انسحاب القوات الأجنبية.

وأعلن ماكرون من بغداد "نعلم جميعا أنه لا ينبغي التراخي لأن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يشكل تهديدا، وأنا أعلم أن قتال تلك المجموعات الإرهابية يشكل أولوية لحكومتكم".

وفي مؤتمره الصحافي الختامي، قال إن بلاده "ستبقي وجودا لها في العراق لمكافحة الإرهاب، طالما أراد العراق ذلك أيا كان خيار الأميركيين"، مؤكدا أنه "لدينا القدرات العملية لضمان هذا الوجود".

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا في العراق لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، ويبلغ عدد قواتها 2500، لكنها أعلنت قبل نحو شهر عن نيتها إنهاء "مهمتها القتالية" في العراق بحلول نهاية العام.

وفي أربيل سيذّكر ماكرون سلطات كردستان العراق بـ"قوة دعم فرنسا في مكافحة الإرهاب"، كما سيلتقي بالزعيم الكردي مسعود بارزاني لتكريم المقاتلين الأكراد (البيشمركة).

ويضم وفد الرئيس الفرنسي الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، إحدى السبايا السابقات لتنظيم الدولة الإسلامية والتي تعرض الآن قضية الأيزيديات على المنابر الدولية، والكاتبة والناشطة النسوية كارولين فورست.

ويقطن الأيزيديون وهم أقلية ناطقة بالكردية في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية. وقد تعرضوا منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرّفين يتّهمون أتباع هذه الديانة بأنّهم من "عبدة الشيطان".

وعندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل ومحيطها اجتاح الجهاديون منطقة جبل سنجار، وقتلوا الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.