ماكرون: فرنسا تتصدّى للعنصرية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحذّر من أن "الكفاح النبيل" ضد التمييز يواجه خطر انحرافه عن مساره بسبب "الطائفية" و"الكراهية، وإعادة كتابة مزيفة للماضي".
الاثنين 2020/06/15
لا تهاون أمام كافة أشكال التمييز

باريس - أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون الأحد أن فرنسا "لن تتساهل" مع العنصرية، لكن "الجمهورية لن تمحو أي أثر أو اسم من تاريخها"، وذلك تعليقا على خروج سلسلة تظاهرات في فرنسا في ضوء احتجاجات في الولايات المتحدة تخللها تدمير معالم اعتبرت رمزا للعنصرية.

وقال الرئيس الفرنسي "لن نتساهل مع العنصرية ومعاداة السامية والتمييز"، متداركا "لكن هذا الكفاح النبيل يضل سبيله حين يتحوّل إلى طائفي (جماعاتي)، إلى إعادة كتابة الماضي بصورة تحض على الكراهية أو خاطئة".

وشدد على أنّ "الجمهورية لن تزيل نصبا"، مشيرا بقوله "سأكون واضحا للغاية الليلة، أبناء وطني: الجمهورية لن تمحو أي اسم من تاريخها. لن تنسى أيا من أعمالها الفنية، لن تزيل التماثيل".

وقال ماكرون إن لون البشرة عادة ما قلل من فرص الشخص في فرنسا، وتعهد بعدم التهاون أمام كافة أشكال التمييز.

وتسبب الغضب المستشري عالميا في توجيه مزاعم بالعنصرية ضد فرنسا من أقليات عرقية وجماعات حقوقية واتهامها لوكالات انفاذ القانون الفرنسية بالقسوة.

وقال في كلمة رسمية خصصت للحديث عن مكافحة وباء كوفيد - 19، "يتوجب علينا بالأحرى أن ننظر سوياً إلى تاريخنا كله"، مضيفا أنّه لا يجب "في أي حال من الأحوال أن ننكر ذاتنا".

ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الولايات المتحدة التي أثارها مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض أثناء توقيفه في 25 مايو الماضي، نظمت عدة تظاهرات في فرنسا تتهم الشرطة بالعنصرية والعنف.

ووسط إقرار ماكرون بوجود تمييز عنصري في البلاد، حذر من انتقال عدوى الولايات المتحدة إلى المتظاهرين وخصوصا أن التظاهرات تترافق هناك مع تخريب وتدمير نصب، وتناهض أعمالا فنية قديمة يرى المتظاهرون أنّها مهينة وعنصرية.

وقال الرئيس الفرنسي "نحن أمة يجب أن يجد كل فرد فيها مكانه أياً كانت أصوله وأياً كان دينه. هل يصح ذلك في كل مكان وعلى الجميع؟ كلا".

وأعلن "يجب أن يتواصل كفاحنا، أن يشتد لاتاحة المجال أمام حيازة الإجازات والوظائف التي تنجسم مع جدارة وكفاءة كل شخص، والكفاح ضد أن يبقى الاسم، الرابط، لون البشرة يقلّص غالبا تكافؤ الفرص الذي يجب أن يتمتع به كل شخص".

وفي تقييمه لأزمة فايروس كورونا، قال الرئيس الفرنسي إنه سيُسرع في خطط تخفيف القيود المفروضة في البلاد، مشيرا إلى أن الأزمة كشفت عن حاجة البلاد إلى استقلال اقتصادي أكبر.

وتعهد ماكرون خلال خطابه التلفزيوني بأن تكلفة دعم الشركات والحفاظ على الوظائف خلال اسوأ إغلاق منذ الحرب العالمية الثانية والبالغة 500 مليار يورو لن تكون عن حساب فرض ضرائب أعلى.

وقال إن المطاعم والمقاهي في باريس سيسمح لها باستئناف العمل بشكل كامل اعتبارا من يوم غد الاثنين وهو اليوم ذاته الذي ترفع فيه فرنسا القيود عن الحدود أمام المسافرين القادمين من داخل دول الاتحاد الأوروبي، مما يخفف الضغوط على صناعة السياحة.

وقال إن جائحة فايروس كورونا كشفت "عيوب وهشاشة" فرنسا، وأوروبا بشكل أوسع، فيما يتعلق بالاعتماد الزائد على سلاسل التوريد العالمية بدءا من صناعة السيارات وصولا إلى الهواتف الذكية والعقاقير الطبية.

وأضاف "الحل الوحيد هو بناء نموذج اقتصادي جديد أقوى، والعمل وزيادة الإنتاج حتى لا نعتمد على الآخرين".

وأدى فايروس كورونا لوفاة أكثر من 29300 شخص في فرنسا وأجبر ماكرون على تعليق توجهه الاصلاحي اقتصاديا واجتماعيا الهادف إلى تحفيز النمو وخلق فرص عمل وتحرير الاقتصاد.

وتتوقع الحكومة أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 11 بالمئة خلال العام الحالي. وقال ماكرون إنه سيطرح في يوليو تموز خطة تفصيلية للعامين المتبقيين في ولايته الرئاسية.