ماكرون: بريطانيا دولة صديقة بغض النظر عمن يقودها

خروج بريطانيا من الاتحاد مازال يثير خلافات كثيرة بين فرنسا والمملكة المتحدة.
السبت 2022/08/27
الهجرة خلاف مزمن

الجزائر - أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة من الجزائر أن “المملكة المتحدة دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها”، وذلك بعد رفض ليز تراس المرشحة الأوفر حظا لرئاسة الوزراء أن تقول ما إذا كان ماكرون “عدوا أو صديقا” لبلدها.

وأضاف الرئيس الفرنسي على هامش زيارة رسمية للجزائر أن “الشعب البريطاني، الدولة التي هي المملكة المتحدة دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها، وأحيانا على الرغم من الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبونها في تصريحاتهم العامة”.

وقدر ماكرون خلال مؤتمر صحافي أعقب زيارة لمقبرة سانت أوجين “إن لم يكن بإمكاننا نحن الفرنسيون والبريطانيون القول إن كنا أصدقاء أم أعداء، والمصطلح ليس محايدا، فإننا نتجه نحو مشاكل خطرة”.

وتابع “ليس من الجيد أبدا أن نضيع كثيرا ثوابتنا في الحياة. إذا طرح عليّ السؤال… أيا كان الشخص الذي يُعتبر الزعيم القادم في بريطانيا، فلن أتردد لحظة. المملكة المتحدة صديقة فرنسا”.

إيمانويل ماكرون: بريطانيا دولة حليفة على الرغم من الأخطاء الصغيرة

وكانت تراس رفضت خلال تجمع انتخابي في جنوب شرق بريطانيا الخميس الإجابة عن سؤال إن كان ماكرون “عدوا أو صديقا” لبلدها، مؤكدة أنها ستحكم على الرئيس الفرنسي بناء “على أفعاله”.

وعندما سألتها الصحافية التي تستضيف الأمسية “ماكرون، صديق أم عدو؟”، ردت تراس “مازالت لجنة الحكام تتداول”، ما أثار ضحكا بين الجمهور.

وأضافت “إذا أصبحتُ رئيسة للوزراء فسأحكم عليه (ماكرون) بناء على أفعاله وليس أقواله”، من دون أن توضح أسباب حذرها الشديد هذا.

وفي المقابل قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لدى سؤاله عن المسألة الجمعة إنه “حافظ دائما على علاقات جيدة للغاية مع ماكرون”، وأضاف بالفرنسية أن الرئيس الفرنسي “صديق جيد جدا لبلدنا”.

وتابع جونسون خلال زيارة إلى سوري في جنوب غرب لندن أن العلاقات مع فرنسا “مهمة للغاية. إنها جيدة جدا منذ فترة طويلة جدا، منذ عهد نابوليون في الواقع، وأعتقد أننا يجب أن نكون سعداء بذلك”.

واختتم رئيس الوزراء المنتهية ولايته “في ما يتعلق بماكرون، لدي علاقة جيدة جدا معه”.

وحذر حزب العمال البريطاني المعارض من أن التعليق الذي يمكن رؤيته على أنه يجازف بزيادة التوترات مع فرنسا، أظهر “افتقارا مروعا ومقلقا للحكمة“.

وتقوم خلافات كثيرة بين فرنسا والمملكة المتحدة ولاسيما حول ترتيبات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حول مسائل مثل صيد الأسماك والوضع الجمركي لأيرلندا الشمالية والهجرة غير النظامية عبر المانش.

بوريس جونسون: في ما يتعلق بماكرون، لدي علاقة جيدة جدا معه

ويشكل عبور المهاجرين غير النظاميين نقطة حساسة وهو موضع توتر دائم لحكومة المحافظين البريطانية التي جعلت من مكافحة الهجرة محور حملتها في أوج بريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) وتواجه تدفق لاجئين بأعداد كبيرة على الساحل الجنوبي.

وأصبح عبور القناة من قبل مهاجرين يحلمون بالسفر إلى إنجلترا معضلة سياسية لرئيس الوزراء البريطاني المستقيل جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، لاسيّما وأنّ زعيم حزب المحافظين وعد مواطنيه بتشديد الخناق على الهجرة في أعقاب خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي.

كما فاقم الوصول الكثيف للمهاجرين العلاقات المتوتّرة مع فرنسا التي تتّهمها الحكومة البريطانية بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمنع انطلاق الرحلات من أراضيها، على الرّغم من الأموال المخصّصة لهذا الغرض.

وزادت حدّة التوتر بين البلدين في نوفمبر حين غرق في بحر المانش 27 مهاجرا كانوا على متن قارب مطاطي، في أسوأ مأساة هجرة يشهدها هذا الشريان المائي.

وليس للبريطانيين أمل كبير في التوصل إلى اتفاق مع باريس. وفي الانتظار تريد الحكومة البريطانية أن تجعل عمليات العبور هذه “غير عملية”، حيث يلجأ المهربون بشكل متزايد إلى قوارب أكبر تتسع للعشرات من الأشخاص.

5