"ماعادش".. ثورة مسرحية على الواقع بحثا عن عالم منشود

مسرحية كوميدية تتحدث عن امرأة تتجسّد في أربع شخصيات رئيسية جميعها شخصيات ملّت العيش في كوكب الأرض.
السبت 2022/06/04
الأرض لم تعد صالحة للعيش والحلم

تونس - قدمت الممثلة المسرحية سماح الدشراوي عملها المسرحي الجديد “ما عادش” بالمسرح البلدي بالعاصمة التونسية، وهو مونودراما ساخرة من تأليف الدشراوي وإخراج الممثلة والمخرجة المسرحية وفاء الطبوبي.

والمسرحية هي قصة امرأة تثور على الواقع من خلال قرارها تركها كوكب الأرض والهروب إلى كوكب زحل حيث يمكنها أن تشكل عالمها المنشود. وقد راوحت فيها الممثلة بين الأداء المسرحي التجريبي والأداء المسرحي الشعبي لتروي قصة امرأة دفعتها رتابة الحياة على الأرض إلى السفر نحو الفضاء بحثا عن عالمها المنشود.

واهتم القائمون على العمل بالجوانب الفنيّة المميزة له من سينوغرافيا وأداء الممثل وإيقاع العرض. وتنوّع اللعب الدرامي للممثلة سماح الدشراوي على الركح بين فن الحكي وبين تجسيد الشخصيات والغناء والرقص.

المسرحية مراوحة بين البوح والإثارة في إطار كوميديا سوداء تسلّط الضوء على رغبة الإنسان في الهرب نحو الفضاء

واعتمدت الفنانة على أسلوب التكرار، وهو أحد السمات المميزة لهذا العرض، وتجلّى علو مستوى الحركة والنصّ والهدف منه هو الرفع من درجة إيقاع العرض من ناحية والتأكيد على قضايا مركزية وتسليط الضوء عليها لإبراز هولها وخطورتها. وهذه القضايا المطروحة في العمل تراوحت بين القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.

وكانت المسرحية مراوحة بين الجد والهزل، وبين البوح والإثارة في إطار كوميديا سوداء، وتسلط الضوء على رغبة الإنسان في الهرب نحو الفضاء الفسيح، مللا من الحياة على كوكب الأرض التي لم تعد تطاق بالنسبة إلى الكثيرين، مرورا بالمشكلات الذاتية البسيطة وصولا إلى الحروب والأزمات العالمية الكبرى.

وقالت سماح الدشراوي في تصريحات صحافية إنّها قرّرت عدم التغيّب مجددا عن المسرح، الذي ابتعدت عنه لأسباب عائلية بالأساس.

وبيّنت الممثلة أن مسرحية “ما عادش” كوميدية تتحدث عن امرأة تتجسّد في أربع شخصيات رئيسية، جميعها شخصيات ملّت العيش في كوكب الأرض فقررت التوجه نحو الفضاء.

واعتبرت أنّه رغم أنّ المسرحية كوميدية، إلاّ أنها تروي خرافة تطرح أفكارا بطريقة شعبية، وحاولت من خلالها البحث عن نفسها التي تريد.

وأبرزت أنّ المسرحيات الكوميدية وعالم ”الشو” في تونس ليست حكرا على الرجال، كما رأت أنّ للمرأة طريقة طرح جديدة وأنّ الوقت حان للتخلي عن هذه الأفكار الرجعية.

وقالت ”هناك هيمنة ذكورية على الأعمال الفنية في تونس حتى في المسلسلات التلفزيونية”، داعية في هذا السياق الفنانات التونسيات إلى محاربة هذا الواقع والمطالبة بالمساواة في الأجر.

وبالفعل، نادرا أن تغامر المسرحيات التونسيات بتقديم المونودراما، وكذلك لا تكون الأعمال التلفزيونية من بطولة نسائية رئيسية، بل عادت ما تكون المرأة مشاركة في العمل سواء كان مسرحيا أو سينمائيا أو تلفزيونيا، ولم تصل هذه الفنون بعد للمراهنة التامة على المرأة وتقديمها “كنجمة” قادرة على إنجاح أيّ عمل والترويج له.

وقد عادت سماح الدشراوي إلى الظهور على خشبة المسرح بعد غياب حوالي عشر سنوات، فآخر عمل مسرحي لها كان “الكروسة” الذي عرضته لأول مرة في العام 2012. وهي مسرحية نص وإخراج المسرحي فتحي العكاري.

وتروي المسرحية حكاية امرأة في الخمسين من العمر بلا عائل وفي كفالتها سبعة أبناء وأصبحت تعيش ضغطا نفسيا على جميع المستويات مما يضطرها إلى الذهاب إلى طبيب نفساني للحديث عن معاناتها والبوح بما يخالج نفسها من صدمة نفسية إزاء ما يحيط بالمجتمع التونسي وما آلت إليه الأحوال والأوضاع وتدخل في حوار مع الطبيب ومع الجمهور ليصبح الجمهور بدوره الطبيب المحاور لها.

وكان الجمهور عرف الممثلة للمرة الأولى في مسلسل “الريحانة” للمخرج حمادي عرافة، ثم اكتسبت شهرة واسعة في تونس والمغرب العربي بمشاركتها في بطولة سيتكوم “نسيبتي العزيزة” وشاركت أيضا في سلسلة “بنت ولد”.

14