ماشا الروسية تدخل موسوعة غينيس بعدد المشاهدات على يوتيوب

حلقة من مسلسل الرسوم المتحركة الروسي "ماشا والدب" تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كإحدى الحلقات الأكثر مشاهدة على موقع يوتيوب.
السبت 2019/01/19
10 سنوات من السرور والبروباغندا

على الرغم من أن العالم قلق الآن بشأن العلاقات السياسية المتوترة بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن روسيا تظل ركيزة ثابتة للنظام العالمي وتستمر في محاولة توسيع نفوذها. ويتهم الإعلام الغربي موسكو باستخدام مسلسل الرسوم المتحركة الشهير “ماشا والدب” كسلاح دعائي.

لندن - دخلت حلقة مسلسل الرسوم المتحركة الروسي “ماشا والدب” بعنوان “ماشا والعصيدة”، الجمعة، موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية كإحدى الحلقات الأكثر مشاهدة على موقع يوتيوب، حيث سجلت أكثر من 3.4 مليارات مشاهد، إلى حدود أمس.

وقال المكتب الصحافي لشركة “أنيماكورد” المنتجة لهذا الفيلم لوكالة “سبوتنيك” الروسية “دخلت حلقة “ماشا والعصيدة”موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية وأصبحت الأكثر مشاهدة على موقع “يوتيوب”. وقد جمعت هذه الحلقة حتى الآن أكثر من 3.3 مليارات مشاهدة على مستوى العالم، وأصبح الفيديو الوحيد للرسوم المتحركة في العالم الذي يسجل أفضل 5 مشاهدات على يوتيوب منذ أن بدأ الموقع بالعمل”.

وأشار المكتب الصحافي إلى أن العرض الأول للحلقة الجديدة تحت عنوان “الحياة كلها مسرح” سيبدأ في 25 يناير الجاري.

وجدير بالذكر أن المسلسل “ماشا والدب” عرض أول مرة في عام 2009، وأصبح الآن ظاهرة عالمية، فقد تمت ترجمته إلى 36 لغة ويبث في أكثر من 100 دولة حول العالم. واحتفل المسلسل بعيد ميلاده العاشر في 7 يناير من هذا العام. كما تجاوز إجمالي عدد مشاهدات “ماشا والدب” على “يوتيوب” 42 مليار مشاهدة في جميع أرجاء العالم.

ويتحدث المسلسل عن بنت صغيرة تدعى ماشا تعيش مع دب تسميه “سيد دب” أو “ميشكا”، ويخوضان مغامرات رائعة ومواقف مضحكة، ويشاركهما أحيانا “السيد أرنوب”.

ماشا التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، منذ عقد من الزمن!، وهي شقراء، ولها عيون زرقاء كبيرة، تتهمها مجلة بريطانية بأنها تتقاضى أجرا من الكرملين.

وتتعدد تعليقات المشاهدين ضمن هاشتاغ #Masha_and_The_Bear. ويشيرون إلى أن حلقات هذا المسلسل بإمكانها أن تفرح قلوب المتابعين صغارا وكبارا على حدّ سواء. وقدر صحافيون غربيون هذه الشعبية التي يتمتع بها المسلسل في الولايات المتحدة بعبارة “جنونية”. ووصفت مجلّة “أنيميشين ماغازين” الأميركية “ماشا وميشكا” كأحد أعمال “كلاسيكيّات المستقبل”.

ومثلت ماشا نجمة حقيقية لسنوات عديدة، كما مثل المسلسل الكرتوني الذي أنتجتها الشركة الروسية “أنيماكورد” سوقًا يصعب تقييمها من الناحية المالية. ومع ذلك، ففي أبريل 2016، أفاد موقع “بيزنس أنسايدر” أن إيرادات الشركة تنمو بمعدل 40 بالمئة سنويًا وأن تكلفة الحلقة تقارب 250 ألف دولار.

ويقف اثنان من العباقرة الروس وراء هذا النجاح المذهل وهما ديميتري لوفيكو عالم الرياضيات وأوليغ كوزوكوف، وقد كانا منفيين في الولايات المتحدة في التسعينات من القرن الماضي وعادا إلى روسيا منذ عام 2003. وقد اتحد الرجلان في عام 2007 لإنشاء مشروعهما الفني عن طريق إنشاء استوديو “أنيماكورد” في موسكو وقاما بتمديد أنشطتهما بعد بضع سنوات في ميامي الأميركية وقبرص مما سمح لهما بالحصول على حقوق البث في المناطق الجغرافية المعنية.

وتعتبر الرموز المستخدمة في مسلسل “ماشا والدب” روسية جدا. فماشا، الشخصية الرئيسية، ترتدي دائماً وشاح بابوشكا على رأسها. وهذه النقطة تحديدا من تفاصيل الملابس مثلت سبب نجاح المسلسل في الشرق الأوسط.

وإذا كان المنتج ديميتري لوفيكو يدعي أنه أول مندهش من الاهتمام بشخصيته في هذه منطقة الشرق الأوسط، فإنه انتهز الفرصة للاستمرار في غزو العالم من خلال توقيع عقود غير متوقعة مثل تلك التي وقعت مع الإمارات العربية المتحدة في بداية عام 2018.

إن كل حلقة من مسلسل الكارتون تغوص في الثقافة السوفييتية، فقد ظهرت ماشا بفخر ترتدي قبعة من حرس الحدود أثناء محاولتها صد الأرانب الغازية في الحديقة.

ووصفت صحيفة ديلي ميل الحلقة التي كانت بعنوان “لا تذهب، أنا في الجيش” بمقال في 17 نوفمبر 2018، بأنها “ليست أكثر من تمثيل روسيلكيفية صد الغازين على حدودها”.

وتثير شخصية الدب أيضا جدلا كبيرا. في كل حلقة، يريد السيد دب ميشكا أن يكون خيّرا ويحمي الفتاة الصغيرة، لكن الخبراء الغربيين يقولون إن الدب، الذي يستخدم عادة كرمز لروسيا، هو رمز الوطن الذي يمثّل الأمان والحماية. ويذهب مقال في صحيفة التايمز البريطانية إلى حد مقارنة سلوك الفتاة الصغيرة بسلوك فلاديمير بوتين.

ويرفض مبدعا الرسوم المتحركة وصفهم بقيامهم بـ”التلاعب الأيديولوجي”. وعندما سئل عن هذه الاتهامات، أكد ديميتري لافيكو أن استوديوه لم يتلق أي دعم مالي من الدولة الروسية، وأنه لن يسعى أبدا إلى الحصول على أي مساعدة من هذا النوع.

من ناحية أخرى، يقول إن العلاقة بين الدب والفتاة ليست أكثر من رؤية مختلفة للعلاقة بين الأطفال والبالغين. وأخيرًا، يستخدم لوفيكو المقارنة في القول إن “التايمز كان من الأفضل أن تكتب أن ماشا تتصرف مثل تشرشل”.

وتذكر المقالات والتصريحات بالأزمة الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا على خلفية تسميم الروسي العميل الروسي المزدوج السابق سكريبال وابنته يوليا، في بريطانيا.

وكتبت وكالة سبوتنيك  ساخرة، “لقد تمّ كشفك يا ماشا. لن تستطيعي بعد الآن مسح عقول الأطفال من خلال السرور. هذا بفضل الخبراء الغربيين، الجبابرة”.

19