ماسك يعلق حسابات صحافيين بارزين على تويتر: لا معاملات خاصة

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - أوقف موقع تويتر حسابات ما يقرب من ستة صحافيين بارزين الخميس، في أحدث تغيير للمنصة التي تثير كل يوم جدلا جديدا، تحت إشراف مالكها الجديد إيلون ماسك، ما أثار انتقاد الاتحاد الأوروبي لهذه السياسات المنافية لحرية التعبير، والتي روج لها ماسك على المنصة.

وعبرت المفوضية الأوروبية الجمعة عن “قلقها” بعد تعليق حسابات صحافيين، مهددة ماسك بفرض عقوبات في المستقبل القريب.

وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا إن “أنباء التعليق التعسفي لحسابات صحافيين على تويتر مقلقة”، مذكرة بأن القانون المتعلق بالخدمات الرقمية الذي يفترض أن يطبق على مجموعات التكنولوجيا العملاقة الصيف المقبل “يفرض احترام حرية الإعلام والحقوق الأساسية”. وأضافت “يجب أن يدرك إيلون ماسك ذلك”، مشيرة إلى أن “هناك خطوطا حمراء وهناك عقوبات ستُفرض قريبا”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أن الحسابات المعلقة شملت رايان ماك من صحيفة نيويورك تايمز، ودرو هارويل من واشنطن بوست، والصحافييْن المستقلين آرون روبار وتوني ويبستر، ودوني أوسوليفان من سي.أن.أن، ومات بيندر من ماشابل، وميكا لي من انترسبت، والصحافي السياسي كيث أولبرمان.

ولم يتضح القاسم المشترك بين عمليات تعليق حسابات هؤلاء الصحافيين، لكنْ تضمنت الصفحة الخاصة بكل مستخدم رسالة مفادها أنها علقت الحسابات التي “تنتهك قواعد تويتر”.

وكان ماسك قد اتهم الصحافيين بمشاركة معلومات خاصة حول مكان وجوده والتي وصفها بأنها “إحداثيات اغتيال بشكل أساسي”. وأضاف ماسك “انتقادي طوال اليوم أمر جيد تمامًا، لكن الاستقصاء عن موقعي في الوقت الفعلي وتعريض عائلتي للخطر أمران لا علاقة لهما بذلك”.

وكتب لاحقًا أن حسابات الصحافيين كانت ستعلق لمدة سبعة أيام، على الرغم من أن استطلاعًا على موقع تويتر أنشأه أظهر أن 43 في المئة من المستخدمين شعروا بضرورة رفع التعليق على الفور، وقال 38 في المئة يريدون حظرًا أطول.

وانضم الملياردير أيضًا إلى بث صوتي عام على “تويتر سبايسز” حضره صحافيون للدفاع عن هذه الخطوة، وقال “لن يكون هناك أي تمييز في المستقبل بين الصحافيين والأشخاص العاديين، فسوف يعامل الجميع بنفس الطريقة. أنت لست مميزًا لأنك صحافي. أنت مواطن. لذلك لا توجد معاملة خاصة”.

وجاءت هذه الخطوات بعد يوم من تعليق تويتر لأكثر من 25 حسابًا تتبع طائرات الوكالات الحكومية والمليارديرات والأفراد البارزين، بما في ذلك حساب ماسك. وكان الكثير من الصحافيين الذين تم إيقاف حساباتهم الخميس يكتبون عن تلك السياسة الجديدة والأسباب التي جعلت ماسك يفرضها، والتي تضمنت زعْمه بحدوث مطاردة قال إنها أثرت على أسرته الثلاثاء في لوس أنجلس.

وتم تشغيل العديد من الحسابات من قبل جاك سويني، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 20 عامًا ومتحمس لتتبع الرحلات الجوية واستخدم تويتر لنشر تحديثات حول موقع طائرة ماسك الخاصة باستخدام المعلومات المتاحة للجمهور.

وتراجع ماسك عن تعهداته السابقة، وذكر أنه سيسمح للحساب الذي تتبع طائرته الخاصة بالبقاء على تويتر، رغم أنه قال إنه يرقى إلى مستوى التهديد الأمني. ولفت في تغريدة آنذاك إلى أن “التزامي بحرية التعبير يمتد حتى إلى عدم حظر الحساب الذي يتبع طائرتي، على الرغم من أن هذا يمثل خطرًا مباشرًا على السلامة الشخصية”.

وغير رأيه هذا الأسبوع، بعد أن ادعى أن “مطاردا مجنونا” استولى على سيارة كان يستقلها أحد أبنائه. وغرد ماسك الأربعاء بأن أي حساب ينشر “معلومات الموقع في الوقت الفعلي لأي شخص سيتم تعليقه، لأنه انتهاك للسلامة الجسدية. يتضمن ذلك نشر روابط تحيل إلى مواقع تحتوي على معلومات موقع في الوقت الفعلي”.

وكتب بعض الصحافيين الذين تم تعليق حساباتهم عن الحسابات التي تتبعت الطائرات الخاصة أو غرّدت عن تلك الحسابات. كما نشر البعض أيضًا مقالات انتقدت ماسك وملكيته لموقع تويتر. وكان لدى العديد منهم عشرات الآلاف من المتابعين على المنصة.

ولم يعلق ماسك على هذه الأنباء، بيد أنه قال في تغريدة إن قواعد تويتر الخاصة بمشاركة شخص ما للمستندات الشخصية -بما في ذلك معلومات مثل العنوان- تنطبق على الصحافيين وعلى أي شخص آخر. ولم يخض في التفاصيل.

وقال تشارلي ستاتلاندر، المتحدث باسم صحيفة التايمز “تعليق حسابات تويتر لعدد من الصحافيين البارزين، بمن فيهم رايان ماك من صحيفة نيويورك تايمز، أمر مشكوك فيه ومؤسف، ولم تتلق التايمز ورايان أي مبرر لحدوث ذلك. نأمل أن تتم استعادة جميع حسابات الصحافيين وأن يقدم موقع تويتر تفسيراً مرضياً لهذا الإجراء”.

بدورها ذكرت كريستين كوراتي كيلي، المتحدثة باسم سي.أن.أن، أن عمليات التعليق كانت “مقلقة ولكنها ليست مفاجئة”، وأن “عدم الاستقرار والتقلب المتزايد على تويتر يجب أن يكونا مصدر قلق كبيرا لكل من يستخدمه”.

وفي ظهوره على قناة سي.أن.أن بعد تعليق حسابه قال أوسوليفان “إن تصرفات تويتر قد تخيف الصحافيين الذين يغطون الشركات المملوكة لماسك”.