ماذا وراء الاغتيال المعنوي للمرأة السعودية على تويتر

تصدر هاشتاغ #تجريم_الإساءة_للمرأة طالب خلاله مغردون سعوديون بضبط الخطاب العنيف والمنتقص من المرأة السعودية على تويتر مؤكدين أنه لا يستهدف المرأة بقدر ما يستهدف “رؤية 2030” ككل.
الرياض - كشفت تغريدات وهاشتاغات ومساحات صوتية منتشرة بكثافة على موقع تويتر “جانبا من العقول المؤدلجة التي لا تزال مفخخة بالفتاوى ضد المرأة في السعودية”.
وتستهدف حسابات بعضها لمشاهير وأكاديميين في السعودية “صورة المرأة” محاولين الاستنقاص من قيمتها وهو تكتيك جديد وفق متابعين يستهدف الانفتاح السعودي ككل عبر بث البلبلة وخطابات الفرقة والتقسيم. وطالب مغردون بـ#تجريم_الإساءة_للمرأة عبر قوانين تضبط الخطاب على مواقع التواصل.
وقال المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال” في تغريدة:
تستهدف التنظيمات المتطرفة صورة المرأة وتنتقص من قيمتها بهدف إحداث انقسام في المجتمع والتسلل نحو مكوناته بخطابات تدفع نحو التطرف والعنف ما يتطلب تعاونًا مشتركًا في مواجهتها وكشف حيلها ومزاعمها #اعتدال.
وتحاول المملكة تدريجيا التخلص من إرث “فترة الصحوة” وهي العقود الأربعة الماضية، عندما ساد فكر ديني مثير للجدل حرسته شخصيات دينية منغلقة لها سطوة اجتماعية وسياسية لافتة فرضت أسلوب لباس وحياة على السعوديين بصفة عامة وخاصة على السعوديات.
وتولي رؤية 2030 التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعبور إلى مرحلة ما بعد النفط، اهتماما بشكل أكبر لمشاركة المرأة في المجتمع والاقتصاد، لكن ما يجري على أرض الواقع يثير الكثير من التساؤلات عمّن يدير حملات ضارية ضد تمكين النساء.
ووصفت الكاتبة السعودية هيلة المشوح ما يحدث بـ”الحملات الملتوية ضد حضور المرأة وتمكينها”، معتبرة أن “المرأة (اليوم) جزء من نجاحات الوطن وبِنائه ونسيجه وتنميته”. وأضافت أن “المرأة.. وما أدراك ما المرأة! هي المادة الخصبة لفتاوى تعساء الصحوة بالأمس، وتعساء فلولها اليوم، هي الكيان العظيم الذي راهنت عليه الدولة وكسبت”.
وشرحت “في السابق كانت أدواتهم لإقصاء المرأة ترتكز على إهانتها وقتل معنوياتها بعمرها وشكلها..(شمطاء ، قواعد،.. إلخ) لم يتغير شيء عدا تحديث التصنيفات إلى (نسوية، سلافع، عجوز..) العقول المؤدلجة لا تتغير بل تزداد حنقاً تبعاً لمتغيرات المرحلة فتصب غضبها وسوء أخلاقها على “المرأة”.
ويظهر أن بعض التصنيفات ضد النساء هي مجرد “تبريد” لحالة الغليان التي لم تنطفئ منذ صدور الأنظمة الداعمة لحقوقها وتمكينها وتعزيز تواجدها في المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
واعتبرت المشوح:
هناك من يُحقّر الفتيات ويتنمر على أشكالهن لمجرد اختلاف مظهرهن عن قوالبه الصحوية، أو طرحهن المغاير لأدلجته.. هؤلاء مجرد “قشور التقرحات الصحوية” التي لن تلبث أن تتطاير كالهباءات في سماء التغيير دون أثر أو تأثير.
في نفس السياق قال أكاديمي:
adalomari@
كثرة البربرة والتنمر على النساء في كل صغيرة وكبيرة لأجل تحجيم حضورهن وحقوقهن المشروعة عمل جبان وسيء في حق المرأة السعودية، بل ويحتوي على أيديولوجيات مبطنة تتنافى مع سياسات #رؤية_السعودية_2030. باختصار: لا نريد العودة إلى الوراء، ومن يريد ذلك فالزمان ليس زمانه والمكان ليس مكانه.
وطالبت مغردة:
Frah79579295@
مع نشاط أعداء التقدم والحضارة واستخدامهم تكتيكات متنوعة كل فترة لمحاربة الرؤية والتمكين تتمثل حاليا في إحداث فجوة بين أفراد المجتمع من خلال إحياء خطاب الكراهية والتحريض على المرأة بالإساءة لها بإطلاق الأوصاف والتصنيفات، أعتقد أن هذا الوقت المناسب لوضع قانون #تجريم_الإساءة_للمرأة.
واستطاعت السعوديات في السنوات القليلة الماضية تغيير الصورة النمطية المرتبطة بهن. ولكن رغم ذلك يواجهن تحدي استمرار مسيرة تمكينهن مع امتلاء الموقع بحسابات تسيء إلى إنجازاتها وتحاول التأثير على الرأي العام. ويؤكد معلقون أن هناك حملات مدعومة ومنظمة تريد إثارة البلبلة والطعن في اختيارات الدولة.
واعتبر مغرد:
ra_t5l@
استهداف الحسابات النسائية السعودية الوطنية الحرة المثقفة هو نتاج العقل الفقهي المتخلف القابع في كهوف التاريخ لذلك لا بد من قانون #تجريم_الإساءة_للمرأة.
وفي السعودية يمثل تويتر ساحة يجتمع فيها المواطنون لتبادل المعلومات والآراء حول كل القضايا.
وأضاف:
ra_t5l@
تمكين #المرأة أحد مستهدفات #رؤية_السعودية_2030 ولوضع حد نهائي لاستهدافها والانتقاص من عقلها ووصفها بأوصاف غير لائقة استنادا إلى موروث ديني واجتماعي مشوه لذلك يجب حمايتها بإصدار قانون #تجريم_الإساءة_للمرأة واحتراما لها وحفظا لحقوقها.
وعد مغردون تغريدة مركز اعتدال رسالة “للطفيلي” ويقصد مغردون الشاعر فواز اللعبون الذي امتهن الانتقاص من السعوديات والإساءة إليهن في المدة الأخيرة وإطلاق صفات بشعة عليهن على غرار كلمة “سلافع”. ونشطت حملات ضد الشاعر تطالب بسحب أشعاره من المقررات الدراسية لكنه لم يتوقف عن الإساءة للسعوديات ما أثار نقاشا حول دور السلطات في ضبط الخطاب.
وقال مغرد:
folkprince@
هذه التغريدة رساله غير مباشره للطفيلي الذي كان يلعب بالنار الأيام الماضية من خلال تغريدات تستهدف المرأة بعبارات وألقاب غير سوية! واللي يلعب بالنار يا (اللعيبة) تحرق أصابيعه وما تفوزون.
وفتحت أبواب الشهرة على مصراعيها لفواز اللعبون وغيره من باب الانتقاص من المرأة السعودية وقذفها والتطاول عليها، إذ يجد هذا الخطاب جمهورا عريضا من فلول الصحويين الذين يدافعون عنه.
واقترح معلق:
h0f0s@
عندي عنوان للمهتمين بالبحث العلمي: “خطاب التحريض ضد المرأة في تويتر ومدى تعارضه مع #تمكين_المرأة في رؤية 2030 “. #اللعبون أنموذجاً.
واعتبر مغردون طالما أن خطاب التحريض على النساء لم يجرم قانونيا سينفلت هؤلاء بلا رادع. وقالوا إن هذا الخطاب قتلت بسببه فتاة طعنا على يد أخيها رفض استلامها لعملها. وقالت مغردة في هذا السياق:
princess_i1r@
#ضحية_قلوة أرجو من كل من ينتسب للمحاماة و يمارسها بشرف: أن يرصد الحسابات التي تغرد ضد الرؤية في تمكين المرأة بالوطن. ووضعهم أمام العدالة لأنهم جيشوا الرأي العام على بريئات خرجن لكسب رزقهن بكرامة وكفاءة، فاستعدوهن و ظلموهن و قتلوهن. #تجريم_الإساءة_للمرأة
ويطالب معلقون ببث برامج توعوية قال ناشط يحمل اسم “أبوالبنات”:
AbuElbanaat18h@
أكرر.. النساء (تغيّرن) ولم يرافق هذا التغيير تبدل بأحوال الكثير من الرجال. الرجل بات في حاجة إلى برامج توعية عبر وسائل الإعلام والمثقفين وكراسي جامعات لتوضّح له أن تمكين المرأة هو “استعادة حقوق” وليس نزع شيء من أدواره الاجتماعية أو رجولته.. وكل تشوهات النظام الابوي!