ماذا ستحمل بريكس من حلول عاجلة لأزمات مصر

القاهرة تريد نتائج عاجلة من عضويتها في بريكس لمساعدتها على تجاوز أزماتها الحالية، خاصة ما تعلق بالعملة الصعبة.
السبت 2023/08/26
ماذا تريد القاهرة من بريكس؟

القاهرة – تأمل مصر أن يساعد انضمامها الوشيك إلى مجموعة بريكس في تخفيف العجز في العملات الأجنبية وجذب استثمارات جديدة، لكن محللين يقولون إن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل ظهور أيّ فوائد لهذه الخطوة.

ويرى المحللون أن القاهرة تريد نتائج عاجلة من عضويتها في بريكس لمساعدتها على تجاوز أزماتها الحالية خاصة ما تعلق بالعملة الصعبة وكيفية تدبير قروض جديدة بشروط أفضل مما يفرضها صندوق النقد.

وتختلف مصر في هذا التوجه عن بقية الدول الأخرى التي تعاملت مع عضوية بريكس على أنها مكسب إستراتيجي يساعد اقتصاداتها على الاندماج في الاقتصاد العالمي، ويفتح أمامها الاستثمارات الكبرى.

وقدم تكتل بريكس، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، دعوة الخميس إلى مصر وخمس دول أخرى للانضمام إليه، ورحبت القاهرة فورا بالعرض.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد فترة وجيزة من توجيه الدعوة إلى بلاده “أثمّن إعلان تجمع بريكس عن دعوة مصر للانضمام إلى عضويته اعتبارا من يناير 2024، ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها جميعا علاقات وثيقة، ونتطلع إلى التعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة، وكذلك مع الدول المدعوة للانضمام لتحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا”.

وأضاف الرئيس المصري أن بلاده تتطلع إلى العمل على “إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق الدول النامية ومصالحها”.

وعانت مصر خلال السنوات القليلة الماضية من أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب جائحة فايروس كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا.

وفقد الجنيه المصري نصف قيمته تقريبا في غضون 18 شهرا وارتفع التضخم السنوي إلى مستوى قياسي بلغ 36.5 في المئة في يوليو، كما تسببت القروض الكثيرة خلال السنوات الثماني الماضية في زيادة عبء سداد الديون الخارجية. وأجبرت أزمة شح الدولار مصر على تأجيل مدفوعات وارداتها من القمح.

وقال مجلس الوزراء في بيان الخميس “استهداف التكتل تقليل التعاملات البينية بالدولار الأميركي سيخفف من الضغط على النقد الأجنبي في مصر… علاوة على أن وجود مصر كدولة عضو ببنك التنمية التابع لتكتل بريكس سيمنح فرصا للحصول على تمويلات ميسّرة لمشروعاتها التنموية”.

وقالت وزارة التموين المصرية في أبريل إنها تناقش مع الصين والهند وروسيا استخدام عملاتها في شراء السلع الأولية لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.

36.5

في المئة نسبة التضخم السنوي في مصر وهو رقم غير مسبوق

وقالت مونيكا مالك من بنك أبوظبي التجاري إن عضوية مجموعة بريكس قد تساعد مصر في نهاية المطاف في جذب المزيد من الاستثمارات.

وأضافت “انضمام مصر شيء إيجابي بالنسبة إليها. صحيح أنه من المتوقع أن يكون التأثير محدودا على المدى القريب، لكنه قد يساعد في تعزيز علاقاتها مع اقتصادات الأسواق الناشئة الرئيسية”.

وقال تشارلز روبرتسون من شركة إف.أي.إم بارتنرز إن الحصول على تمويل منخفض الكلفة من بنك التنمية الجديد سيساعد مصر، وإن من المنطقي التقارب مع الصين التي تعد مصدرا محتملا للاستثمار الأجنبي الضخم المباشر في الصناعة المصرية.

وأضاف روبرتسون “مصر لديها احتياجان ملحان وهما الحصول على استثمار أجنبي مباشر وديون أقل كلفة وقد تساهم عضوية بريكس في تحقيق كليهما”.

ودعت مجموعة بريكس الخميس أيضا السعودية وإيران وإثيوبيا والأرجنتين والإمارات للانضمام إليها.

وأضاف روبرتسون “سواء تعلق الأمر بضخ رؤوس الأموال السعودية والإماراتية، أو استفادة مصر من رأس المال هذا، فهذا البنك يعد إضافة مرحبا بها إلى الهيكل المالي العالمي”.

وقال جيمس سوانستون من كابيتال إيكونوميكس إن توسع بريكس لن تكون له على الأرجح آثار اقتصادية كبيرة على المدى القريب، لكن “التحول المحتمل في الأوضاع الجيوسياسية قد تكون له آثار طويلة الأمد على التجارة والنمو الاقتصادي”.

اقرأ أيضا:

1