مادورو يخوض معركة قانونية ضد المعارضة

كراكاس- وسعت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الخميس معركة قانونية ضد مساعي المعارضة للإطاحة به، بينما قالت المعارضة إن المجتمع الدولي تعهد بمساعدات إنسانية للبلاد بأكثر من 100 مليون دولار.
وتقول المعارضة إن رئاسة مادورو غير شرعية لأنه فاز في انتخابات صورية، وتسعى لانتزاع السيطرة منه على قطاع النفط في البلد العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتسليم مساعدات لسكان يعانون من نقص الغذاء والدواء.
ويقول مادورو إن هذا جزء من استراتيجية لتنفيذ انقلاب بدعم أميركي وتعهد بالبقاء في السلطة برغم اعتراف حوالي 50 دولة بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا للبلاد.
ويحتفظ مادورو بدعم روسيا والصين، كما يسيطر على مؤسسات الدولة بما فيها الجيش.
وقال المدعي العام في فنزويلا طارق صعب إن مكتبه فتح تحقيقا مع مديرين جدد عينتهم المعارضة لشركة النفط المملوكة للدولة ومصفاتها الأميركية سيتجو، أهم أصول البلاد في الخارج.
وبعد ذلك، منعت المحكمة العليا الموالية لمادورو أعضاء مجلس الإدارة المقترحين من المعارضة من مغادرة البلاد. ومن المعتقد أن بعضهم على الأقل خارج فنزويلا بالفعل.
آلاف النوافذ
وقال صعب إن جوايدو أقدم بشكل غريب على القيام بتلك التعيينات من أجل إرضاء المصالح الأجنبية وزعزعة استقرار البلاد.
وأضاف وفقا لحساب مكتبه على تويتر "المديرون الوحيدون المعينون بشكل قانوني لمجالس إدارة شركة بتروليوس دي فنزويلا (الحكومية) والوحدات التابعة لها هم ... الذين عينتهم السلطة التنفيذية".
وتحدث كارلوس فيكيو ممثل جوايدو لدى الولايات المتحدة في مؤتمر بشأن المساعدات الخميس عُقد بمقر منظمة الدول الأميركية في واشنطن، وحث المجتمع الدولي على دعم توصيل المساعدات إلى فنزويلا.
وقال فيكيو ومساعدوه إنهم تلقوا تعهدات بمساعدات إنسانية بأكثر من 100 مليون دولار من الولايات المتحدة ودول أخرى، وشمل ذلك تعهدات سابقة وتعهدات جديدة خلال المؤتمر.
وأضاف في المؤتمر الذي حضره دبلوماسيون وممثلون عن عشرات الدول "يجب أن نفتح آلاف النوافذ لجلب المساعدات إلى فنزويلا".
وأكد إليوت أبرامز ممثل واشنطن الخاص بفنزويلا دعم الولايات المتحدة لجوايدو وقال إنها تبحث عن سبل لإرسال المساعدات إلى فنزويلا.
وقال جوايدو إن المساعدات الإنسانية ستدخل البلاد في 23 من فبراير شباط، فيما يمهد الساحة لمواجهة مع مادورو الذي يقول إنها غير ضرورية وينبغي عدم السماح بدخولها.
مساعدات بقيمة 100 مليون دولار
وقد تعهدت 25 دولة تقديم مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لفنزويلا، وفق ما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الجمعة، في أعقاب مؤتمر لمنظمة الدول الأميركية حول تقديم الدعم لذلك البلد.
وكتب بولتون في تغريدة "اليوم، تعهدت 25 دولة اجتمعت في مؤتمر لدعم فنزويلا برعاية منظمة الدول الأميركية تقديم 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية".
وبحسب ديفيد سمولنسكي، منسق مجموعة العمل في المنظمة فإن المبلغ سيذهب مباشرة إلى مراكز تجميع المساعدات التي أقيمت على الحدود مع كولومبيا والبرازيل في جزيرة كوراساو الكاريبية".
وفي افتتاح المؤتمر في واشنطن، قال ممثل خوان غوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية في الولايات المتحدة كارلوس فيكيو، إن الأولوية هي إيصال المساعدات إلى فنزويلا في 23 فبراير، بعد شهر على إعلان غوايدو نفسه رئيسا بالوكالة.
ويرفض مادورو الذي ينفي وجود "أزمة انسانية"، دخول هذه المساعدة معتبرا أنها خطوة أولى نحو تدخل عسكري للولايات المتحدة و"استعراض سياسي".
وتهز فنزويلا كارثة اقتصادية خطيرة تسببت بنزوح أكثر من 2,3 مليون شخص من سكانها، وفق الأمم المتحدة.
وعقدت منظمة الدول الأميركية مؤتمرها بطلب من الأمين العام للمنظمة لويس الماغرو. لكن المنظمة نفسها منقسمة حول الأزمة في فنزويلا. ففيما وافقت على قرار يندد بمادورو إلا أن 16 فقط من أعضائها الـ34 وقعوا على إعلان يعترف بغوايدو رئيسا بالوكالة.