"ماتيس - دعوة إلى السفر".. معرض يعيد اكتشاف أحد مؤسسي الفن الحديث

72 عملا للفنان الفرنسي من متاحف كبرى ومجموعات خاصة لم يرها البعض في أوروبا منذ أكثر من ثلاثين عاما.
الاثنين 2024/09/23
سفر في أعمال ماتيس وحياته

بازل (سويسرا)- واصل هنري ماتيس حتى نهاية حياته تجديد أعماله خلال رحلاته، من جنوب فرنسا إلى طنجة، ومن نيويورك إلى تاهيتي. ويرمي معرض استعادي استثنائي افتتح الأحد ويستمر حتى 25 يناير المقبل في بازل إلى إعادة اكتشاف أحد مؤسسي الفن الحديث.

ويعد هنري ماتيس (1869 – 1954) من كبار أساتذة المدرسة الوحشية، تفوق في أعماله على أقرانه، واستعمل تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة في رسوماته الإهليجية (كانت تُعْنى بالشكل العام للمواضيع، مهملة التفاصيل الدقيقة)، ويعتبر من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين.

جمعت مؤسسة بيلير 72 عملا للفنان الفرنسي، تشمل لوحات ومنحوتات وأعمالا بطلاء الغواش، أُحضرت من متاحف كبرى ومجموعات خاصة، ولم يرها البعض في أوروبا منذ أكثر من ثلاثين عاما.

ويفتتح معرض “ماتيس – دعوة إلى السفر” بقصيدة شهيرة لشارل بودلير استُمدّ اسم المعرض منها. وهذه القصيدة عزيزة على الفنان الذي اختار عنوانا لإحدى لوحاته قسما من أحد أشهر أبياتها “الفخامة، الهدوء والمتعة”.

ويقول أمين المعرض رافاييل بوفييه إن “الدعوة إلى السفر تعبّر بطريقة معينة عن الجوهر الجمالي لماتيس”، مؤكدا أنّ الرسام يشير إلى هذه القصيدة “مرات عدة في أعماله الفنية” وأن السفر هو “موضوع أساسي في حياته وأعماله”.

ويضيف “بما أنّ المعرض استعادي فهو في حد ذاته مصمم ليكون بمثابة دعوة إلى السفر عبر أعمال هنري ماتيس”.

ويستعرض هذا الحدث مسار الفنان، منذ بداياته في باريس ثم في كوليور الفرنسية، عندما بدأ بإحداث ثورة في الفن “من خلال تحرير الألوان”، حسب قول بوفييه، وصولا إلى فترة متأخرة، مستوحاة من ذكريات رحلته إلى جنوب المحيط الهادئ.

رافاييل بوفييه: الدعوة إلى السفر تعبّر بطريقة معينة عن الجوهر الجمالي لماتيس
رافاييل بوفييه: الدعوة إلى السفر تعبّر بطريقة معينة عن الجوهر الجمالي لماتيس

ويعرض قصاصات الورق التي ابتكرها في نهاية حياته، مع طحالبه وطيوره، مستوحاة من الحيوانات والنباتات التي شاهدها الرسام قبل سنوات خلال رحلته إلى تاهيتي عام 1930.

وتحتل أعمال ماتيس مكانة خاصة في مجموعة إرنست بيلير (1921 – 2010)، تاجر الأعمال الفنية الشهير والمشارك في تأسيس معرض بازل للفن المعاصر.

كان في البداية بائع كتب ثم تحوّل إلى سوق الفن، حيث بدأ ببيع مطبوعات يابانية في متجره قبل تحويله إلى معرض في أوائل خمسينات القرن الماضي، وقد احتل بيكاسو وماتيس جانبا خاصا فيه.

وكان يحب بشكل خاص “الأعمال المتأخرة” لأنه كان يرى في قصاصات الورق “ثورة فنية عظيمة”، حسب قول مدير المؤسسة صامويل كيلير. ويضم المعرض خصوصا لوحة “العارية الزرقاء” من مجموعته.

وبينما يشكل ماتيس موضوعا لمعارض منتظمة لمجموعات معينة من أعماله، نادرا ما تُقام معارض استعادية عن حياته المهنية بأكملها، بحسب كيلير.

وفي عام 2020 خصص مركز بومبيدو معرضا كبيرا للفنان، لكن تعيّن تقصير مدته بسبب جائحة كورونا والتدابير الناجمة عنها.

يقول كيلير “مع فنانين عظماء مثل هنري ماتيس أو بيكاسو، يمكننا إقامة الكثير من المعارض المختلفة لأن هناك جوانب عدة لأعمالهم”. ومن الممكن إقامة معرض عن مرحلة “الثلاثينات” أو عن “قصاصات الورق فقط”.

ويتابع “لكن في كل جيل، من المهم أن تتاح للعامة فرصة معاينة معرض استعادي للحصول على فكرة كاملة عن تطوّر الرسام من فنان شاب إلى معلّم كبير”.

 

 

14