مئة وعشرون خطبة على رف الكتب

يتناول الباحث الفلسطيني مؤيد عودة كتابًا قيّمًا من كتب التراث العربي القديم، هو “العِقد الفريد” لابن عبد ربّه الذي يُعَدّ من أمهات كتب الأدب ذات الطابع الموسوعي الشامل. واتخذ الباحث من الخُطَب الواردة في “العِقد الفريد” أنموذجًا لدراسة نصّية تداولية، إذ عمد إلى تحليل هذه الخُطَب وفق مناهج الدراسات اللسانية الحديثة التي تعتمد على النصّية والتداولية، واستعان في دراسته بالمنهجين الوصفي والتحليلي. وأشار الباحث في مقدّمة كتابه الصادر عن الآن ناشرون وموزعون إلى السّمة التي يتميَّز بها الفكر اللساني الحديث، وهي الانتقال من النظرة الجزئية للخطاب إلى النظرة الشمولية للنص والخطاب المُنجَز، ومن نحو الجملة (الجزئي) إلى نحو النصّ أو علم لغة النصّ (الكلّي).
وأوضح أن “العِقد الفريد” اشتمل على مئة وعشرين خُطبة موزّعة على عصور مختلفة وموضوعات متباينة، وقع اختياره على خمس عشرة خُطبة منها ليبني عليها دراسته التطبيقيّة، مع مراعاة الاختلاف الزمني وتنوع الموضوعات.
إدوارد سعيد خارج السياسة
صدر حديثا، عن منشورات المتوسط – إيطاليا، كتاب جديد للباحث والناقد المغربي الدكتور عادل القريب، جاء بعنوان “إدوارد سعيد: ثورة الفكر النقدي” متبوعا بعنوان ثانوي هو “من الخلفيات إلى المفاهيم”.
وهذا الكتاب يحاول تسليط الضوء على أهمِّ المفاهيم النقدية التي اجترحها إدوارد سعيد، ووظَّفها في قراءاته النقدية. ولأن جُلَّ كتاباته يطغى عليها الجانب البحثي التحليلي الصرف. وبعيداً عن إدوارد سعيد المناضل السياسي الكبير، وصاحب المبادئ، والأفكار النيِّرة الرافضة للظلم والاستعباد والاضطهاد، وبعيداً عن إدوارد سعيد المفكِّر الذي ارتبطت جُلُّ نقاشاته وحواراته بالقضية الفلسطينية، والتي كان من خلالها يحاول تكسير هشاشة الأفكار التي بَنَتْ كيانَها على الأساطير، نجد في هذا الكتاب تتبُّعاً لأهمِّ المفاهيم التي نأت بنفسها عن الجوانب السياسية، لتلجَ نسوغ الإبداع الأدبي، معبِّرة عن أصالة ناقد عظيم، وعن رؤى متَّقدة، وتناول حصيف.
خصائص الشعر الأمازيغي
صدر عن منشورات دار الشعر بمراكش كتاب نقدي موسوم بـ”جمالية الانزياح في الشعر الأمازيغي (الصوت، الدلالة، التركيب)” للناقد والباحث مبارك أباعزي، والمتوج بالجائزة الأولى لمسابقة دار الشعر بمراكش لـ”النقد الشعري” (الدورة الرابعة سنة 2022).
وخصص الباحث دراسته لمقاربة جمالية الانزياح في الشعر الأمازيغي، من خلال بنيات الصوت والدلالة والتركيب، لاعتبارات منهجية تتعلق بمحاولة التوقف النقدي عند تمظهرات الشكل في الشعر الأمازيغي، ومحاولة استنطاق البعض من خصائصه الفنية، على عكس الكثير من الدراسات والبحوث والتي اتجهت إلى سياقات تتعلق بالمضمون، وأيضا التركيز على الشق الاجتماعي والتاريخي.
وحرص الباحث مبارك أباعزي على بلورة “تصورات نقدية حول الشعر الأمازيغي”، منطلقا من فرضية مفادها “أن جمالية الشعر الأمازيغي كامنة في الانزياح لأنه يتفاعل مع اللغة العادية عبر التمرّد على مسالكها التعبيرية بخلق مسالك تعبيرية خاصة”.